الحدث

بوادر لتوافق عربي مع اقتراب موعد "قمة الجزائر"

تحركات دبلوماسية حثيثة وزيارات متبادلة لإنجاح الحدث

لا تزال التحركات الدبلوماسية العربية قائمة من أجل إنجاح القمة العربية المنتظرة بالجزائر مطلع نوفمبر المقبل، حيث تتوالى الزيارات الرسمية للمسؤولين العرب للجزائر تقابلها تنقلات جزائرية للعواصم العربية بغية تحقيق التوافق العربي وتوحيد البيت العربي بأرض الجزائر في قمة ينتظر منها الكثير بالنظر إلى توقيت انعقادها والظرف الغقليمي والعربي الخاص الذي تلتئم فيه.

تواصل "قمة الجزائر" صنع الحدث بالنظر إلى ثقل الملفات المنتظر طرحها خلالها، فالقمة التي ظلت مجمدة لأزيد من ثلاث سنوات بسبب الوضع الوبائي، تراهن على تحقيق الاستثناء لتكون بالفعل قمة جامعة يتم خلالها طرح جميع المسائل ومناقشتها رغم اختلاف وجهات النظر والقناعات، وما التحركات الدبلوماسية الأخيرة إلا دليل على وجود نية حقيقية لإنجاح موعد الجزائر، فالزيارة التي يقوم بها، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، إلى العاصمة السورية دمشق بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، تأكيد على التحركات الجزائرية ورغبتها في عودة سوريا إلى الجامعة العربية عبر بوابة الجزائر، خاصة وأنها تأتي في أعقاب الزيارة التي قام بها وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، إلى الجزائر مؤخرا للمشاركة في الاحتفالات المخلدة للذكرى الستين لاسترجاع الجزائر استقلالها الوطني والتي حظي خلالها باستقبال من قبل رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، فضلا عن جلسة العمل التي جمعته مع الوزير لعمامرة.

وتعلّق الدول العربية آمالا كبيرة على "قمة الجزائر" المرتقبة شهر نوفمبر الداخل، بالنظر إلى السمعة الطيبة التي تحظى بها في العالم العربي، ومواقفها المشرفة والثابتة إزاء كبريات القضايا محل النزاع بالمنطقة، وقبل أشهر قليلة كان الأمين لعام لجامعة الدول العربية إبراهيم أبو الغيط، قد أكد خلال تواجده بالجزائر الرهان الكبير الذي ترفعه الطبعة المقبلة من القمة العربية، بموجب الاوضاع الخاصة التي تعيشها المنطقة العربية، حيث توقع نجاح القمة العربية المنتظر عقدها بالجزائر، مبرزا مدى التوافق القائم بين مختلف الدول إزاء مختلف القضايا، مضيفا ان هناك توافقا بشأن غالبية القضايا المطروحة على الساحة العربية، كما أشار إلى أن التحضيرات للقمة تجري بصفة جيدة طبقا لتوجيهات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.

وتتواصل النشاطات الدبلوماسية الحثيثة للتحضير للموعد العربي، من خلال عقد اجتماعات وزارية ولقاءات اخرى للتشاور حول مجمل الملفات التي ينتظر طرحها خلال القمة على غرار اللقاء التشاوري المنعقد في بيروت بداية جويلية الداخل، حيث تضع الدول العربية كامل ثقتها في قدرة الجزائر على إنجاح الدورة، مدركة حجم المهمة الحقيقة التي تقع على عاتق الدولة الجزائرية التي سبق لها وأن استضافت قمما مماثلة من قبل.

وترفع الجزائر باحتضانها للدورة المقبلة من القمة العربية، رهان توحيد البيت العربي والدّفاع عن كبريات القضايا العادلة، رغم صعوبة المهمة بحكم غياب اتفاق عربي-عربي حقيقي حول عديد الملفات، غير أن مبادئ الجزائر الدبلوماسية والسياسية ومواقفها الثابتة وقدرتها على إدارة الأزمات وحلحلة الملفات العالقة في المنطقة العربية، تؤهلها بشهادة الجميع إلى تنظيم قمة عربية ناجحة قد تخرج بتوصيات إيجابية من شأنها  إذابة الجليد والجمع بين المتخاصمين.

من نفس القسم الحدث