الحدث

"المشروع سيمكن من تلبية احتياجات السوق الوطنية ووقف استيراد الحديد الخام"

بالموازاة مع انطلاق المراحل الأولى لاستغلال منجم غار جبيلات، خبير جيولوجي:

أعطى بداية الأسبوع الجاري وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب إشارة انطلاق المراحل الأولى لمشروع منجم ڨارا جبيلات بولاية تندوف، والذي يعول عليه لخفض صادرات البلاد من الحديد وتأمين احتياجات السوق الوطنية الوطنية.

وقال أمس، إسعد مولود الأستاذ المحاضر والدكتور في الجيولوجيا المنجمية بكلية علوم الأرض لجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا في تصريح لجريدة الرائد، بأن الإنزال الوزاري خلال افتتاح منجم ڨارا جبيلات يبرز أهمية وقيمة المشروع.

وأضاف بأن ما قام به الوزير، هو اعطاء إشارة انطلاق المراحل الأولية، التي تشمل نزع كل الصخور التي لا تملك أي قيمة اقتصادية وتغطي الصخر الحديدي، بالإضافة إلى بناء كل المرافق الضرورية لانطلاق المنجم في عمليات الاستخراج وتحويل الحديد الخام خلال السنتين القادمتين.

وشدد إسعد مولود على أن استغلال منجم ڨارا جيبلات، ستكون له العديد من الآثار الايجابية على الاقتصاد الوطني، والتي تتصدرها وقف استيراد الحديد الخام، الذي يكلف الخزينة العمومية سنويا ملايين الدولارات، مضيفا بأن المنجم سيمكن من تأمين امدادات مصانع التعدين الوطنية وتلبية احتياجات السوق في قطاعات الصناعة والبناء، وهو الأمر الذي من شأنه أن يسمح بالتحكم في أسعار الحديد، بالإضافة إلى خلق المئات من مناصب الشغل المباشرة وغير مباشرة، كما أن المشاركة في استغلال المنجم سيساهم في نقل التكنولوجيا والتقنيات المتبعة في المجال المنجمي، خاصة وأن اليد العاملة المؤهلة تعرف نقصا في بلادنا.

وتابع الدكتور في الجيولوجيا المنجمية بكلية علوم الأرض لجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا حديثه، قائلا الجزائر بلد مستورد للحديد، والحل الوحيد لتحقيق الاكتفاء الذاتي يستدعي رفع الإنتاج الوطني، من أجل تلبية احتياجات السوق الوطنية، لذا فإن الوضع الراهن يستدعي العمل تحقيق الاكتفاء الذاتي قبل التفكير في التصدير، خاصة وأن البلاد تملك العديد من مصانع التعدين.

وبخصوص تخوف البعض من الموقع الجغرافي لمنجم ڨارا جبيلات البعيد عن خطوط شبكات النقل، أكد إسعد مولود، بأن الأمر لا يعتبر مشكلة، خاصة وأن اعطاء إشارة انطلاق أي مشروع تسبقه اطلاق دراسة جدوى اقتصادية، والتي من خلالها يتم منح الضوء الأخضر للمرور لمرحلة الاستغلال والاستخراح، مشيرا بأن الحديد الخام المستخرج من المنجم الذي يقع على الحدود الموريتانية، سيتم نقله في المراحل الأولى عبر الشاحنات لولاية بشار، على أن يتم خلال السنوات القليلة القادمة وضع خط للسكة الحديدية يربط منجم ڨارا جبيلات بولاية بشار على مسافة تصل ل 700 كلم، ما سيمكن من رفع الإنتاج من 12 مليون طن في السنوات الأولى للاستغلال لأزيد من 25 مليون طن على المدى المتوسط، ولكن في المقابل قال محدثنا بأن تجسيد مشروع خط للسكك الحديدية يكلف أموالا طائلة.

للعلم، فإن إجمالي احتياطي منجم ڨارا جبيلات يقدر بنحو 4,5 مليار طن، ويمكن استغلال واستخراج حوالي 1,7 مليار طن وتسعى السلطات العليا في بداية الاستغلال للوصول لإنتاج يصل لحوالي 12 مليون طن على أن يتضاعف الإنتاج خلال ال 10 إلى 15 سنة القادمة.

 

من نفس القسم الحدث