الحدث

"دماء اللاجئين" تهدد عضوية المغرب في البرلمان الإفريقي

"عقدة الجزائر" تورّط المخزن في فضيحة إفريقية جديدة

يتجّه البرلمان الإفريقي نحو تعليق عضوية المغرب، استجابة لمطالب عديد النواب على خلفية الجرائم التي ارتكبها نظام المخزن في حق عشرات الأفارقة على الحدود، وفضيحة الأمس، بعد أن تجاهل نواب مغاربة برتوكول تلاوة القسم المنصوص عليه قانونا خلال جلسة تنصيب الأعضاء الجدد وانتخاب رئيس هذه الهيئة، بعد أن وقع الاختيار على نائبة جزائرية بصفتها أصغر الحاضرين.

يبدو أن فضائح وجرائم المغرب لم ولن تتوقف، فبعد واقعة مقتل لاجئين افارقة امام السياج الحدودي المغربي، عاش البرلمان الافريقي أمس، فضيحة من العيار الثقيل أبطالها نواب مغاربة، دفعهم حقدهم الدفين على كل ما هو جزائري إلى مخالفة النظام الداخلي وبروتوكول البرلمان الافريقي، وفق ما أورده الموقع الاخباري "سبق برس"، امس، فإن مئات النواب الحاضرين من الدول الافريقية لجلسة تنصيب الأعضاء الجدد وانتخاب رئيس البرلمان ورؤساء اللجان الخمسة الجيوسياسية في جوهانسبورغ، قاموا بتزكية النائب بالمجلس الشعبي الوطني العمالي بهجة، لتلاوة القسم المنصوص عليه قانونا بصفتها أصغر الحاضرين، ولقد ردد النواب الخمسة الممثلون للجزائر في الهيئة الافريقية ودول أخرى القسم، في حين تجاهل النواب المغاربة الأمر، وهو ما أثار استياء باقي النواب.

ولعل البغيضة التي يكنها المغرب للجزائر جعلته يتمادى في الخطأ، وتبرير سقطاته المتكررة ليحاول في كل مرة عبثا أن يجر الجزائر إلى مستنقع فضائحة، غير أن مكانة وسمعة الجزائر سرعان ما تفضح مؤامرات المخزن، فقد سارع نواب من عدة دول افريقية للتحضير لإمضاء عريضة تطلب بتعليق عضوية المغرب داخل البرلمان الافريقي إلى غاية تقديم نوابه اعتذارا رسميا عن الحادثة وأداء القسم من جديد، كما يجري نقاش بين عدة دول من أجل عقد جلسة تخص مقتل عشرات الأفارقة أمام السياج الحدودي ومساءلة المغرب عن الواقعة وتحديد المسؤوليات، خصوصا بعد تحركات الاتحاد الافريقي في هذا الصدد، حيث لقي 23 مهاجراً على الأقل حتفهم بعد استخدام قوات المخزن المغربي القوة ضدهم أثناء محاولة دخول نحو ألفي مهاجر إلى مليلية من الأراضي المغربية.

وفي كل مرة، يبرهن المغرب مدى الحقد والبغيضة التي يكنها تجاه كل ما هو جزائري، فلقد عرّى رد فعلهم المخزي لاختيار نائب جزائري، موقفهم المعادي للجزائر، حيث لم يستسيغوا اختيار النائب الجزائرية لتمثيل المجموعة وترديد القسم، خاصة وأنهم بقوا بعيدين لعقود عن الاتحاد الافريقي والهيئات التي تتفرع عنها، وعادوا كدخلاء وغير منسجمين مع لوائحه ومواثيقه التي تتناقض مع احتلال المخزن لجمهورية الصحراء الغربية والانتهاكات ضد الانسانية التي قامت بها قوات مسلحة مغربية ضد مواطنين من دول افريقية على مستوى الحدود مع اسبانيا يوم الجمعة.

 بلاني: " المغرب يشن عدوانا على الجزائر في حين لا يملك الشجاعة لتحمل العار"

وفي رده على افتراءات المخزن ومحاولاته إقحام الجزائر في مجزرة مليلية التي راح ضحيتها 37 مهاجرا، قال المبعوث الخاص للمغرب العربي والصحراء الغربية، عمار بلاني، في تصريح صحفي،  "إن النظام المغربي لا يمتلك الشجاعة لتحمّل العار، لذلك فهو  يبحث دائمًا عن كبش فداء حتى يتنصل من مسؤولية أفعاله"، داعيا الرباط للاعتراف بتسوياتها الزائفة لوضعيات المهاجرين القادمين من دول الساحل، بدلاً من "إلقاء الحجارة بطريقة غير شريفة على جيرانها".

وفيما يتعلق بادعاءات السفارة المغربية بشأن ما وصفته بـ "التراخي المتعمّد" على الحدود الجزائرية، حيث أصدرت بيانا عقب المجزرة تزعم فيه أن "مهاجمين مدربين دخلوا المغرب عبر الحدود مع الجزائر، لتنظيم محاولات عبور المهاجرين إلى مليلية، مستغلّين التراخي المتعمّد هناك"، أكد عمار بلاني أن "حدود الجزائر مؤمّنة بالكامل لإحباط محاولات إدخال المخدرات من المغرب، الذي يشنّ عدوانا حقيقيا على بلادنا".

ولا تزال مجزرة المخزن محل رفض لدى مختلف الهيئات الافريقية، فقد شجب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، التشادي موسى فقي محمد ما وصفه بـ"المعاملة العنيفة والمهينة للمهاجرين الأفارقة" خلال محاولة دخول جماعية إلى جيب مليلة  وطالب بفتح تحقيق في هذه المأساة.

من نفس القسم الحدث