الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
برهنت الجزائر مجددا، أنها أرض المواعيد الكبرى والأجدر بتنظيم التظاهرات القارية والدولية، بعد أن عكست المشاهد الخيالية والتنظيم المتميز لحفل افتتاح ألعاب البحر الابيض المتوسط، مدى احترافية أبنائها وأكدت أن الجزائر ستبقى رغم كيد الحاقدين، عروسا للمتوسط، وأنها قادرة على احتضان كبريات المواعيد، فالنجاح الباهر الذي حققه الموعد المتوسطي بوهران، ما هو إلا بداية لسلسلة من الانجازات والنجاحات التي سيدونها العالم في سجل هذه الدولة التي تتحضر خلال أشهر لاحتضان القمة العربية والتي ستكون بدورها مفاجأة للجميع.
يبدو أن السنوات السبعة التي قضتها مدينة وهران للتحضير لاحتضان الطبعة الـ19 من العاب البحر الأبيض المتوسط، لم تذهب سدا، فقد صنع الحفل الخرافي الذي احتضنه مركب ميلود هدفي أول امس الحدث عربيا وعالميا، وتسابقت الصحافة الدولية على الإشادة بالتنظيم المحكم للحدث، كما توالت الشهادات الإيجابية والمثمنة من قبل ضيوف الجزائر، الذين أعربوا عن إعجابهم بحفاوة الاستقبال واحترافية التعامل مع وفود الدول الـ26 المشاركة في العرس المتوسطي، كما برهنت بلادنا أنها قادرة على استضافة هذا الكم من الرياضيين الذين تجاوز عتبة الـ3000 رياضي ستشارك في مختلف الرياضات الفردية والجماعية، ووضعت حدا للشائعات والمكائد التي حاولت عبثا الترويج لفشل عرس الجزائر، فجاءها الرد صوتا وصورة، وأي صورة! مشاهد خيالية زينت سماء الباهية وهران بألوان العلم الجزائري وجسدت تاريخ وحضارة هذا الوطن التي يؤكد في كل مرة أنه "البلد القارة" بتاريخه وأبنائه وقيادته الرشيدة.
وتضمن الحفل عشرين لوحة، كانت أولها العمل الفني المعنون بـ "الجزائر من إفريقيا إلى المتوسط" تحاكي البعد التاريخي للجزائر والجزائريين وتجذرهم ككيان ونفوذ في منطقة حوض البحر المتوسط، وإسهام الشخصيات الجزائرية في الحضارة الإنسانية على مستوى الحوض المتوسطي، كما استمتع الحضور والمشاهدون بحفل استعراضي بالأَضواء والاستعراضات الفنية تضمنت موسيقى إيقاعية وعرضا بالألعاب النارية واستعراضات فلكلورية ضمن عمل فني متكامل استعملت فيه أحدث التكنولوجيات العالمية ليختتم الحفل بتقديم 500 كاميرا "درون" في عرض زين سماء الملعب جسد من خلاله كل الرياضات التي ستكون حاضرة خلال دورة وهران.
"تحيا الجزائر"... شعار بألف معنى
صنعت جملة "تحيا الجزائر" التي ختم بها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إعلانه الإنطلاق الرسمي لألعاب البحر المتوسط، الحدث، فالنبرة الواثقة التي تحدث بها الرئيس تبون، جاءت "رصاصة رحمة" لكل المرضى المتربصين ببلادنا الذين سعوا بكل الطرق الرخيصة إلى التقليل من اهمية الحدث والترويج لفشل الموعد المتوسطي على أرض الجزائر، فناب الشعار المقصود عن ألف سلاح وكان أفضل رد على هؤلاء، لتستحق جملة الرئيس تبون أن تكون "لقطة الحفل" بامتيار فقد عجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعاليق المشيدة بتصرف رئيس الجمهورية والداعمة لجهوده من أجل المضي قدما نحو إعادة الجزائر إلى السكة الصحيحة وترسيخ مكانتها بين الأمم، والتصدي لأي طرف قد تخول له نفسه التربص بأمن بلادنا واللعب على وتر إشاعة الفتن.
ألعاب المتوسط بشرة خير قبيل انعقاد "القمة العربية"
وإن اختلف المضمون، وتباينت الأهداف، إلا أن احتضان الجزائر لألعاب البحر الأبيض المتوسط يتقاطع مع التحضير لاحتضانها القمة العربية شهر نوفمبر المقبل، فقد برهنت الجزائر أنها بلاد المواعيد الكبرى، وما النجاح الباهر الذي حققه حفل افتتاح العرس المتوسطي إلا دليل جديد على أن الموعد العربي سيكون إيجابيا بامتياز وأن الجزائر ستكون في حجم التحدي وستدير قمة عربية إيجابية قد تكون الأفضل من بين جميع الدورات السابقة، بالنظر إلى مكانتها الجيوسياسية والإقليمية والسمعة الطيبة التي تحظى بها لدى مختلف الدول التي تجمع على رصانتها ورشادة مواقفها.
أخلاق الجزائريين تقطع ألسنة الفتنة
وجاء حفل الافتتاح الذي بث على المباشر عبر القناة التلفزيونية الوطنية وبعض القنوات العربية، ليقطع ألسنة المدّعين ويفحم الحاقدين، الذين ادعوا بهتانا منع الجزائر دخول بعض الوفود إلى أراضيها وعلى رأسهم الوفد المغربي، الذي سارعت وسائل إعلامية مخزنية إلى إطلاق مثل هذه الادعاءات التي سرعان ما كذبتها وفضحتها زغاريد الجزائريين الذين كانوا في استقبال الوفد المغربي بمطار أحمد بن بلة بوهران، فضلا عن التفاعل الكبير الذي أبداه الجمهور مع الرياضيين المغاربة لحظة دخولهم أرضية ملعب ميلود هدفي بوهران، كما فندت شهادات الوفد المغربي كل الادعاءات حيث أكد الرياضيون انبهارهم بحفاوة الاستقبال التي قالوا إنهم "لم ينتظروها".
أفضل حفل افتتاح في تاريخ ألعاب المتوسط..
بدورهم، لم يتوان معلقو القنوات العربية الناقلة لحفل افتتاح ألعاب البحر الأبيض المتوسط، عن التعبير عن مدى إعجابهم وانبهارهم بالاحترافية التي ابانها منظمو الحفل، والمشاهد الخيالية التي صنعتها جهود شبابنا المبدع، ففي تعليقه على الصور الفنية التي جسدتها طائرات "الدرون" واللمسة التاريخية والحضارية التي طغت على الحفل لتعكس مدى تجذر الجزائر ومدينة وهران عبر التاريخ، وصف معلق قناة "بي إن سبورت" القطرية حفل وهران، بـ"أفضل حفل افتتاح في تاريخ ألعاب البحر الأبيض المتوسط"، ليختم بالقول "إن الجزائر شرفتنا بما تقدمه"، وهو مادعمه زملاؤه في باقي القنوات الذين تسابقوا على الإشادة باحترافية الجزائر وأجمعوا على نجاح الحفل والحدث المتوسطي من مختلف الجوانب.