الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
تولي الجزائر وتركيا اهتماما بالغا بالطابع الاستراتيجي لعلاقاتهما الثنائية، خاصة فيما يتعلق بتنسيق التشاور السياسي وتوحيد وجهات النظر بشأن كبريات الملفات الدولية، والتي تتقدمها الأزمة الروسية الاوكرانية وانعكاساتها الاقتصادية على مختلف الدول، وتندرج زيارة رئيس الجمهورية لأنقرة في إطار تعزيز هذه العلاقات وترقية الشراكة الثنائية في مجال الاستثمارات والتي تعود بالفائدة على اقتصادي البلدين.
يواصل اليوم، رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون زيارة الدولة التي يقوم بها إلى تركيا بدعوة من نظيره التركي طيب رجب أردوغان، وتأتي هذه الزيارة في ظرف تشهد فيه العلاقات الجزائرية- التركية تقدما كبيرا من حيث حجم الاستثمارات التركية في السوق الجزائرية، وكذا البعد الاستراتيجي للعلاقات السياسية التي يسودها جو من الأخوة راجع إلى موروث حضاري إسلامي يشكل عاملا أساسيا لتطوير هذه العلاقات على مر العصور.
وتتزامن دعوة اردوغان رئيس الجمهورية لزيارة انقرة، مع تواصل الحرب الروسية على اوكرانيا وتداعياتها الاقتصادية على مختلف الدول الأوروبية، فبالرغم من أن السوق الجزائرية يبقى المستفيد الأول من حجم الاستثمارات التركية فيه، غير أن تركيا تعول بشكل كبير على الجزائر بصفتها شريكا استرتيجيا موثوقا، وهذا بشهادة الجميع فالأعراف الجزائرية الاقتصادية وحتى الدبلوماسية تقضي باحترام المعاهدات والاتفاقيات المبرمة مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة ولا تحيد عن بنودها مهما اختلفت الظروف.
وفي هذا الشأن يؤكد أستاذ علوم الإعلام والاتصال بجامعة "الجزائر 3" سعيد شيكيدان لـ"الرائد"، أن زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لتركيا، "جاءت في وقتها"، مؤكدا أنها مهمة جدا بالنسبة للجزائر في المقام الأول ثم بالنسبة لتركيا، خاصة في الظرف الدولي الحساس الذي يتسم بنوع من التشنج في العلاقات الدولية خاصة بعد الحرب الروسية الاوكرانية، ومواقف تركيا اصلا من هذه الحرب ومن انضمام بعض الدول الأوروبية.
وبرّر الأستاذ شيكيدان وصفه للزيارة أنها تأتي "في توقيت مناسب"، حين رجح أن البلدين يسعيان لما أسماه "تنسيق مواقفهما"، مضيفا بأن تركيا وباعتبارها دولة اوروبية شقيقة، بحكم العامل الموروث الحضاري الإسلامي، ما يجعل من زيارة الرئيس تبون لأنقرة " فرصة مهمة جدا بالنسبة للجزائر اولا وبالنسبة للسياسة الخارجية الجزائرية لتثبيت مواقفها عن طريق تركيا في اوروبا"، واسترسل محدثنا حين قال إنه لا يجب أن نغفل "متغير مهم جدا وهو العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا"، متوقعا أن الزيارة تنصب في خانة "توحيد المواقف وتوحيد وجهات النظر بشأن هذه النزاع".
وعاد أستاذ علوم الإعلام والاتصال للحديث عن واقع العلاقات الجزائرية –التركية، التي قال إنها تبلغ مستوى جيد، وأنها في تطور مستمر، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية، لافتا إلى أن الاستثمارات التركية مهمة جدا في الجزائر وهذا ما يدعم اقتصادنا واقتصاد تركيا على حد سواء، كما توقع الأستاذ أن تعود هذه الاستثمارات بالربح للبلدين خاصة بالنسبة للجزائر، وذلك في إطار تطبيق مساعي رئيس الجمهورية الرامية إلى الدفع بعجلة التنمية الاقتصادية وتعزيز محيط الاستثمارات الأجنبية.
يذكر ان زيارة رئيس الجمهورية لتركيا تأتي بدعوة نظيره التركي طيب رجب أردوغان وتستمر لغاية يوم غد، حيث ينتظر من الزيارة أن تعطي دفعا جديدا للشراكة والتعاون الثنائي بين البلدين، بموجب معاهدة الصداقة والتعاون المبرمة منذ 2006 إلى جانب تعزيز الشراكة القائمة بين البلدين ومواصلة التشاور السياسي حول القضايا الاقليمية والدولية.