الحدث

مشاورات الرئيس تخرج الأحزاب من سباتها

مبادرة لم الشمل تعيدها إلى الساحة بعد غياب عن المشهد

يبدو أن مسعى لم الشمل الذي أطلقه رئيس الجمهورية، قد أعاد الحياة للمشهد السياسي وأخرج الأحزاب من سباتها بعد أشهر عديدة من الجمود منذ انتهاء آخر محطة في مسار البناء المؤسساتي المتمثلة في الانتخابات المحلية، لتعود بذلك التشكيلات السياسية إلى الواجهة مجددا وتدلي بدلوها في المشاورات التي جمعتها مؤخرا برئيس الجمهورية. 

بعد فتح رئيس الجمهورية أبواب قصر المرادية، مجددا، امام مختلف التشكيلات السياسية للتشاور، عادت الاحزاب للبروز مجددا في المشهد السياسي، وتوالت ردود الفعل والتصريحات المثمنة لمبادرة الرئيس الرامية إلى إطلاق مسعى لم الشمل، فبعد "سبات" طال امده وصمت طويلة استمر لأشهر منذ اسدال الستار عن آخر حملة انتخابية للمحليات شهر نوفمبر المنقضي، عادت حناجر رؤساء الاحزاب السياسية ومختلف إطاراتها لتصدح من جديد، وتتحدث عن مبادرة الرئيس وتعلّق عن مختلف القضايا المحلية التي تخص الشأن الداخلي للوطن.

ولعلّ تجاوب وانخراط معظم الأحزاب السياسية مع مبادرة اليد الممدودة التي اقترحها رئيس الجمهورية، يعتبر خطوة إيجابية من شأنها توجيه وصب تركيز جل الأطياف السياسية على دعم القضايا الداخلية، وأداء الدور الذي وجدت من اجله كمؤسسات دستورية مهمتها المساهمة في اقتراح الحلول لأهم الملفات العالقة التي تهم الوطن والمواطن على حد سواء، كما أن جملة المقترحات التي قدمها رؤساء الأحزاب السياسية التي إلتقاها رئيس الجمهورية، من شأنها تحقيق التوافق الذي يسعى إليه الرئيس، وإبراز مكانة هذه التشكيلات من خلال تبادل وجهات النظر حول المسائل الاجتماعية والاقتصادية التي من شأنها تمتين الجبهة الاجتماعية والدفع بالعجلة الاقتصادية. 

وبالرغم من التحركات المتواضعة التي تقوم بها بعض التشكيلات السياسية، غير ان النشاط الحزبي بات راكدا واقتصر على التركيز في الفترة الاخيرة، على التحضيرات الخاصة بعقد المؤتمرات والاجتماعات الخاصة بإعادة ترتيب البيت الحزبي، لترسّخ هذه الاحزاب الصورة التي لطالما لازمت نشاطاتها والتي عادة ما توصف بالمناسباتية والموسمية، وهو ما تجلى مؤخرا بعد أن طفت إلى السطح تصريحات مسؤولي الاحزاب التي اقتصرت فقد على التعليق على فحوى اللقاءات التي جمعتها مع رئيس الجمهورية وإبداء ردود فعلها على المبادرة الجامعة التي أطلقها، دون الخوض في صميم الملفات الاجتماعية والاقتصادية التي أضحت الرهان الأكبر للسلطة في الفترة المقبلة.

من نفس القسم الحدث