الحدث

الجزائر مع عهد جديد

60 سنة من الاستقلال

تتأهب الجزائر لأضخم احتفالية بمناسبة الذكرى الـ 60 لاسترجاع السيادة الوطنية، حيث سيتم بهذه المناسبة غدا الثلاثاء تنظيم استعراض عسكري غير مسبوق، ينطلق على طول الطريق المحاذي لمسجد الجامع الأعظم، في صورة تعكس قوة وجاهزية جيشنا الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني وتلاحم الشعب مع جيشه.

فتحت شعار "تاريخ مجيد وعهد جديد" يحتفي الجزائريون بواحدة من أهم المحطات التاريخية، كيف لا والأمر يتعلق بيوم لاحت فيه شمس الحرية على شعب اكتوى بنار مستعمر غاشم لأكثر من 132 سنة، عاش خلالها ويلات الظلم والاضطهاد.

وتعد 5 جويلية مناسبة غالية وعزيزة على كل الجزائريين الذين يقفون بكل فخر واعتزاز لألئك الأسلاف الذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل أن تحيى الجزائر حرة مستقلة، فهي الذكرى المليئة بالقيم النبيلة الراسخة في وجدان الشعب الجزائري، تدعونا أيضا إلى التمسك بالعهد لتحقيق حلم الشهداء وتطلعات جيل اليوم.

وعليه فإن حرص السلطات العليا بالبلاد على جعل الاحتفال بالذكرى الـ 60 للاستقلال، بمثل هذا الحجم الذي يليق بالحدث التاريخي العظيم، يندرج في إطار صون الذاكرة التاريخية وترسيخ قيم الوطنية، وذلك تزامنا مع مسعى رئيس الجمهورية للم الشمل بهدف تمتين الجبهة الداخلية في ظل التحديات التي تواجهها البلاد.

وفي هذا الصدد أعرب رئيس الجمهورية في كلمة في افتتاحية العدد الأخير من مجلة الجيش عن "قناعته بأن الشعب الجزائري مثلما تمكن بالأمس من دحر أعتى قوة استعمارية واستعادة السيادة الوطنية، قادر اليوم على مواجهة كل التحديات وتجسيد الجزائر الجديدة على أرض الواقع".

ولعلّ المميز في الاحتفالات بالذكرى الستين للاستقلال، الاستعراضات العسكرية التي ستقام يوم غد، بعدة وعتاد ضخم وغير مسبوق تبرز القوة والجاهزية للجيش الوطني الشعبي حامي الحمى ومبعث الفخر والاعتزاز في نفوس كل أبناء الشعب الجزائري.  

إنّ العهد الجديد الذي تتطلع إليه الجزائر اليوم، يستوجب تضافر جهود الجميع، على اعتبار أنه مثقل بالتحديات، في ظل محيط متقلب من جهة ومؤامرات تحاك من هنا وهناك، تريد سوءا بهذا الوطن الذي سيبقى رغما عن أنوفهم شامخا ومستعصيا عن الأعداء.

ومن هذا المنظور وجب التذكير بأن مقاربات ومواقف الجزائر مستمدة من مآثر تاريخها الحافل وكفاحها من أجل الحرية والاستقلال، لاسيما ما تعلق بقضايا التحرر، فيما تبرز العودة القوية للدبلوماسية الجزائرية من خلال هذه المواقف وقراراتها السيادية واستعادتها لمكانتها الطبيعية كدولة رائدة ومحورية.  

ومهما يكن فإن الاحتفال بستينية الاستقلال، يأتي في سياق مسار الإصلاحات التي باشرها رئيس الجمهورية والتي تضمنتها البنود الـ 54 لالتزامات وتعهدات الرئيس، حيث بدأت معالم الجزائر الجديدة بالبروز والتي كانت تتويجا لإرادة سياسية ترمي إلى إحداث تغيير حقيقي تحقيقا لتطلعات الجزائريين.

من نفس القسم الحدث