الحدث

الجزائر ليست في منأى من " جدري القردة"

مختصون يدقّون ناقوس الخطر ويطالبون بتشديد الرقابة

يتوقع خبراء ومختصون، امكانية وصول فيروس "جدري القردة" المستجد، إلى الجزائر، في أية لحظة بعد فتح الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما اكده مدير معهد باستور فوزي درار الذي دعا إلى ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية، واعتبرها "السبيل الوحيد" لمنع انتقال الفيروس أو دخوله الى الجزائر.

بعد قرابة ثلاث سنوات من العزلة التي فرضها انتشار جائحة كورونا على عديد دول العالم، وفي الوقت الذي تنفست الكثير منها بمن فيهم الجزائر، الصعداء، بعد عودة الحياة لطبيعتها وفتح الرحلات الجوية والبحرية وكذا البحرية بين مختلف الدول جراء تراجع حالات الإصابة به وانحساره، هاهو العالم اليوم يجد نفسه مهددا بفيروس جديد سجلت أولى الإصابات المؤكدة به ببعض الدول الأوروبية وكذا بالولايات المتحدة الأمريكية، ويتعلق الأمر بـ "جدري القردة" الذي يبدو أن بلادنا ليست في منأى من استيراده بعد قرار إعادة فتح المجال الجوي والبحري امام المسافرين.

وفي الوقت الذي تتأهب فيه بلادنا لإعلان كسب المعركة ضد فيروس "كورونا" الذي لم تعد تحصي منه سوى حالات جد قليلة يوميا، هاهي اليوم تتأهب لسيناريو وباء جديد، بعد الانتشار السريع لـ"جدري القردة" في كل من اسبانيا، بريطانيا وفرنسا وآخرها أمريكا ما يجعل بلادنا مهددة بانتشار الوباء وإمكانية استيراده في أية لحظة من طرف أحد الوافدين من الدول التي عرفت انتشاره.

ولقد دعم مدير معهد باستور البروفيسور فوزي درار هذا الطرح حين أكد "احتمالية دخول الفيروس الى الجزائر خاصة مع فتح الحدود الجوية والبرية، موضحا ضرورة الاستعداد لمواجهة هذا الفيروس من خلال الالتزام بالاجراءات الوقائية الكفيلة لوحدها ان تمنع من انتقال الفيروس أو دخوله الى الجزائر"، وهو ما دعمه بدوره رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث مصطفى خياطي، الذي بدا أكثر تشاؤما من سابقه، وتوقع في تصريح صحفي امكانية وصول العدوى إلى الجزائر " خلال أيّام أو أسابيع"، ليطمئن في المقابل بأن الفيروس الجديد "أقل شراسة وعدوانية من الجدري الذي عرفه الجزائريون في السبعينات والثمانينات، باستثناء ما قد يحدثه من مضاعفات لذوي المناعة الهشة من مسنين وأطفال وحوامل ومرضى مزمنين ".

وتزداد مخاوف الخبراء والمختصين من امكانية وصول العدوى إلى الجزائر، بالنظر إلى سرعة انتشار "جدري القردة"، خاصة وأنه انتقل خلال أيام فقط بين القارتين الأمريكيتين واستراليا وأوروبا بالإضافة إلى تواجده في غرب إفريقيا، كما ان الحدود المفتوحة امام حركة الملاحة الجوية والبحرية قد تساعد في استيراد الفيروس خاصة ونحن نستعد لانطلاق موسم الاصطياف بعد أزيد من سنتين من الغلق،  ما يرجح توافدا وإقبالا كبيرا من طرف أبناء الجالية الجزائرية المقيمين بالخارج والذين يأتي اغلبهم من عواصم الدول التي عرفت انتشار الفيروس، وهو ما يستدعي ضرورة تشديد إجراءات الرقابة على المعابر الحدودية لتفادي وصول العدوى.

من نفس القسم الحدث