الحدث

"بلادنا بحاجة لتكاتف أبنائها من أجل اجتثاث سلوكيات الماضي الضارة"

الرئيس الأسبق اليامين زروال يوجّه رسالة للشعب، ويؤكد:

قال رئيس الجمهورية الأسبق، اليامين زروال، أمس، إن بلادنا بحاجة ماسة إلى تكاتف أبنائها والتزامهم من أجل اجتثاث ما أسماه "سلوكيات الماضي الضارة" واستكمال بناء دولة حديثة، قادرة على مواجهة التهديدات والتحديات المتعددة للقرن الحادي والعشرين.

بعث رئيس الجمهورية الأسبق، اليمين زروال، رسالة إلى الشعب الجزائري بمناسبة الذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية، دعاه من خلالها إلى توحيد الصفوف لمواجهة التحديات التي تهدد بلادنا، وتطرقت رسالة الرئيس الأسبق إلى أهم المحطات المصيرية التي مرت بها بلادنا خلال السنوات الماضية، انطلاقا من الثورة التحريرية والتكاثف المميز للشعب الجزائري من أجل نيل الحرية، وصولا إلى العشرية السوداء التي نجحت خلالها بلادنا من اجتثاث الإرهاب والقضاء عليه بمجهوداتها الخاصة، وختاما بالحراك الشعبي المبارك الذي عبر خلاله الشباب الجزائري عن إرادته القوية في التغيير السلمي، كما لم تغفل رسالة زروال مرحلة انتشار وباء كورونا والامكانيات التي سخرتها بلادنا للقضاء على الوباء.

 وفي حديثه عن ستينية الاستقلال، قال زروال إن "الذكرى الستين للاستقلال: واجب الذاكرة والوفاء هناك محطات فارقة في التاريخ تتحدى ضمير الأمة، ولا يمكن إغفالها أو تناسيها. ولقد أثبت الشعب الجزائري في العديد من المحطات، عبر تاريخه العريق والحاضر، أنه جسور بإيمانه وارتباطه بجذوره الثقافية وتمسكه بترابه، الذي انتزع  استقلاله بفضل تضحياته الجسيمة".

 كما اغتنم الرئيس الأسبق المناسبة للإشادة بدور المجاهدين والشهداء، حيث استرسل في رسالته قائلا "ونحن على مشارف الاحتفال بالذكرى الستين للاستقلال، يغمرنا شعور بالمجد والمفخرة والشرف بسبب الانتماء إلى هذه الأمة العظيمة. ففي أعقاب تحريره، تمكن هذا البلد من بناء دولة غيورة على سيادتها، قلقة على الاحتياجات العديدة لشعبها الذي خرج من ليلة استعمارية طويلة، متضامنة مع القضايا العادلة، وملتزمة اتجاه الشعوب التواقة للسلام والحرية في جميع أنحاء العالم، حتى الآن، لم تتحقق كل تطلعات شعبنا، إذ سجلت انتهاكات جسيمة في السنوات السابقة، ورغم ذلك، ظلت شعلة نوفمبر وروحه راسختان في الذاكرة الجماعية للجزائريات والجزائريين".

وحرص الرئيس الأسبق على تأكيد الظرف الخاص الذي تعيشه بلادنا والذي يتميز بتكالب الأعداء وتكاثر المكائد والتهديدات، فأورد في رسالته ما يلي، "إن بلادنا اليومن أكثر من أي وقت مضى، بحاجة ماسة إلى تكاتف أبنائها والتزامهم من أجل اجتثاث سلوكيات الماضي الضارة واستكمال بناء دولة حديثة، جديرة بتضحيات شهدائنا، قادرة على مواجهة التهديدات والتحديات المتعددة للقرن الحادي والعشرين .لقد تم التعبير عن هذه الأهداف والمطالب علنا وفي وضح النهار في 22 فبراير 2019، من خلال انتفاضة سلمية وعفوية لعشرات الملايين من المواطنات والمواطنين. حظيت هذه الثورة السلمية، مثل ثورة نوفمبر، بالكثير من الاحترام والإعجاب في جميع أنحاء العالم. لقد كانت صنيعة عمل شباب متعطش للحرية ومرتبط بشدة بالمثل العليا لنوفمبر".

وعاد زروال للحديث عن فترة العشرية السوداء التي قال بشأنها إن "إن القفزات النوعية التي قام بها شعبنا تجلت دائما في أصعب لحظات تاريخنا. ولا يزال نجاح حربنا وكفاحنا ضد الإرهاب لسنوات وبوسائلنا الخاصة، موضع إعجاب العالم وتقديره"، معرجا للحديث عن فترة انتشار وباء كورونا الذي أوضح أن شعبنا "يواجه ببسالة وباء هز العالم وتحدى العديد من البلدان. وعليه، يدرك الشعب الجزائري أكثر من السابق حجم التحديات والتهديدات التي تنتظره، ويعي سبل الذود عن الوطن من هذه المخاطر، بعد أن نضج من اختبارات وتجارب الماضي. الدفاع عن الأمة يمر قبل كل شيء بالتفاف كل الجزائريين حول أهداف مشتركة. كما أنه ينطوي على إشراك جميع مؤسساتنا في الحفاظ على شعلة نوفمبر المقدسة، لاسيما لدى شبابنا، فضلا عن واجب الذاكرة والوفاء".

 ودعا الرئيس الأسبق الشعب الجزائري إلى الحفاظ على الروابط الفريدة التي كانت ولازالت قائمة دائما بين الشعب الجزائري وجيشه وتعزيزها في جميع الأوقات وبشكل دائم، مشيدا بدور الجيش الوطني الشعبي الذي قال إنه الوريث الجدير لجيش التحرير الوطني المجيد، وإنه كان دائما في الملتقى وفي الخدمة الحصرية لشعبه. وهو يواصل يوميا الوفاء بالتزاماته الدستورية بنجاح، بينما يساهم بنشاط في إنعاش اقتصاد بلدنا،"ويبقى الشعب الجزائري على أهبة الاستعداد لمواجهة هذه التحديات الجسيمة، وهو مقتنع بأنه سينتصر بفضل وحدته وتصميمه على إقامة قطيعة مع سلوكيات الماضي الضارة، من خلال إعطاء بلدنا دفعة حيوية جديدة من شأنها أن تبعث الأمل".

من نفس القسم الحدث