الحدث

سماسرة الأضاحي يسبقُون وزارة التجارة بخطوة ؟!

بدؤوا بفي تسويق اضاحيهم مبكرا قبل افتتاح أسواق الرحمة

بدأ سماسرة الأضاحي والوسطاء نشاطهم مبكرا هذه السنة فرغم أن عيد الأضحى لا يزال يفصلنا عنه أكثر من شهر كامل إلا أن هؤلاء بدأوا ينشطون عبر المستودعات المغلقة ونقاط البيع غير الرسمية في الأحياء والتجمعات السكانية في وقت لم تكشف فيه وزارة التجارة عن تاريخ افتتاح أسواق الرحمة التي ستنظمها كإجراء يهدف لجعل بيع الاضاحي مباشر من الموال للمواطن قصد ضبط الأسعار.

 وقد أعطى  تأخر وزارة التجارة في الإعلان عن الإجراءات التنظيمية لأسواق الرحمة التي ستفتتحها لبيع اضاحي العيد الفرصة لسماسرة الأضاحي والوسطاء للتقدم بخطوة عن الوزارة، حيث استبق هؤلاء تنظيم أسواق الرحمة وبدأوا في نشاطهم مبكرا عبر المستودعات المغلقة ونقاط البيع غير الرسمية التي بدأت تنظم على نطاق ضيق في الاحياء والتجمعات السكانية في انتظار توسعها بشكل كبير أسبوعين قبل العيد، وقد رصدنا في جولة قادتنا امس لبعض أحياء العاصمة بدء تسويق الاضاحي عبر بعض المستودعات التي أجّرها السماسرة في احياء العاصمة وبدأوا منذ الان في تسويق الماشية ففي بلدية جسر قسنطينة على سبيل المثال يوجد حاليا أكثر من 5 مستودعات عبر عدد من احياء هذه البلدية من بدأت فعليا في تسويق الاضاحي والملاحظ أن هذه المستودعات ومن يسيرها من سماسرة ووسطاء بدأوا يتلقون طلبات الشراء من المواطنين ويستلمون "تسبيقات" على الاضاحي التي يسوقونها خاصة وأن بعض السماسرة أصبحوا مؤخرا يسوّقون اضاحيهم للبيع بالتقسيط ويوفرون مزايا وخدمات على البيع على غرار خدمة المبيت لغاية ليلية العيد وهو ما يجعل الطلبات عليهم تتضاعف. بالمقابل من الواضح ان هؤلاء السماسرة الذين بدأوا يجتذبون الزبائن الراغبين في اقتناء الأضاحي مبكرا يحاولون فرض سقف أسعار مرتفع للتشويش على أسواق الرحمة التي تنوي الوزارة افتتاحها الفترة المقبلة حيث يتخوف السماسرة الذين يعتبرون من أسباب ارتفاع أسعار الأضاحي كل سنة  أن تلقي هذه الأسواق ان تم تسييرها وتنظيمها بشكل امثل رواجا بين الجزائريين  وهو ما يعني خسائر بالجملة لهم باعتبار ان البيع في هذه الأسواق سيكون مباشر من الموال للمواطن وهو ما سيلغي هوامش الربح المرتفعة التي يضعها السماسرة والوسطاء عادة والتي تضر بالمواطن وحتي بالموال فالسماسرة باتوا يستفيدون من هوامش ربح تفوق بكثير تلك التي يجنيها الموالون رغم انهم هم من يدفعون تكاليف بالجملة في تربية المواشي، وبالعودة للأسعار فان الأسعار في المستودعات التي بدأت في ترويج الأضاحي مبكرا هذه السنة تعتبر مرتفعة بشكل كبير فارخص اضحية عبر نقاط البيع غير الرسمية هذه لم تنزل عن 5 ملايين سنتيم حسب ما اطلعنا عليه في حين تترواح الأضاحي المناسبة للأسر التي تتكون من 5 إلى 6 أفراد بين 8 و12 مليون سنتيم وهي أسعار تعد في غير متناول الجزائريين،  للإشارة فقد كان رئيس جمعية التجار والحرفيين طاهر بلنوار قد دعا منذ يومين إلى الإسراع في تحديد أماكن إقامة أسواق الرحمة لبيع الماشية على مستوى البلديات، ومنح التراخيص للموالين المعنيين، حتى يقومون ببرمجة ذلك ولا يسوقون ماشيتهم في أماكن أخرى، مع العمل على توفير الأمن بهذه الأسواق وأشار بولنوار إلى أنه لحد اليوم لم تقم أي بلدية بتخصيص مكان لهذه الأسواق، وهو ما قد يؤثر سلبا، حسبه، على المشروع مثلما حدث مع أسواق الرحمة في رمضان، حيث أدى تماطل بعض البلديات إلى عدم إقامة الأسواق المبرمجة كما اقترح بلنوار أن يتم تنظيم هذه الأسواق في مواقع تستجيب للشروط، حيث تكون بعيدة عن التجمعات السكانية وفيها مراقبة بيطرية.

من نفس القسم الحدث