الحدث

ٍٍنجاح المساعي العربية مرهون بمدى تجاوب الدول الغربية مع الاقتراحات

الأستاذ زغلامي يصف المشاورات العربية بـ" المبادرة الجزائرية" ويؤكد:

يرى أستاذ علوم الإعلام والاتصال بجامعة "الجزائر 3"، العيد زغلامي، أن المشاورات التي باشرتها "مجموعة الاتصال العربية"، لبحث الأزمة الأوكرانية- الروسية، تعد في جوهرها "مبادرة جزائرية" بحكم العلاقات المتميزة التي تجمع الجزائر بروسيا ورئيسي دبلوماسية البلدين- وهو ما ركزت عليه الجامعة العربية في تشكيلها للوفد العربي-، وعلى الرغم من توقعاته بنجاح المحاولة العربية في حلحلة الوضع، غير أن زغلامي رهن نجاح الخطوة العربية بما أسماه "وجود نية صادقة" عند بعض الدول الغربية وفي مقدمتها أمريكا، التي قال إنها تحاول بشتى الوسائل قتل المبادرة، كونها لا تريد ان ينفرد العالم العربي والوفد العربي بالحلول.

 *شرع أمس، وزير الشؤون الخارجية والجالية رمطان لعمامرة، في زيارة إلى موسكو ضمن وفد مجموعة الاتصال العربية التي شكلها مجلس جامعة الدول العربية، لبحث الحل السياسي للازمة الاوكرانية الروسية، ما هي قراءتكم لهذه الزيارة؟

 هذه المبادرة في العمق هي مبادرة جزائرية، في الأساس بحكم العلاقات المتميزة التي تجمع الجزائر وروسيا، وكذلك العلاقات الحميمية التي تجمع لعمامرة ونظيره سيرغي لافروف، نفتح قوس لأقول بأن العلاقات الدولية تحصنها وتدعمها العلاقات الشخصية، فانطلاقا من العلاقات التي ذكرتها المتميزة بين الجزائر وروسيا، بادرت الجزائر لكي لا نعتبر الموقف انفرادي وجزائري، بادرت الجزائر بالتشاور مع الجامعة العربية وشكلوا وفدا من الدول العربية التي لها مواقف متباينة بالنسبة لباقي الدول الأخرى، فيما يخص ما يقع الآن بين أوكرانيا وروسيا.

 إذا فبديهي أن المبادرة حتما سيكون لها رد فعل إيجابي بحكم أن الدول العربية هي كذلك تبادر مبادرة السلام وهي كذلك الجامعة العربية أو تحاول هي كذلك أن تساهم في البحث على حلول دبلوماسية للصراع الآن بين روسيا وأوكرانيا.

 *إلى أي مدى يمكن لهذه المجموعة المساهمة في التخفيف من حدة التوتر والتعجيل في التوصل لحل سياسي للأزمة القائمة؟

 هو أقولها انطلاقا مما ذكرته سابقا في قضية العلاقات المتميزة التي تجمع الجزائر وروسيا والعلاقات الخاصة بين رئيس الدبلوماسية الجزائرية ورئيس الدبلوماسية الروسية، وكذلك بحكم موقف الجزائر المتزن فيما خص العلاقات بين أوكرانيا وروسيا، فليدينا علاقات، متزنة أظن أن الحظوظ قائمة فقط إذا وافقت الدول الأخرى وأتكلم عنا على الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، إذا وافقت في هذه الاقتراحات والمحاولات التي يقوم بها الوفد العربي، أنا على يقين بأن المبادرات تعددت كانت فيها مبادرات من طرف تركيا وعدة دول بما فيها جنوب إفريقيا، وكانت فيها حتى رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان، الذي تكلم عن دور الجزائر، فأظن في جميع الحالات إذا كانت هناك نية صادقة من طرف لا أقول من طرف أوكرانيا لوحدها ولكن من طرف المجموعة التي تؤيد أوكرانيا إذا كان فيها نية صادقة لأن يكون هناك حل للموقف فبإمكان الوفد العربي أن يساهم في ذلك، بحكم أن الوفد العربي فيه شخصيات مرموقة ولديها حنكة دبلوماسية فقط، الذي يجب أن أقوله هو بطبيعة الحالات الجامعة العربية تحاول أن تساهم في إيجاد حل لهذا الوضع، ولكن أنا متأكد أن أطراف النزاع وخاصة الطرف الأوكراني وبالتدقيق الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي همما يرفضان أي حل دبلوماسي وهذا رأيناه في كثير من النزاعات، سواء النزاع في الدول العربية فيما يخص العراق وليبيا وسوريا وغيرها كان بإمكان الجامعة العربية أن تساهم للحل، أتذكر جيدا أن في عزو العراق للكويت كان هناك حل للجامعة العربية لكن الولايات المتحدة رفضت ذلك، ولأن كانت هناك نوايا لضرب وللإطاحة بنظام صدام حسين آنذاك فلم تأخذ بعين الاعتبار المبادرات والاقتراحات شأنه شأن ما يقع في إفريقيا من خلال مبادرات الاتحاد الإفريقي، يعني بعبارة أخرى المساهمات التي تأتي من خارج إطار الدول العظمى لا نعطيها أهمية نظرا لأن هذه الدول ليست لها علاقات متميزة سواء مع الاتحاد الأوروبي أو مع الولايات المتحدة.

