الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
يحل اليوم رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي بالجزائر، ويلتقي خلالها برئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وفق ما أعلنت عنه الحكومة الإيطالية في بيان لها بداية الأسبوع الجاري.
تسببت التوترات الجيوسياسية الحاصلة شرق أوروبا وشروع روسيا في عملياتها العسكرية على الأراضي الأوكرانية في ارتفاع أسعار الغاز وتشكل تخوفات من شح الإمدادات، خاصة وأن روسيا تعتبر المصدر الأول للعديد من الدول الأوروبية، ما جعل البعض منها يسعى للخروج من عباءة روسيا والبحث من مصادر جديدة.
كشفت بعض المصادر، بأن زيارة رئيس الوزراء الإيطالي للجزائر تدخل في إطار المساعي الحثيثة، التي شرعت فيها خلال الأسابيع الأخيرة لتوقيع اتفاقيات جديدة لاستيراد المزيد من الغاز الاجزائري كبديل عن واردات الغاز الروسية.
وقالت أمس كارول نخلة الرئيس التنفيذي في شركة كريستول اينرجي، في لقاء مع السي أن بي سي عربية، بأن الجزائر بإمكانها أن تكون المصدّر الأول للغاز لإيطاليا في حال نجحت في تقليص الطلب المحلي على الغاز، مشيرة إلى أن ارتفاع الاستهلاك المحلي بات عقبة أمام الجزائر لرفع صادراتها إلى الخارج.
وأضافت كارول نخلة، بأن الجزائر تغطي حاليا حوالي ربع احتياجات السوق الايطالية من الغاز وتسعى في الوقت الراهن للوصول إلى الثلث، مشيرة إلى أن الجزائر وايطاليا تملكان علاقات ضاربة في العمق وليست وليدة اليوم، وبينهما عقود طاقوية واستثمارات بين مجمعي سوناطراك وايني في الغاز والنفط، وهو الوضع الذي من شأنه أن يمهد لتوقيع اتفاقيات جديدة يمكن بموجبها ايطاليا من الإستفادة من الغاز الجزائري لتعويض الغاز الروسي .
وشددت ذات المتحدثة، على أن ارتفاع أسعار الغاز في آسيا منذ أواخر 2020 والمشكلة الروسية تدفع العديد من الدول للبحث عن مصادر جديدة وايطاليا من بين الدول، التي تسعى للاستفادة من شحنات إضافية من الغاز الجزائري، خاصة مع توفرالبنية التحتية اللازمة، المتمثلة في أنبوب نقل، ما يجعل الجزائر في موقع يسمح لها برفع صادراتها الغازية نحو ايطاليا، والتربع على عرش المصدرين للغاز لإيطاليا.
وأوضحت، بأن إلى أن التعاون بين إيطاليا والجزائر سيفتح الباب أمام باقي الدول الأوروبية لاستيراد الغاز من الجزائر، ويتوقع أن تزود الجزائر إيطاليا بـ 4 مليارات متر مكعب إضافية من الغاز الطبيعي سنوياً على أقصى تقدير وذلك وفقا لمصدر لرويترز، فيما تحدثت كارول نخلة عن 7 مليارات إضافية سنويا، ووصفت التوجه الإيطالي نحو السوق الجزائرية بالمناسب من حيث المبدأ، إلا أنها أكدت بأن ايطاليا لن تستفيد من زيادات هائلة.
وبخصوص الدور الذي ستلعبه الجزائر في المستقبل القريب، أكدت الرئيس التنفيذي في شركة كريستول اينرجي، بأن الزيادات في الواردات الغازية ستكون محدودة، بسبب ارتفاع الاستهلاك المحلي من الغاز وفي مقابل ضعف في الإنتاج، خاصة في حال اعتماد الجزائر على الاستثمارات السابقة، قائلة، بأنه لا يمكن أن نرى زيادات كبيرة حتى سنة 2024، في حال عدم التحكم في الطلب المحلي، وهو الوضع الذي من شأنه أن يساهم في رفع الكميات المصدرة، بالموازاة مع إقدام الجزائر على تجسيد استثمارات كبيرة بالشراكة مع الشركات العالمية على المدى البعيد، والذي سيمكن من رفع الإنتاج وكذا الكميات المصدرة.
وأشارت إلى أن التحولات الجديدة ستفتح الباب أمام باقي الدول الأوروبية للاستفادة من الغاز الجزائري، لكونها تحوز على احتياطي هام من الغاز، لكنه في ذات الوقت يعتبر بالنسبة لإيطاليا حلا لتعويض الغاز الروسي، والذي لن يكون بين ليلة وضحاها، بل سيأخذ وقتا من أجل ذلك، ولكن التوجه نحو الجزائر سيمكن من تقليص الإعتماد على الغاز الروسي
وفي حديث لها عن أسعار الغاز خلال المستقبل القريب، خاصة في ظل عدم الإتفاق على حظر الغاز الروسي، أكدت بأنه وفي حال عدم حدوث أي اختلالات في الإمدادات وعدم فرض الإتحاد الأوروبي لحظر على الغاز الروسي، فإن الطلب سينخفض بعد انتهاء فصلي الربيع والصيف الذي يعرف عادة ارتفاعا في نسب الشراء لرفع المخزونات تحضيرا لفصل الشتاء، ولكنها شددت على أن الأسعار لن تنخفض بشكل كبير.
جدير بالذكر، فإن الصادرات الجزائرية من الغاز خلال سنة 2021 نحو ايطاليا قدر بأزيد من 121 مليار متر مكعب، وفي المقابل تستورد ما نسبته 40 بالمئة من احتياجاتها من روسيا، ما يدفعها للبحث عن مصادر جديدة وتوقيع اتفاقيات جديدة مع الجزائر لزيادة وارداتها الغاز.