الحدث

"الجزائر – إيطاليا".. تفاهم وتقارب

الرئيس تبون يحلّ يروما والملفات الاقتصادية في صلب الزيارة

شرع أمس، رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في زيارة إلى إيطاليا تستمر لثلاثة أيام، استجابة لدعوة من نظيره الايطالي سيرجو ماتاريلا، وينتظر أن تتصدر الملفات الاقتصادية المباحثات الثنائية التي تجمع الطرفين

وأشارت رئاسة الجمهورية في بيان لها، بأن الزيارة تكتسي أهمية خاصة، في تمتين أواصر الصداقة التاريخية، وتعزيز العلاقات الثنائية في عديد المجالات، وبخاصة الجانب الاقتصادي، ضمن رؤية جديدة للرئيسين، تهدف إلى بعث ديناميكية جديدة للحوار والتعاون الاستراتيجي بين البلدين الجارين والصديقين.

ووقعت الجزائر وايطاليا خلال شهر أفريل الماضي اتفاقيات جديدة، تسمح بموجبها برفع إمدادات الغاز الجزائري نحو ايطاليا، بنحو 8 مليارات متر مكعب، خلال الزيارة التي قادت رئيس الوزراء ماريو دراغي، والتي سبقها زيارة لوزير الخارجية لويجي دي مايو وزيارة للرئيس الايطالي خلال شهر نوفمبر من السنة الفارطة.

ووصف رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، اتفاقية زيادة واردات الغاز الطبيعي، بالنموذج الذي يحتذى به، حيث تسعى ايطاليا للتقليل من اعتمادها على امدادات الطاقة الروسية، في ظل التوترات الجيوسياسية الحاصلة بين روسيا وأوكرانيا والتخوف من شح الإمدادات في السوق العالمية.

وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الايطالي لويجي دي مايو، بأن "الشراكة بين إفريقيا وإيطاليا تستند إلى جذور راسخة ودائمة، لأننا مقتنعون بشدة أن مصير ضفتي البحر الأبيض المتوسط ​​لا ينفصلان"، مشيرا إلى إستحالة تحقيق "مستقبل مزدهر ومستدام ما لم تتوافق بشأنه الشعوب الأوروبية والأفريقية"، حسب ما نقلته وكالة آكي الإيطالية للأنباء.

وأشار أمس دي ماي، في لقاء "يوم إفريقيا 2022"، الذي نظم بمقر وزارة الخارجية، لإحياء ذكرى تأسيس منظمة الوحدة الافريقية "سيتواصل اهتمامنا بالقارة هذا العام أيضا"، مذكرا بالتولوية التي تكتسيها إفريقيا في السياسة الخارجية لإيطاليا، مضيفا العديد من القضايا تتفاقم بالفعل بشكل مثير للقلق في العديد من البلدان جراء التداعيات الاقتصادية للعمليات العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية.

ووصل الحجم الاجمالي للمبادلات التجارية بين الجزائر وايطاليا سنة 2020 لحوالي 6 مليار دولار، منها أزيد من 3,5 مليار دولار صادرات جزائرية نحو ايطاليا، أغلبها في قطاع المحروقات، وحوالي 2,5 مليار دولار واردات من ايطاليا، أغلبها تخص التجهيزات، وكان رئيس الوزراء الايطالي ماريو دراغي أكد بأن الجزائر أول شريك تجاري لإيطاليا في إفريقيا.

جدير بالذكر، فإن قطاع المحروقات يحتل مكانة هامة في العلاقات الاقتصادية الجزائرية الإيطالية، بفضل الشراكة التي تجمع مجمع سوناطراك بمجمع إيني، إذ أنهما يسيران أنبوب الغاز العابر للمتوسط ترانسميد، الذي تقدر طاقته الاجمالية للتصدير ب 32 مليار متر مكعب سنويا، كما أن جهودهما سمحت بالاعلان خلال شهر مارس من السنة الجارية عن اكتشاف مهم للنفط الخام في محيط أبحاث زملة العربي بحوض بركين، ويشتغل المجمعان في الوقت الراهن على أزيد من 10 مشاريع في مجال التنقيب وانتاج المحروقات.

من نفس القسم الحدث