الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
تؤكد الجزائر في كل مرة ثباتها على مواقفها الداعمة للحل الدبلوماسي وتغليب لغة الحوار في حل النزاعات، وهو ما عكسته طريقة تعاطيها مع الأزمة الأوكرانية- الروسية، من خلال تفعيل مقاربة الحوار بين الفرقاء، والمرافعة لصالح إنهاء الأزمة وتسهيل مسار المفاوضات، وهي المبادرة التي من شأنها أن تضاف إلى رصيد مساعيها الحثيثة لحل القضايا الإقليمية والدولية الشائكة.
تواصل الجزائر جهودها الحميدة لحل الأزمة الأوكرانية- الروسية بطريقة دبلوماسية، وفي خطوة أكدت من خلالها التزامها الدائم والثابت بالقواعد والمبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، صوتت الجزائر ضد القرار القاضي بتعليق حق العضوية بمجلس حقوق الإنسان لفدرالية روسيا، المقدم من طرف مجموعة من الدول الغربية، خلال الجلسة الاستثنائية الطارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة الخاصة بالأزمة الأوكرانية، التي تم استدعاؤها للمرة الثالثة على التوالي مند 2 مارس الفارط، مؤكدة على لسان مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة بنيويورك، نذير العرباوي، أن " الرغبة في تعليق عضوية أي دولة منتخبة من قبل المجموعة الدولية، من أي هيئة أممية، ليس من شأنه أن يساهم في تعزيز روح العمل والتعاون متعدد الأطراف، وأن الجهود الدولية المتعددة الأطراف تستوجب تعزيز الحوار والتعاون، بعيدا عن أي إقصاء، بغض النظر عن اختلاف المواقف ومدى تبايناتها".
وتحظى حكامة ونضج الدبلوماسية الجزائرية بثقة الجميع على الصعيد القاري، الإقليمي وحتى الدولي، فمقاربتها القائمة على تبني لغة الحوار ورفض التدخل في الشأن الداخلي للدول وتغليب الحلول الدبلوماسية بعيدا عن الآلة العسكرية، رشحتها لتبني الوساطة لحل عديد الأزمات الإفريقية والعربية الشائكة، وهاهي اليوم تقود رفقة مجموعة عربية مبادرة حميدة لإدارة الحوار بين الطرفين الروسي والأوكراني في محاولة لإيجاد حلول سريعة للأزمة التي ما فتئت نتائجها السلبية تؤثر على عديد دول المعمورة، ولقد جدد العرباوي في هذا الشأن تأكيد دعم الجزائر للمفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا من أجل وقف العمليات العسكرية، والتكفل العاجل بالأزمة الإنسانية، وكدا دعوتها لتكثيف الجهود الدبلوماسية الدولية الرامية لحل الأزمة الراهنة بما يمكن من منع الانهيار المتزايد للمعايير الدبلوماسية والتوصل، في أقرب وقت ممكن، إلى حل سياسي يضمن الحفاظ على سيادة الدول وسلامة أراضيها ومصالحها الحيوية المشروعة.
وعاد المندوب الدائم الجزائري للحديث عن المبادرة العربية التي تقودها مجموعة الاتصال العربية، حين قال في الكلمة التي ألقاها أمام الجمعية العامة، والتي نشرتها وكالة الانباء الجزائرية، إن "بلادي، انخرطت، بحسن نية، في جهود المساعي الحميدة، في إطار مجموعة الاتصال العربية التي اجتمعت مؤخرا بالأطراف المعنية"، مهيبا بالمجتمع الدولي كافة الامتناع عن أي عمل من شأنه أن يعيق المفاوضات الجارية ويطيل أمد الأزمة التي أصبحت الآن عواقبها الوخيمة وبأبعادها المتعددة، تؤثر سلبا على جميع دول العالم".
وتراهن الجزائر على حنكتها الدبلوماسية وتجربتها الرائدة في حل الازمات من أجل إسماع صوتها، وإقناع العالم بمقاربتها، التي تركز في أساسها على الحياد في اتخاذ القرارات وعدم الانحياز لأي طرف في النزاع، حيث أشار العرباوي في كلمته الى أنه بالرغم من أن الصور المتداولة في بعض المدن الأوكرانية مروعة ومدانة بأشد العبارات، والجرائم المزعومة التي تترتب عنها بالغة الخطورة، إلا أنه بات من الضروري السماح للآليات الأممية المختصة بالتحقيق في الوقائع على أرض الواقع بطريقة محايدة حتى يتسنى إقرار العدالة لجميع الضحايا، مبرزا أن "ضمان قيام آليات الأمم المتحدة المختصة بولاياتها ومهامها بالكامل وفقا لقواعد القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بعيدا عن أي تدخل أو حكم مسبق، يشكل بالنسبة للجزائر شرطا لا غنى عنه لإثبات الوقائع بشأن أي انتهاكات صارخة وممنهجة لحقوق الإنسان"، ليجدد في هذا المقام دعوات الجزائر إلى احترام مبادئ العالمية، الموضوعية واللاانتقائية التي تشكل حجر الزاوية في عمل مجلس حقوق الإنسان وإلى النأي بهذا الأخير عن أي تجاذبات سياسية من شأنها التأثير على دور ومهام هذه الهيئة الأممية المحورية وتعاطيها الحيادي مع مسائل حقوق الإنسان بما يعزز سبل الحوار والتعاون البنائين.