الحدث

هل ستكون أوروبا على موعد مع شتاء قاس؟

دول القارة تسابق الزمن لتأمين احتياجاتها من الغاز

استأنفت إمدادات الغاز الطبيعي الجزائري الموجه لإسبانيا عبر خطوط أنابيب ميد غاز ساعات قليلة عقب العطب الذي مس خط الأنابيب بمدينة ألميريا الإسبانية لتعود الإمدادات لحجمها الطبيعي، حسب ما كشفت عنه الشركة الإسبانية "إينا غاز".

وسارعت الفرق التقنية الإسبانية لإصلاح العطب، من أجل إعادة تدفق الغاز الطبيعي لمعدلاته الطبيعية، بالنظر للوضع الصعب، الذي تمر به دول القارة العجوز منذ بداية العام الجاري، على خلفية شح الإمدادات الروسية والتخوف من انقطاعها في أي لحظة، خاصة وأنها تتحكم في حوالي 45 بالمئة من إجمالي إحتياجات دول الاتحاد الأوروبي.

وتسابق دول الإتحاد الأوروبي الزمن لتأمين احتياجاتها الطاقوية قبل حلول فصل الشتاء، بالموازاة مع خفض روسيا لإمداداتها الطاقوية عبر خط أنابيب نورد ستريم 1، وعدم تمكن دول القارة العجوز من ايجاد بدائل حقيقية عن الغاز الروسي في الوقت الراهن، رغم المساعي الحثيثة للحصول على شحنات من الغاز المسال، سواء من الولايات المتحدة الأمريكية، قطر أو الجزائر.

وتشكل الواردات الطاقوية الجزائرية نسبة 23,2 بالمئة من إجمالي إحتياجات السوق الإسبانية، ما يجعلها تعتبر هامة جدا، حتى وإن كانت تستورد ما نسبته 32 بالمئة من احتياجاتها من الغاز المسال الأمريكي.

وفي سياق متصل، تكشف تصريحات كلاوديو ديسكالزي المدير التنفيذي لمجمع إيني الايطالي، عن سعي بلاده لتنويع امداداته وحرصه للحصول على شحنات جديدة من الغاز الجزائري، الأهمية الكبيرة، التي توليها أوروبا للفترة القادمة، إذ قال " ايطاليا ستنجو  من فصل الشتاء من خلال تنويع إمداداتها من الطاقة، في إشارة إلى الاتفاقيات، التي جرى إبرامها مع الجزائر".

ومن جانبه، وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، الذي كان ضمن وفد بلاده في القمة الحكومية الجزائرية الإيطالية التي استضافتها الجزائر العاصمة مؤخرا، أكد بأن سلطات بلاده عملت على الفور وبكل ما في وسعها لمواجهة أزمة الطاقة الناجمة عن التوترات الجيوسياسية الحاصلة شرق أوروبا، وتمكنت من الوصول لاتفاق مع الجزائر لتعزيز إمداداتها من الغاز.

وفي المقابل، فإن أي أعطاب قد تمس بخطوط الأنابيب ستسقط في الماء خطط دول الاتحاد الأوروبي لتأمين احتياجاتها خلال فصل الشتاء، خاصة وأنها قد تلقت ضربة موجعة منذ أيام فقط، عقب توقف الإمدادات القادمة عبر خط نورد ستريم 1 بشكل تام ولمدة وصلت ل  10 أيام، لتعاود موسكو ضخ الإمدادات بعد الانتهاء من صيانة خط الأنابيب، ولكن بكميات أقل من المعتاد.

وتلعب خطوط أنابيب نقل الغاز الطبيعي دورا مهما ومحوريا في تأمين احتياجات السوق الأوروبية، إذ أن خط نورد ستريم 1 الروسي ينقل نحو 55 مليار متر مكعب سنويا، فيما أن خط أنريكو ماتي الجزائري الموجه لايطاليا يضخ أزيد من 21 مليار متر مكعب، يضاف لها حوالي 10 ملايير متر مكعب تصدر عبر خط ميد غاز الجزائري نحو إسبانيا، ما يجعلها شرايين السوق الطاقوية الأوروبية، وأي اختلالات بها ستضر بأوروبا بشكل عام.

وسينعكس قطع الإمدادات الطاقوية أو خفضها في حال حدوث أي أعطاب بخطوط أنابيب نقل الغاز الطبيعي بشكل سلبي على اقتصاد دول الاتحاد الأوروبي، التي تعاني من تداعيات العمليات العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية، ما جعلها تسابق الزمن لتأمين احتياجاتها، إذ اقترحت المفوضية الأوروبية في الأونة الأخيرة خطة لخفض الاستهلاك بنسبة 15 بالمئة لتجاوز الوضع الصعب، الذي تشهده السوق الطاقوية في أوروبا.

من نفس القسم الحدث