الحدث

زيارة دولة بصبغة اقتصادية محضة

رئيس الوزراء الايطالي يحل بالجزائر رغم الحديث عن استقالة وشيكة

يحل اليوم رئيس الوزراء الايطالي ماريو دراغي بالجزائر في زيارة تستمر ليوم واحد وينتظر أن تطغى الملفات والقضايا الاقتصادية على اجتماعات الطرفين.

وتهتم إيطاليا كثيرا بعلاقاتها مع الجزائر، والتي شهدت في الآونة تطورا كبيرا، إذا أكدت روما بأن اتفاقياتها مع الجزائر لرفع امداداتها من الغاز، مكنتها من تجاوز الوضع الصعب، الذي خلفته التوترات الجيوسياسية شرق أوروبا بين روسيا وأوكرانيا، خاصة وأنها تستورد نسبة معتبرة من الغاز الروسي.

ولم تمنع الأوضاع غير المستقرة داخل بيت الحكومة الايطالية، في ظل التوقعات باستقالة ماريو دراغي بعد قرار حركة خمس نجوم عدم التصويت على الثقة في مرسوم دعم الشركات والأسر، من زيارة الجزائر وحضور اجتماع منتدى الأعمال الجزائري الإيطالي الذي سيحتضنه المركز الدولي للمؤتمرات، والذي من شأنه أن يسمح بتعزيز سبل التعاون ويسمح بتجسيد استثمارات جديدة.

وتبرز الزيارة _وتوقيتها وتشبث ماريو دراغي بها، رغم الأزمة، التي تتخبط فيها حكومته_، المكانة الكبيرة، التي باتت تحتلها الجزائر لدى ايطاليا، إذ أنها تعتبرها بمثابة المنقذ من الشتاء القادم، وستسمح الشحنات المصدرة من الجزائر من ملأ مخزوناتها الاستراتيجية استعدادا لفصل الشتاء، وكان كلاوديو ديسكالزي المدير التنفيذي لمجمع إيني الايطالي، قد أكد في تصريحات سابقة، بأن إيطاليا ستنجو من فصل الشتاء من خلال تنويع إمداداتها من الطاقة، ما دفعها للعمل على  الحصول على إمدادات أكبر من الجزائر، وينتظر أن تستورد خلال العام الجاري 24 مليار متر مكعب.

وفي ذات الاتجاه، أكدت مذكرة مشتركة صدرت عن وزارتي الخارجية والتحول البيئي في الحكومة الإيطالية أن "عملية تنويع موردي الغاز الطبيعي لإيطاليا تستمر بنجاح"، وذلك في إطار جهود روما للاستغناء عن الغاز الروسي على خلفية الهجمات الروسية على الأراضي الأوكرانية، حسب ما نقلته وكالة آكي الإيطالية للأنباء.

وأضافت المذكرة "لقد حصلت بلادنا على 4 مليارات متر مكعب إضافية من الغاز من الجزائر، بالإضافة إلى 21 مليار متر مكعب تم وضعها بالفعل على أساس الاتفاقات الدولية التي وقعتها الحكومة في الأسابيع الأخيرة".

وأشارت وزارتا الخارجية والتحول البيئي إلى أنها "خطوة أخرى في الاستراتيجية التي تتبعها الحكومة والتي، من شأنها أن تضع البلاد في أمان، على المدى القصير بالفعل على جبهة إمدادات الغاز".

وتسعى ايطاليا من خلال تحركاتها لايجاد بدائل عن الغاز الروسي، في ظل التوترات القائمة والمتواصلة بين دول الاتحاد الأوروبي من جهة وروسيا من جهة أخرى، إذا عبرت العديد من الدول عن تخوفها من شح إمدادات الغاز الروسي، خاصة وأن موسكو تغطي أزيد من 40 بالمئة من إجمالي إحتياجات السوق الأوروبية، وفي الجانب الآخر يتوقع مراجعة أسعار الغاز الموجه لايطاليا، بعدما شرعت الجزائر في الآونة الأخيرة في تطبيق قرار إعادة النظر في تسعيرة الغاز الطبيعي المصدر لمختلف المتعاملين.

وتأتي زيارة ماريو دراغي للجزائر استمرارا للزيارات واللقاءات المتبادلة بين الطرفين، إذ أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون كان قد زار روما نهاية شهر ماي الماضي، ووقع على اتفاقيات تشمل مذكرات تفاهم في مجال تبادل المعلومات المالية والتعاون الثقافي والسياحي والتعاون بين الشركات الصغرى في البلدين، كما جرى التوقيع على مذكرة تفاهم لتطوير حقول الغاز والهيدروجين الأخضر في الجزائر بين شركتي إيني وسوناطراك.

يشار إلى أن الحجم الاجمالي للمبادلات التجارية بين الجزائر وايطاليا، بلغ سنة 2020 نحو 6 ملايير دولار، منها أزيد من 3,5 مليار دولار صادرات جزائرية نحو ايطاليا، أغلبها في قطاع المحروقات، وحوالي 2,5 مليار دولار واردات من ايطاليا، أغلبها تخص التجهيزات.

من نفس القسم الحدث