الحدث

الجزائر تلقي بثقلها الدبلوماسي في الازمة الأوكرانية - الروسية

رهان عربي على حنكتها في إدارة المفاوضات

باشرت الجزائر رفقة وفد من الدول العربية، مفاوضات مع روسيا، في إطار ما اتفق على تسميته بـ "مجموعة الاتصال العربية"، في محاولة لتسريع التوصل لحل دبلوماسي للأزمة الأوكرانية، وتعوّل الجامعة العربية على ثقل الدبلوماسية الجزائرية وحنكتها الطويلة في حلحلة الأزمات وإدارة الحوار، من اجل التمكن من إنجاح المساعي العربي وتبني حل عربي للأزمة .

تواصل الجزائر تحريك آلتها الدبلوماسية لنشر السلام في تقليد لن تحيد عنه مهما اختلفت الاطراف المتنازعة، فبعد الجهود التي بذلتها ولا تزال لحل الازمات بالمنطقة العربية والإفريقية، هاهي اليوم تشارك على رأس وفد من الدول العربية في إدارة المشاورات بين روسيا وأوكرانيا للخروج بحل دبلوماسي للازمة القائمة بين الدولتين، ويجمع مختصون على أن اختيار مجلس جامعة الدول العربية للجزائر من ضمن الدول الخمسة التي تم تكليفها بمتابعة وإجراء المشاورات والاتصالات بين الأطراف المعنية بالأزمة الأوكرانية، نابع من إدراك هذه الهيئة العربية لثقل الدبلوماسية الجزائرية وقدرتها على إقناع طرفي النزاع بالجلوس إلى طاولة الحوار والاتفاق على الحل السلمي، مراهنة في هذا المقام على متانة العلاقات التي تجمع الجزائر بروسيا وتجذرها في التاريخ.

 ولقد باشر منذ أمس، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، رفقـة 4 وزراء خارجية عرب في زيارة عمل إلى موسكو، لإدارة المشاورات مع الطرف الروسي، وهي الخطوة التي يتوقع كثيرون أن تأتي بنتائج إيجابية تخدم طرفي النزاع، فبالإضافة إلى ثقل الوفد المشارك في هذه المشاورات والذي يضم وزراء خارجية كل من السودان، مصر، العراق والأردن إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية، تبقى العلاقات المتميزة التي تجمع رئيس الدبلوماسية الجزائرية رمطان لعمامرة بنظيره الروسي سيرغي لافروف الورقة الاوفر حظا والتي تراهن عليها المجموعة العربية لإنجاح المشاورات وإقناع الطرف الروسي بالحل الدبلوماسي.

 ولعل هذه القناعات العربية نابعة عن مبادئ الدبلوماسية الجزائرية الثابتة، والتي تترجمها مساعيها الحميدة في كل مرة للم الشمل وحلحلة الأزمات، من خلال تغليب خيار الحوار والتفاوض بعيد عن الحلول العسكرية التي لا تخدم الحكومات والشعوب على حد سواء، ووفق ما جاء في بيان لوزارة الشؤون الخارجية، فإن وزراء الخارجية العرب سيستمعون إلى "مواقف وانشغالات الطرفين على ضوء آخر التطورات الأمنية والسياسية للأزمة في أوكرانيا، كما سيبحثون آفاق وسبل مساهمة مجموعة الاتصال العربية  في مساعي التهدئة والتخفيف من حدة التوتر، وصولا إلى تقريب وجهات النظر بما يسمح بالتعجيل في التوصل إلى حل سياسي يرتكز على مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ويأخذ بعين الاعتبار انشغالات كل الأطراف".

 كما أوردت وثيقة الخارجية، أن هذه الزيارة التي ستتبع بزيارة لأوكرانيا، تندرج في إطار "برنامج عمل مجموعة الاتصال العربية، على المستوى الوزاري، التي أقر مجلس وزراء جامعة الدول العربية تشكيلها خلال دورته الـ157، المنعقدة في التاسع من مارس الفارط بالقاهرة، لتوَّلي متابعة وإجراء المشاورات والاتصالات اللازمة مع الأطراف المعنية بالقضية الأوكرانية بهدف المساهمة في إيجاد حل دبلوماسي للأزمة".

من نفس القسم الحدث