 *يعني يمكننا القول هنا، أن هذه المبادرة العربية مرهونة برد الفعل الغربي؟

 فعلا، المبادرات تبقى مرهونة بمواقف الدول الغربية والولايات المتحدة، وهذه الدول دائما ترفض الحلول الإقليمية، مبادرة الاتحاد الافريقي مثلا بخصوص أن المشاكل الافريقية يجب أن تحل من طرف الأفارقة وكذلك مباردة الدول العربية في أن المشاكل العربية تحل من طرف الدول العربية، هذه لايهضمها الغرب وهم يرفضون أي حل لا يكون من مبادراته.

 في جميع الحالات ما يقوم به الوفد العربي هو أمام الملأ يؤكد أنه بإمكان الدول العربية ودول العالم الثالث أن تساهم في الحل ولكن أنا متيقن بأن إذا كانت هناك نية صادقة من طرف الدول الغربية وتسمح لهذه الدول أن تلعب دور فبإمكانها أن تساهم في إيجاد حل للنزاع بين روسيا وأوكرانيا.

 *في رأيكم، ما هو الدور المنتظر من الدبلوماسية الجزائرية في هذه القضية، بالنظر إلى تجربتها الرائدة في إدارة الحوار ولم شمل المتخاصمين؟

 حقيقة، بدون منازع الجزائر لها تجربة رائدة وطويلة فيما يخص المفاوضات ومبدأ المصالحة ودبلوماسية رأيناه في كثير من الأزمات، لكن هناك جهات أخرى تحاول بشتى الوسائل عرقلة المساعي الحميدة التي تقوم بها الجزائر، هناك جهات تعادي دائما ولا تريد للجزائر أن تلعب دور، ورأينا ما وقع منذ عشرين سنة بين إيريتيريا واثيوبيا وكيف أن الجزائر كانت وراء المبادرات ولكن الولايات المتحدة قفزت والتحقت بالموكب وهي التي حاولت بطريقة أو بأخرى أن تقحم نفسها في الحل.

 لو نجيب عن سؤال لماذا الجزائر من بين كل الدول؟ نقول لأنها أولا لديها استقلالية في الموقف، ونوع من الاتزان، مقارنة بالدول الأخرى فقد رأينا مثلا كمقارنة الولايات المتحدة التي تزعم بأنها تدعو إلى السلام هي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية تدخلت أكثر من 50 مرة في دول العالم للإطاحة عسكريا بالأنظمة، وهذا ليس تصريحي ولكن من مختصين أمركيين وانجليز يعترفون بأن الولايات المتحدة عقيدتها هي التدخل والهيمنة، فلذلك الولايات المتحدة هي فاقدة للشرعية وفاقدة للثقة وهذا ما يسمح للجزائر بإمكانها أن تلعب دور ولكن لا يمكن لها ذلك، إذا رفض الأقوياء ذلك.

 على العموم إذا سمح  للجزائر أن تلعب دورا، فبإمكانها بحكم مواقفها، لكن من الأطراف لا تريد الخير للجزائر ولا تريد أن تترك الجزائر لتتميز وتتفوق في هذا الامر، رغم أن لديها كل المؤهلات لكن ليس لديها كل الصلاحيات، بحكم مواقفها التي سبق وأن أكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية في تصريح سابق بأن الجزائر تصدر السلم والأمن في العالم، وهي صاحبة مبادئ التي يعرفها عتها الصديق والعدو.

من نفس القسم الحدث