الحدث

هل سينغّص "جُذري القرود" صيف الجزائريين ؟!

دخوله للجزائر محتمل والمنظومة الصحية تتأهب

يزداد زحف الوباء الجديد "جذري القردة" يوما بعد يوم حيث تسجل بلدانا قريبة للجزائر يوميا عشرات الاصابات، على غرار فرنسا التي أحصت منذ يومين 16 إصابة مؤكدة، وهو ما يجعل الجزائر في مرمى الخطر هذه الصائفة، في حين تطرح العديد من التساؤلات عن مدى جاهزية المنظومة الصحية للتصدي لهذا الفيروس الذي عاد لينتشر حديثا، وهي المنظومة التي أُنهكت بسبب أزمة كورونا، وبالكاد يحاول العاملون فيها استرجاع أنفاسهمن بعد حوالي 3 سنوات من حرب طاحنة مع فيروس كوفيد 19 ومتحوراته.

ومن المؤكد أن دخول جذري القرود بات وشيكا للجزائر، فهذا الفيروس الذي عاد للظهور وكما أكده الخبراء والمختصون قد يصل الى بلادنا في أي لحظه خاصة مع تسجيل  بلدانا نملك معها حدود جغرافية وأخرى لدينا معها حركة تنقلات نشطة لحالات مؤكدة خاصة خلال فترة الصيف وموسم الإصطياف وهو ما يخيف الجزائريين حاليا خاصة في ظل نقص المعلومة بشأن مضاعفات هذا الوباء ومدى خطورتها وهل هي قاتله أم أقل شدة وخطورة.

 بعد كورونا ... تساؤلات حول جاهزية المنظومة الصحية للتصدي للوباء

 ورغم أن الوباء لم يدخل الجزائر فعليا لغاية الأن إلا أن الجزائريون يتابعون باهتمام أخر اخباره عالميا ويتخوفون من تسجيل أولى حالات الإصابة الفترة المقبلة حيث تتشابه حاله الترقب لدى المواطنين والدوائر الوزارية والرسمية لما عشناه نهاية 2019 وبداية 2020 عند انتشار جائحه كورونا فهل سيتكرر نفس السيناريو مع جذري القرود أم أن المرض لا يعدو ان يكون مجرد فيروس سجلت به حالات معزولة وسيختفي بعد فترة وجيزة؟.

 وموازاة مع الحديث عن وجود الجزائر في مرمى خطر جذري القرود فان أسئلة كثيرة يطرحها المواطنون وحتى المختصون والمراقبون والذي لهم علاقه بالشأن الصحي في الجزائر ومن بين اكثر هذه الأسئلة موضوعية ومشروعية هو مدى قدرة القطاع الصحي على التصدي لهذا الوباء الجديد مع العلم ان هذا القطاع بالكاد استفاق من الازمه الصحية هذا السؤال أجاب عليه وزير القطاع منذ فترة حينما اكد ان وزارة الصحة والمنظومة الصحية جاهزة وقادرة على التعامل مع هذا الفيروس الجديد مشيرة ان حاليا يتم دراسة المستجدات تحيين المعلومات الطبية بشأن هذا الفيروس من أجل اتخاذ الإجراءات الضرورية في حال تسجيل حالات مؤكدة في الجزائر، دون إعطاء تفاصيل إضافية عن ماهية هذه الإجراءات ومتي سيتم اتخاذها.

وتطرح تساؤلات أخرى حول توفر الامكانيات المادية والبشرية لمواجهة ومحاصرة هذا الفيروس وعن الاجراءات التي قد تتخذها الجزائر في حال تسجيل اصابات مؤكدة الفترة المقبلة والسبب وزراء عدم البدء في تطبيق مقترحات المختصيين في الشأن الصحي، والذين دعوا منذ فترة لتشكيل خلايا للمراقبة في جميع أنحاء البلاد وتثبيت نقاط المراقبة على مستوى الحدود الجوية، مثلما  تم تطبيقه لمواجهة كورونا والبدء في  تدريب العاملين الصحيين على التعامل مع هذا المرض، بينما أكثر ما يشغل بال الجزائريين حاليا حول هذا الفيروس الجديد هو سيكونون مضطرين للعودة للحجر الصحي مرة أخرى بسبب هذا الوباء، في ظل حديث المختصين بأن المصاب بجذري القردة، يجب ان يعزل ويخضع لحجر صحي حتى لا ينشر العدوي اكثر بين اشخاص غير مصابين، اسئلة اخرى تطرح أيضا بشأن أكثر الفئات التي يمكن أن تستهدف من هذا الوباء الجديد وهل سيكون وباء يشبه في انتشاره وباء كورونا وهل نملك نحن في الجزائر لقاحات يمكنها أن تفيد في منح الجزائريين مناعة من هذا الفيروس الجديد الانتشار.

 ليامين كوسة: العودة للحجر والبرتوكولات الصحية امر وارد!

