الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
عرفت مؤسسة الهلال الأحمر الجزائري نهاية الأسبوع الماضي تغييرا على مستوي قيادتها، حيث تم تنصيب الناشطة ابتسام حملاوي رئيسة جديدة للهلال الأحمر خلفا لسعيدة بن حبيلس ، ومن خلال أولى تصريحات حملاوي يتضح وجود رؤية جديدة لدى مؤسسة الهلال للعمل الخيري في الجزائر حيث من الواضح أن حملاوي تحاول الذهاب بالهلال نحو العمل الخيري التنموي والمؤسساتي والذي لا يكتفي بتوزيع المساعدات على المحتاجين وانما خلق فرص "كسب" لهؤلاء المحتاجين حتى يخرجوا من دائرة "الفقر والحاجة" وبالتالي تقليل عدد الاسر المعوزة والفقيرة في الجزائر على مدار السنوات المقبلة إن تم فعلا تطبيق هذه المساعي وهذا المشروع الطموح.
وفي أول خرجة لها بعد تنصيبها على رأس الهلال الأحمر الجزائري أعلنت الرئيسة الجديدة للهلال ابتسام حملاوي عن مشاريع خيرية طموحة من بينها مشروع أنجاز مستشفى بالجنوب الكبير بالإضافة إلى تنظيم قوافل طبية دورية عبر مناطق الظل كما أعلنت حملاوي أيضا عن استحداث ما أسمته أسواق الهلال وهي عبارة عن مشاريع مصغرة داعمة للعائلات المعوزة والفقيرة كما سيعمل الهلال الأحمر حسب رئيسته الجديدة على مشروع طموح لبناء مدارس لأطفال التوحد عبر عدد من الولايات بالشراكة مع وزارة التضامن ووزارة التربية الوطنية مبدية النية للعمل على ترقية مناطق الظل من خلال العمل الخيري، وعدم الاكتفاء بنشاطات الهلال الأحمر العادية التي تقوم على توزيع المساعدات فقط وإنما التوجه نحو استحداث مصادر دخل للعائلات الفقيرة حتى يخرجوا من دائرة الحاجة والفقر، وقد لاقت تصريحات حملاوي لدى تنصيبها ردود أفعال إيجابية من النشطاء في العمل الخيري في الجزائر في حين قرأ مراقبون ان تصريحات حملاوي تبدي رغبة وسعي القيادة الجديدة للهلال الأحمر الجزائري الانتقال من العمل الخيري بمفهومه الاجتماعي إلى مفهوم أخر مبني على فعل الخير للتنمية الاجتماعية وحتى الاقتصادية.
ويعتبر الهلال الأحمر الجزائري كمؤسسة خيرية رائدة وعريقة في الجزائر مرجعية للعديد من الجمعيات الخيرية ما يعني ان سعي القيادة الجديدة للهلال تطوير العمل الخيري والتوجه لما يعرف بالعمل الخيري التنموي قد يكون بداية لتبني الأسلوب المؤسساتي في عمل وتسيير الجمعيات في الجزائر والابتعاد عن أسلوب الأجداد و"البدائية" في فعل الخير. وقد بدا واضحا من خلال تصريحات رئيسة الهلال الأحمر الجزائري الجديد سعي هذه القيادة الجديدة للتوجه نحو تمويل المشاريع التنموية المصغرة، لكن وفي ظل هذا التصور الجديد لدى قياده الهلال الأحمر الجزائري هناك العديد من التحديات التي تنتظر مؤسسه الهلال الجزائري كمؤسسه خيريه فاعله في المجتمع، ومن أبرز هذه التحديات هي "الرقمنة" حيث يلاحظ أن الهلال الأحمر الجزائري على غرار كل الجمعيات والهيئات الخيرية متأخر كثيرا في مجال الرقمنة واستعمال التكنولوجيات الحديثة ووسائل الاتصال الحديثة كأداة فاعلة للانتشار، والرقمنة التي نتحدث عنها هنا ليست إنشاء صفحه في "الفايسبوك" أو "التويتر" وإنما التوجه نحو رقمنة كل البيانات والذهاب نحو الاعتماد على منصة رقميه وقاعدة بيانات قوية للمحتاجين يمكن الرجوع إليها ويمكن أن تكون مرجع لكل الجمعيات وحتى الهيئات الحكومية وغير الحكومية، والرقمنة أيضا بالمفهوم الذي نطرحه هي التوجه نحو الدفع الالكتروني و والإدارة الإلكترونية التي تسهل كثيرا في تسيير مؤسسة خيرية بحجم الهلال الأحمر الجزائري وما يملكه من موارد وكوادر، وعليه وتبعا لما ذُكر فأنه سيكون مطلوب من المسؤولة الجديدة على رأس الهلال الاحمر الجزائري تفعيل ادوات الرقمنة اكثر على مستوى المؤسسة، واتخاذ وسائل الاتصال الحديثة كأداة قوية وفاعلة لنشر ثقافه فعل الخير بين الجزائريين، حتى بين الطبقة المتوسطة هذه الطبقة التي يراهن عليها في دعم العمليات الخيرية الكبيرة، بالمقابل فان التحدي الثاني الذي يواجه الهلال الأحمر هو تحدي تعميم ثقافه التبرع بين رجال الأعمال وكبار التجار وأصحاب المال في الجزائر هؤلاء يمكن الرهان عليهم في المشاريع الخيرية الكبيرة خاصة وان مؤسسة الهلال الأحمر دائما ما تشتكي من نقص المتبرعين الدائمين وهي مهمة لن تكون سهلة بالنسبة لحملاوي، بالمقابل فأن البحث عن متبرعين دائمين من أصحاب "الشكارة" لا يعني اغفال شريحة متبرعين مهمة وهي عموم المواطنين باعتبار هؤلاء أيضا حلقة مهمة في العمل الخيري في الجزائر، حيث تكشف تجارب دول عربية رائدة في العمل الخيري على غرار مصر ان الطبقة الفقيرة والمتوسطة يمكنها ان تلعب دورا مهما في العمل الخيري التنموي، فمستشفيات عظيمة في مصر على غرار مستشفى سرطان الأطفال " 57357" شيدت بواحد جنيه واثنين جنيه تجمع عبر تبرعات تأتى من رسائل قصيرة من مواطنين بسطاء وهو ما قد يكون نقطة فارقة في العمل الخيري في الجزائر أن تم تطبيق هكذا تجارب خاصة وأن الجزائريين معروفين بنزعة التضامن والتكافل الاجتماعي والامثلة على ذلك كثيرة فالجزائريون ودون تنظيم استطاعوا في العديد من المناسبات ان يجمعوا الملايير لصالح مرضى ومنكوبين وهو ما سيجعل مهمة الهلال الاحمر في هذا الجانب سهلة شريطة تبسيط فعل التبرع وهو رهان ثالث امام القيادة الجديدة للهلال الاحمر الجزائري، حيث ستكون حملاوي مطالبة أيضا بالوصول لكل جزائري وجزائرية عبر مختلف أدوات الاتصال والتواصل الحديثة وتبسيط فعل التبرع لهم عبر أفكار مبتكرة وعبر تسهيل هذا الفعل فالهلال يجب أن يذهب للمتبرعين وعدم الاكتفاء بشريحة معينة من المتبرعين خاصة وان لمؤسسة الهلال الاحمر مصداقية كبيرة بين الجزائريين وهو ما يعتبر اختزال لنصف الطريق للوصول لتعميم وتسهيل فعل التبرع لدى المواطنين.