الحدث

رهان على "المعرفة" لاستكمال مسار الإصلاح

رئيس الجمهورية يستعرض ما حققته بلادنا في المجال التعليمي

تسعى الجزائر إلى الرقي بالعلم واستكمال الانجازات المحققة في المنظومة التربوية والجامعية، من اجل النجاح في كسب رهان الإصلاح الاقتصادي واستكمال بناء قواعد "الجزائر الجديدة" التي دعا إليها رئيس الجمهورية، وفي رسالة وجهها بمناسبة ذكرى يوم العلم، أكد الرئيس تبون أن رفع مستوى التأهيل والقدرات المعرفية، من شأنه المساهمة في تطوّر الاقتصاد وتنمية المجتمع .

أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في رسالة وجهها إلى الشعب بمناسبة ذكرى يوم العلم المصادف لـ16 أفريل من كل سنة، أكد من خلالها سعيه إلى استكمال الانجازات المحققة في المنظومة التربوية والجامعية ومواصلة برنامج تأهيل الإطارات ورفع المستوى التعليمي من اجل النهوض بالاقتصاد الوطني وتحقيق هدف الإصلاح.

وجاء في رسالة الرئيس التي نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية، "تعوَّدنا، فـي كل سنة، أن نعيش فـي ظلال ذكرى يوم العلم، ذكرى 16 أفريل التي شهدت وفاة رمز النهضة الجزائرية الـمباركة العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس، أسبغ الله عليه شآبيب الرّحمات، وأسكنه فسيح جنّاته"، وذكر الرئيس بالإنجازات المحققة في المنظومة التربوية والجامعية والتي وصفها بـ" الرائعة الرَّائدة"، حين قال إنها " قطعت أشواطًا ملحوظة، فـي البناء والتشييــــد، وحققت مطامح عديدة فـي الاعمار والاستثمار منذ استعادة السيادة الوطنية عام 1962 إلى اليوم، فأصبحت الجزائر، بتأييد الله وعونه، في تطوّر وتنمية مستمرة، وارتفع المستوى العلمي والثقافي للمواطنين، واستفادت الطبقات الفقيرة المحرومة من حقّها في الحياة الكريمة، ومن حقّها في التعليم بمختلف أطواره ومراحله".

وفي هذا الشأن تحدث رئيس الجمهورية عن إحصاء 11 مليون تلميذ متمدرس في أطوار التعليم الثلاثة، مقابل مليون و700 ألف طالب في الجامعات، كما وصل عدد الملتحقين بالتكوين المهني 410 ألف متربص، ليضيف أنه "ومن نتائج سياسة الدولة في توسيع مؤسسات التعليم العالي وزرعها في كل ربوع الوطن"، تحصي بلادنا أكثر من 60 جامعة ومركز جامعي و37 مدرسة عليا، منها المدرسة العليا للرياضيات والمدرسة العليا للذكاء الإصطناعي، بالإضافة إلى 11 مدرسة عليا للأساتذة، مع العلم أن نسبة الأمية في بلادنا كانت 90 % سنة 1962، ولم يكن عدد الطلبة الجامعيين آنذاك إلّا حوالي 800 طالب.

ولفتت رسالة الرئيس إلى أن تطوير مجال العلم الذي وصته بـ" المسلك الرائد الحكيم"، "مكّن من تلبية الطلب الاجتماعي المتزايد وسمح بتكوين موارد بشرية عالية التأهيل تُساهم اليوم، بما تملكه من قدرات معرفية، في تطوّر الاقتصاد وتنمية المجتمع."، مذكرا بأن ذكرى يوم العلم تتزامن هذه السنة مع احتفالات بلادنا بالذكرى الستون لاسترجاع السيادة الوطنية، ما يفرض علينا حسب رئيس الجمهورية وعلينا "التمعن في كل الإنجازات التي حققتها بلادنا، وأن نستشرف المستقبل الذي يصبو إليه شعبنا."

وتأكيدا منه على أن إصلاح مجال العلم وتطويره خطوة هامة لاستكمال رهان الإصلاح وكسبه، شدد الرئيس على ضرورة " جعل يوم العلم فرصة للذكرى، ومحطّة للعبرة، وحافزا للوعي، ودافعا للتأمل، ومسلكا للإصلاح والمراجعة، باستظهار الفهم الأصيل، والفكر المتوازن النبيل، وتوخّي الوسطية في التعامل"، مذكرا بدور جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، والمجهودات المباركة لشيوخ وأئمة الزوايا، "الذين عملوا في كل ربوع الوطن لتكون الزوايا مناراتٍ للتعليم والإشعاع الروحي والحضاري، وحصنًا للهوية الوطنية، كما علينا استشراف المستقبل من خلال فهمٍ عميق لواقع العصر، ولمتطلبات الحياة، والتحكم في الـمعارف والـمهارات وتطبيقاتها التكنولوجية مع التشبث بالأصالة والتّوق للعصرنة".

واغتنم الرئيس المناسبة لتوجيه رسالة للشباب الجزائري، دعاهم من خلالها إلى " العمل على حسن التحصيل، وعمق التأصيل، والمبادرة إلى التواصل الحضاري، والتمسك بوطنيتنا العلمية، التي يجب أن تبقى على مستوى عال من اليقظة أمام الحركية التي يشهدها العالم، والعمل بكل ما أمكن لتفادي هزيمة الفكر والانفتاح الايجابي على اللّغات والحضارات، والسّعي إلى التحكم في التقنيات، واستخدام آليات العصر، والتوجه بفعاليّة وهمّة، وبفكر نقدي راشد، إلى الابداع السّامي، والاكتشاف الرّاقي، بما تقتضيه حركة التنمية في وطننا المفدى."

من نفس القسم الحدث