الحدث

الدبلوماسية الجزائرية .. عنوان للسلم الإقليمي والدولي

وساطة دائمة للحوار و"إذابة الجليد" بين أطراف النزاع

يشهد الجميع للدبلوماسية الجزائرية بسعيها الدائم لحل النزاعات الأمنية، وحرصها على تغليب الحوار والحفاظ على سيادة ووحدة البلدان التي تعيش أزمات وحروب، وما الجهود التي تبذلها الجزائر تحت غطاء "مجموعة الاتصال العربية" للوصول إلى حل دبلوماسي للأزمة الأوكرانية، إلا دليل جديد على أن مساعي الجزائر الحميدة، لا تتوقف عند البلدان العربية والإفريقية فحسب بل تتعداها إلى جميع دول العالم، في صورة تبرز للجميع أن الدبلوماسية الجزائر تشكل عنوانا للسلم ومصدرا لنشر قيم الأمن والسلام في جميع بقاع هذه المعمورة.

لاقت الجولة الماراطونية التي قام بها وزير الشؤون الخارجية والجالية رمطان لعمامرة، إلى كل من موسكو وأوسلو، رفقة نظرائه من أربعة دول عربية في إطار ما سمي بـ" مجموعة الاتصال العربية"، تجاوبا  كبيرا من طرفي النزاع القائم في أوكرانيا، حيث شملت المحادثات التي أدارها رئيس الدبلوماسية الجزائرية مع كل من نظيره الروسي سيرغي لافروف والأوكراني دميترو كوليبا، كل سبل حل الصراع القائم بطرق سلمية بعيدا عن الخيارات العسكرية.

 ولقد رحب وزيرا خارجية روسيا وأوكرانيا، بتأكيد الجزائر ومجموعة الاتصال العربية، استعدادها لمواصلة جهود الوساطة لدعم مسار التفاوض المباشر بين الجانبين وإيقاف العمليات العسكرية والبدء في مناقشة عدد من إجراءات بناء الثقة، حيث أكدت وزارة الشؤون الخارجية عقب انتهاء الجولة، أن لعمامرة أكد دعم الجزائر لمسار المفاوضات المباشرة بين الجانبين الأوكراني والروسي، واستعدادها "للقيام بالجهود اللازمة لدعم هذا المسار بهدف التوصل إلى وقف العمليات العسكرية، تمهيدا لحل سياسي مستدام للأزمة، يقوم على أساس القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ومبادئ حسن الجوار وسيادة الدول وسلامتها الإقليمية، بما يضمن المصالح المشروعة لجميع الأطراف".

 وتسعى الجزائر على غرار باقي الدول العربية الخمس المشكلة لهذه المجموعة، إلى لعب دور محوري في حل هذه الأزمة التي أثرت تبعاتها على عديد الدول، وأضحت تشكل خطرا على اقتصادات كبريات العواصم، فقد اوردت وثيقة الخارجية في هذا السياق أن رئيس الدبلوماسية الجزائرية أعرب خلال المحادثات التي جمعته مع وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، عن "القلق من تبعات الأزمة وخطورة استمرارها"، مشددا على "دعمه لمسار المفاوضات المباشرة بين الجانبين الأوكراني والروسي، واستعداده للقيام بالجهود اللازمة لدعم هذا المسار بهدف التوصل إلى وقف العمليات العسكرية".

 وكانت مجموعة الاتصال الوزارية العربية المعنية بالنزاع في أوكرانيا، برئاسة رمطان لعمامرة، وعضوية وزراء خارجية الأردن والعراق والسودان ومصر والأمين العام لجامعة الدول العربية، قد وصلت أول امس إلى العاصمة البولندية وارسو في ثاني محطة لها بعد موسكو، حيث عقدت اجتماعا مع وزير خارجية أوكرانيا، دميترو كوليبا، في إطار الجهود الرامية إلى المساهمة في حل الأزمة، كما شكر وزير الخارجية الأوكراني نظيره الجزائري على "المجهودات المبذولة في اطار مجموعة الاتصال العربية الرامية إلى المساهمة في حل الأزمة"، معربا عن "أمله أن تنتهي الحرب قريبا ليتمكن الطلبة الجزائريون من العودة لمزاولة دراستهم في الجامعات الأوكرانية في أحسن الظروف".

 وبحكم العلاقات المتميزة التي تجمع الجزائر بموسكو على أكثر من صعيد، كانت زيارة الوفد العربي لروسيا ناجحة بكل المقاييس، كما شكلت فرصة لكل من لعمامرة ولافروف، للتحاور بشأن مختلف محاور التعاون بين البلدين وآفاق تعزيزه بين البلدين، في مختلف المجالات فضلا عن المسائل المتعلقة بالتحضير للاستحقاقات الثنائية المقبلة قصد إضفاء ديناميكية جديدة على الآليات التي تؤطر العلاقات الاستراتيجية بين البلدين

من نفس القسم الحدث