الحدث

وهران.. إبهار وتميز

لعل الكثيرين لم يكونوا يتوقعون أن يكون حفل افتتاح الطبعة الـ 19 للألعاب المتوسطية بوهران بذلك الإبهار الذي أثلج صدور الوافدين إلى ملعب وهران، الذي اختارت له السلطات العمومية أن يحمل اسم واحد من أساطير كرة القدم الجزائرية وهو الراحل ميلود هدفي.

ومن هذا المنطلق يمكن القول أن نجاح دورة وهران ظهرت مؤشراته من خلال حفل الافتتاح، الذي عرف حضورا جماهيريا كبيرا، والذين تفاعلوا بشكل كبير مع العروض الفنية التي تم عرضها على مدار الساعتين وأربعين دقيقة، فيما كان الارتياح باديا على وجوه الوفود المشاركة.

لقد كانت ردة فعل رئيس الجمهورية عقب إعلانه عن الافتتاح الرسمي للألعاب، دليلا عن رضاه بالمستوى الكبير الذي ميز حفل الافتتاح، ولعلها كانت أيضا ردا على الذين كانوا يتوهمون بفشل الجزائر في تنظيم هذه الدورة، في وقت فرض "الحفل الأسطوري" نفسه في الصحف والمواقع الإخبارية الدولية، الصادرة يوم أمس، فبين "الرائع والتاريخي والحماسي.. " تعددت العناوين التي تجمعت على أن وهران أبهرت الجميع..

إن العروض الفنية التي شاهدناها سهرة أو أمس، في حفل الافتتاح، حيث تم عرض لوحات فنية مميزة وبتقنيات حديثة، على غرار طائرات "الدرون"، عكست الإرث الثقافي والتاريخي العريق للجزائر، كما شكلت صورة من صور التحدي الذي رفعه منظمو الدورة وبدعم كبير من السلطات العليا لإنجاح هذا الحدث الرياضي، الذي كان حفل افتتاحه غاية في الجمالية والاحترافية.

لا نبالغ إن قلنا إن وهران كانت بحق عروسا للمتوسط في سهرة افتتاح ثاني دورة تحتضنها الجزائر بعد أول دورة في سنة 1975، في انتظار استكمال العرس الرياضي الذي انطلقت فعالياته يوم أمس، لتبرز معها قدرة الجزائر في تنظيم الأحداث الرياضية المهمة، على الرغم من محاولات بعض الجهات التشكيك والتشويش عليها.

إن الرسالة التي يجب أن نستخلصها من هذه الدورة هي أن نثق في أنفسنا أولا وفي كفاءتنا، ليس في المجال الرياضي وحسب، بل وفي جميع المجالات الأخرى، لاسيما وأن الجزائر تزخر بإمكانيات كبيرة وبإطارات شابة قادرة على رفع التحدي إن سنحت لها الفرصة، وهي المسألة التي تطرق إليها رئيس الجمهورية، عند تدشينه للمحطة الجوية الجديدة لمطار وهران حيث شدد على منح الشباب ذوي الكفاءات تسيير المشاريع الكبرى.

فهذا التوجه الجديد الذي يسعى رئيس الجمهورية إلى تكريسه من خلال تمكين الشباب من تولي المسؤوليات تفرضه التحولات وكذا الرهانات التي تواجهها البلاد، وما مجلس الشباب الذي تم تنصيبه مؤخرا إلا دليل على الإرادة السياسية الرامية إلى تعزيز مكانة هذه الفئة في مسعى "الجزائر الجديدة".

من نفس القسم الحدث