الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
أكد الخبير في الشؤون الدولية والقضايا الجيوسياسية البروفيسور مخلوف ساحل ان تواجد الجزائر في مجموعة الاتصال العربي للمساهمة في إيجاد حل دبلوماسي للنزاع في أوكرانيا يعتبر مؤشرا إيجابيا يحسب لبلادنا وللمساعي الحميدة التي تقوم بها في العمل الدبلوماسي والعلاقات الدولية ويعبر عن مدى اعتراف الدول خاصة على المستوى العربي بالدور الهام للدبلوماسية الجزائرية في سياق بناء السلم والمساهمة في إيجاد حلول لكثير من الملفات.
وأبرز البروفيسور ساحل لدى استضافته أمس، ضمن برنامج ضيف الصباح للقناة الاذاعية الاولى أن وجود مجموعة الاتصال العربية مهم للجامعة كمنظمة إقليمية لتكون حاضرة بقوة في هذا النوع من الملفات "فتواجد الطرف العربي في هذا النزاع مهم جدا لأنه من وجهة نظر العلاقات الدولية هو في الواقع ليس محصورا بين أوكرانيا وروسيا"
وبالحديث عن زاوية البعد الثنائي التي تجمع الجزائر بروسيا ودورها في تحقيق أثر إيجابي أكد البروفيسور ساحل أن للجزائر علاقات مهمة وذات طابع استراتيجي مع روسيا وعلاقات تاريخية وتعاون مهم على مختلف المستويات "وبالتالي بإمكان الجزائر من منطلق البعد المميز للعلاقات الجزائرية الروسية ان يكون لها أثر فعال وإيجابي من خلال تواجدها ضمن هذه المجموعة".
وشدد البروفيسور ساحل على ان المسألة تتعدى الطرف الاوكراني بل هي مرتبطة بوجود خلاف استراتيجي بين روسيا والتكتل الغربي الذي يضم الاتحاد الاوروبي من جهة بمختلف مكوناته والولايات المتحدة الامريكية من جهة أخرى وبريطانيا واستراليا وكندا، مؤكدا في السياق ذاته أن روسيا ترفض أي امتداد او توسع استراتيجي لحلف الناتو وما يحدث اليوم في أوكرانيا حسبه هو شبيه بما حدث في الملف الجورجي سنة 2008.
وأكد البروفيسور ساحل أن وجود الطرف العربي في هذه المساعي الرامية الى اقناع أطراف النزاع بالوصول الى الحل السياسي يعتبر نقطة مهمة خاصة ان مثل هذه الملفات الكبرى لها تداعيات على الخريطة الجيواستراتيجية العالمية منوها في السياق ذاته بتجدد الحرب الباردة بأساليب وأنماط مغايرة لما كانت عليه الاوضاع في ستينيات القرن الماضي.
وأشار ضيف الصباح الى دور الدبلوماسية الجزائرية التي أثبتت جدارتها في عديد الملفات المهمة على غرار دورها في حل أزمة تحرير الرهائن الأمريكيين وكذا الملف الإريتري الاثيوبي، حيث تم التوصل بفضلها الى اتفاق بين الطرفين وكذا الملف المالي الذي كانت ومازالت الجزائر تلعب فيه دورا مهما وهو ما يؤكد على اهمية البعد الافريقي والعربي بالنسبة للدبلوماسية الجزائرية التي ساهمت وما تزال تساهم في إرساء ثقافة السلم ولاسيما المقاربة الاساسية المتمثلة في إعطاء الأولوية للحلول السياسية لمختلف الخلافات على غرار ما حدث للملف الليبي الذي كانت فيه كل الاطراف تتجه نحو الطرح الرامي الى الحل العسكري والجزائر كانت الوحيدة التي تدعو منذ البداية في 2011 الى ضرورة تحكيم منطق العقل والتسوية السياسية.