 وفي إجابة له عن بعض التساؤلات التي تشغل الجزائريين حاليا بشأن فيروس جذري القرود، أكد أمس، رئيس مصلحة الأوبئة والوقاية بمديرية الصحة والسكان لولاية سطيف، ليامين كوسة أن المصدر الرئيسي للوباء ليس القرد وإنما إحدى القوارض المستوطنة ببلدان إفريقيا الغربية وافريقيا الوسطى على غرار الكونغو. مشيرا ان هذا الوباء ينتقل من الحيوان إلى الإنسان، ثم من إنسان إلى آخر بسبب العلاقات الجنسية، واللمس واستنشاق الرذاذ في الوسط الذي يتواجد به المريض، وقال كوسة بشأن خطورة الفيروس أن هذا الأخير ليس قاتلا كفيروس كورونا وانما خطورته تكمن في أعراضه التي تبقي على جسم الإنسان حتى بعد الشفاء مضيفا أن هذا الفيروس يترك ندبات وخيمة على مستوى الجلد.

 من جانب آخر وفيما يتعلق بالأعراض أشار ذات المختص ان اعراضه تشبه إلى حد كبير أعراض جذري الماء وهي الحمى القوية، والتعب الكبير وطفحات جلدية تسبب الحكة، في حين يستهدف هذا الفيروس على وجه الخصوص فئتي الاطفال وذوي المناعة الضعيفة.

 وفي رده حول الإجراءات التي يجب أن تتخذ على مستوي الحكومة في حال تسجيل إصابات في الجزائر قال كوسة أنه من الضروري العودة للخطة الوقائية الاستعجالية التي طبقت في بداية جائحة كورونا مشيرا أن احتمال العودة إلى التدابير الوقائية التي طبقت خلال جائحة كورونا  وارد جدا، كاستعمال الكمامات والغسل المستمر لليدين، خاصة مع  احتضان تظاهرة العاب البحر الابيض المتوسط بوهران الصائفة الحالية، مضيفا أن هذا الفيروس ليس له علاج وانما له لقاح يمكن أن يصنع من طرف روسيا وامريكا  لأنهما البلدين الوحيدين في العالم اللذان يضمان على مستوى مخابرهما، عينات من الفيروس كاحتياط.

 257 حالة إصابة بجدري القردة في 23 دولة حتى الآن

  إلى ذلك أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس، أنها تقلت تقارير تؤكد إصابة 257 حالة بجدري القردة في 23 دولة حتى الآن، مؤكدة وجود نحو 120 حالة مشتبه بها في تلك الدول.وذكرت المنظمة أنه في الولايات المتحدة, أبلغت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها عن 12 حالة إصابة بجدري القرود في 8 ولايات, حتى بعد ظهر يوم الجمعة المنصرم.

وأضافت المنظمة في آخر تحديث لها أمس الأحد, أن 5 دول إفريقية ينتشر فيها جدري القردة بشكل شائع, مؤكدة تلقيها تقارير عن 1365 حالة إصابة و69 حالة وفاة بسبب الفيروس، موضحة أنه تم الإبلاغ عن هذه الأمراض في فترات مختلفة تتراوح من منتصف ديسمبر إلى أواخر اي الجاري.وأوضحت المنظمة أنه منذ عام 2017, ارتبطت الوفيات القليلة للأشخاص المصابين بجدري القردة في غرب إفريقيا بصغر السن أو بعدوى فيروس نقص المناعة البشرية غير المعالج.

وأشارت إلى أن مستوى مخاطر الصحة العامة العالمية معتدل، "مع الأخذ في الاعتبار أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الإبلاغ عن حالات ومجموعات جدري القردة بشكل متزامن في مناطق جغرافية متباينة على نطاق واسع لمنظمة الصحة العالمية, وبدون روابط وبائية معروفة بالبلدان غير الموبوءة في غرب أو وسط إفريقيا".

وقالت الصحة العالمية أيضا في تحديثها : "يمكن أن تصبح مخاطر الصحة العامة عالية إذا استغل هذا الفيروس الفرصة لإثبات نفسه كمرض بشري وانتشر إلى الفئات الأكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة مثل الأطفال الصغار والأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة".

وحثت المنظمة مقدمي الرعاية الصحية على المراقبة عن كثب للأعراض المحتملة, مثل الطفح الجلدي والحمى وتضخم الغدد الليمفاوية والصداع وآلام الظهر وآلام العضلات والتعب، وإجراء الاختبارات لأي شخص يعاني من هذه الأعراض.

ويعتبر جدري القردة, بحسب منظمة الصحة العالمية, مرضا فيروسيا نادرا وحيواني المنشأ (ينقل فيروسه من الحيوان إلى الإنسان) وتماثل أعراض إصابة الإنسان به تلك التي يعانيها المصابون بالجدري ولكنها أقل شدة.

من نفس القسم الحدث