الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
قواعد جديدة للعلاقات مع فرنسا
فرض رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، قواعد جديدة للعلاقات الجزائرية الفرنسية، أساسها النديّة في التعامل واحترام سيادة الدولة والشعب الجزائري، ليغير بذلك النظرة الفرنسية للجزائر التي لطالما تعاملت معها كمستعمرة قديمة، ويؤسس لعلاقات جديدة على أكثر من صعيد، يكون فيها احترام الدولة والشعب الجزائري شرطا أساسيا غير قابل للنقاش.
عكست رسالة التهنئة التي بعث بها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بمناسبة تجديد الثقة فيه لتولي عهدة رئاسية جديدة بفرنسا، حرص رئيس الجمهورية على فرض احترام الدولة الجزائرية، وتغليب مبدأ التعامل بندية في كل مجالات التعاون، خاصة فيما يتعلق بملف الذاكرة الذي منحه رئيس الجمهورية اولية كبيرة منذ توليه الحكم، فلم يغفل أي مناسبة للتذكير بضرورة تحمل باريس لمسؤولياتها تجاه الدولة والشعب الجزائري للاعتراف بالجرائم المقترفة من قبل الجيش الاستعماري الفرنسي خلال الثورة التحريرية، وبالفعل خطى الملف خطوات عملاقة كان أبرزها إعلان باريس فتح جزء من أرشيف ثورة التحرير في الجزائر، قبل 15 سنة من الآجال المحددة في القانون الفرنسي المنظم للأرشيف، للكشف عن المزيد من الحقائق حول التعذيب الممنهج الذي مارسته القوات الفرنسية في الجزائر، إلى جانب استرجاع رفات 24 شهيدا من رموز المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الفرنسي في منتصف القرن 19، بعد احتجاز قسري لأكثر من 170 عاما بمتحف التاريخ الطبيعي بباريس في فرنسا.
وعلى الرغم من حرص رئيس الجمهورية على تأكيد ضرورة الدفع بالعلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين، غير ان رسالة تبون أعطت حيزا هاما للحديث عن ملف الذاكرة حين شدد رئيس الجمهورية على أن فتح آفاق واسعة من "الصداقة والتعايش المتناغم في إطار المنافع المتبادلة بين البلدين"، لن يتحقق إلا من خلال ما أسماه "الرؤية المجددة المنطلقة من احترام السيادة وتوازن المصالح التي نتقاسمها فيما يتعلق بالذاكرة وبالعلاقات الإنسانية"، ليطوي بذلك صفحة التعامل مع الجزائر كمستعمرة قديمة ويعلن عن مرحلة جديدة من العلاقات الجزائرية الفرنسية، أساسها التكافؤ والاحترام المتبادل.
وتجسدت إرادة الرئيس تبون من خلال ردود الفعل المشرفة والقوية التي أبانها تجاه الاستفزازات الفرنسية المتتالية والتي صدر آخرها عن الرئيس الفرنسي ماكرون، الذي دفعت به الغطرسة والحنين إلى الحقبة الاستعمارية لإنكار وجود أمة جزائرية، فجاءه الرد الجزائري، درسا، ليلقنه كيفية التعامل مع دولة وشعب تعد النخوة والشموخ أبرز سماته المعترف بها دوليا.