الحدث

إنجاز جديد في سجل الدبلوماسية الجزائرية

الجزائر تتبنى مصالحة تاريخية بين "السلطة الفلسطينية" و"حماس"

عزّزت الجزائر رصيدها الدبلوماسي المشرّف، بتبني وساطة تاريخية بين القيادات الفلسطينية وتحقيق المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس" بعد عقود من الخلاف، وأكد اللقاء الذي جمع محمود عباس باسماعيل هنية أول أمس، تمسك الجزائر بمبادرتها الرامية إلى تحقيق صلح فلسطيني-فلسطيني، تمهيدا لانعقاد القمة العربية التي أرادها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، قمة جامعة، تتقبل مختلف الآراء وتفتح أبوابها امام جميع الدول، في سبيل بلوغ هدفها الأسمى وهو إعادة بناء البيت العربي على أسس قوامها التفاهم والصفاء.

أكد اللقاء الذي جمع رئيس دولة فلسطين برئيس حركة "حماس"، أن المستحيل ليس جزائريا، وأن الجزائر التي أُعلن قيام الدولة الفلسطينية على أرضها قادرة على احتضان المصالحة التاريخية بين الفصائل الفلسطينية، فبعد فشل جميع المساعي لحل الخلاف القائم بين حركتي "فتح" و"حماس"، نجح رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في الجمع بين الإخوة المتخاصمين، ليدوّن التاريخ مجددا اسم الجزائر بأحرف من ذهب ويؤكد دورها الرئيسي في إدارة المفاوضات والإصلاح بين الفرقاء.

ولقي استقبال رئيس الجمهورية نظيره الفلسطيني ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، تجاوبا كبيرا وإشادة واسعة بدور الدبلوماسية الجزائرية في تحقيق مصالحة فلسطينية-فلسطينية، فبالرغم من أن بيان رئاسة الجمهورية الذي أورد خبر اللقاء، لم يتطرق إلى فحواه ومخرجاته، غير أن الصور التي بثت عبر قنوات التلفزيون العمومي ترجمت الدور الفعال للجزائر وأكدت نجاحها في إذابة الجليد والجمع بين المتخاصمين.

ومن شأن لقاء أول أمس، أن يمهد الطريق امام مزيد من المفاهمات والتصالح بين مختلف الفصائل الفلسطينية، وهو ما تسعى إليه الجزائر، فقد أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في عديد المناسبات استعداد الجزائر لتبني مبادرة الصلح وتنظيم لقاء جامع بين مختلف الأطياف الفلسطينية، وهو ما تم بالفعل حيث توالت زيارات الوفود الفلسطينية إلى الجزائر واستمع رئيس الجمهورية غلى مختلف الآراء والمقترحات في سبيل الوصول إلى اتفاق فلسطيني- فلسطيني، تحضيرا لانعقاد القمة العربية المرتقبة في الفاتح من نوفمبر المقبل، والتي سيكون للقضية الفلسطينية خلالها حصة الأسد.

وبالإضافة إلى الرمزية التاريخية التي ميزت زيارة القيادات الفلسطينية للجزائر لمشاركة احتفالاتها المخلدة لستينية الاستقلال، برهنت الجزائر تمسكها بنصرة القضية الفلسطينية والسعي لتحقيق الوفاق والمصالحة، فقد جددت منذ أشهر دعوتها الفصائل الفلسطينية لاستكمال مسار المصالحة الوطنية، حيث استقبلت شهر ديسمبر من السنة الماضية رئيس الدولة الفلسطينية محمود عباس، الذي وافق آنذاك على  استضافة الجزائر مؤتمرا للمصالحة الفلسطينية يسبق القمة العربية، لتعقب زيارة أبو مازن زيارات وفود من الفصائل الفلسطينية شملت كلا من رئيس الدائرة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، ووفد من حركة فتح بقيادة عزام الأحمد، ووفد من حركة حماس ضم كلاً من خليل الحية وعلي بركة، ووفد الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بقيادة نائب الأمين العام فهد سليمان، ووفد عن الجبهة الشعبية - القيادة العامة، بقيادة طلال ناجي.

تسمية شارع برام الله باسم الجزائر 

وتم على هامش اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية بنظيره الفلسطيني أبو مازن ورئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، بالمركز الدولي للمؤتمرات "عبد اللطيف رحال"، التوقيع على وثيقة تنص على تسمية شارع برام الله باسم الجزائر.

 

من نفس القسم الحدث