الحدث

واشطن تسعى لخلق تشاركية دبلوماسية واقتصادية مع الجزائر

رئيس الجمهورية يستقبل كاتب الدولة الأمريكي أنتوني بلينكن

تسعى واشنطن إلى خلق تشاركية دبلوماسية واقتصادية مع الجزائر حول مجمل الملفات الإقليمية، بالنظر للدور المحوري الذي تلعبه الجزائر لفض الأزمات وتقريب وجهات النظر، باعتبارها فاعلا إقليميا ترتكز مواقفه الدبلوماسية على مبدأ الحياد وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، فيما نالت الملفات الاقتصادية بدورها حصة كبيرة من النقاش الذي دار بين المسؤولين الجزائريين والدبلوماسي الأمريكي.     

استقبل رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أمس، كاتب الدولة للشؤون الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، أنتوني بلينكن، الذي كان مرفوقا بوفد دبلوماسي هام، وحضر اللقاء وفق ماجاء في بيان للرئاسة، كل من وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، مدير ديوان رئاسة الجمهورية عبد العزيز خلف، ووزراء الطاقة والمناجم، الفلاحة والتنمية الريفية، والبيئة.وكان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قد حلّ أمس بالجزائر، في إطار جولة عربية.

لعمامرة وبلينكن يبحثان ترقية السلم الإقليمي والدولي

وتحادث وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، أمس، مع نظيره الأمريكي، أنتوني بلينكن، حيث أوضح في تغريدة نشرها على حسابه في "تويتر"، أن المحادثات تناولت الفرص الواعدة لتوطيد الشراكة الثنائية بين البلدين، و"تعزيز التزامنا بترقية السلم والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي تماشيا مع قيمنا ومصالحنا المشتركة".

 واشنطن تشيد بريادة الجزائر في حل النزاعات

 وتأتي زيارة بلينكن التي تعد الأولى من نوعها منذ أزيد من عشرين سنة، في سياق دولي وإقليمي متوتر يميزه الصراع الروسي- الأوكراني، والظرف الاقتصادي الخاص الذي يعيشه العالم نتيجة استمرار الأزمة الصحية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا، وتولي الولايات المتحدة الأمريكية اهتماما خاصا بالجزائر لإدراكها مدى اهمية الجزائر في التوازنات الدولية الجديدة، وهو ما اكدته خارجيتها في بيان لها حين أشادت بدور الجزائر في حلّ النزاعات الإقليمية، وقالت إنّها "لا تزال رائدة إقليمية في تعزيز حلّ النزاعات الجارية"، مذكّرة بالدور المحوري الذي لعبته من خلال توسّطها في اتفاق السلام في مالي عام 2015، مؤكدة دعم واشنطن "بقوة" لجهود ستيفان دي ميستورا، المبعوث الأممي لتصفية الاستعمار في الصحراء الغربية.

تطلّع لبلوغ التبادل التجاري مع الجزائر 6.1 مليار دولار

وفي الشق الاقتصادي، تسعى واشنطن إلى استمالة السوق الجزائرية من خلال عرض استثماراتها، حيث كشف وزير الخارجية الأمريكي، في تصريح صحفي بمقر السفارة الأمريكية بالجزائر أمس، أن الولايات المتحدة الأمريكية تتطلع لبلوغ تبادلها التجاري مع الجزائر 6.1 مليار دولار، مشيرا إلى أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تشهد ديناميكية، كما أن بلاده تسعى لتواجد أكبر المؤسسات الأمريكية بالجزائر.

وحسب ما ذكرته الإذاعة الوطنية، يشرف وزير الخارجية الأمريكي على الافتتاح الرسمي لجناح بلاده، بصفتها ضيف شرف في معرض الجزائر الدولي، وهو المعرض التجاري الأكبر من نوعه في إفريقيا، كما

يلتقي بلينكن أيضا خلال زيارته إلى الجزائر مع ممثل الأعمال الأمريكي في الجزائر، لمناقشة تعميق العلاقات الاقتصادية وتعزيز التجارة والاستثمار بين البلدين.

علاقات اقتصادية متينة

تتميز العلاقات الجزائرية الأمريكية في شقها الاقتصادي، بالقوة والمتانة، وهو ما أكدته نائبة وزير الخارجية الأمريكي شيرمان ويندي، التي حلت بالجزائر مطلع مارس الجاري، أين أشارت إلى أن العلاقات الجزائرية-الأمريكية واسعة وعميقة، وأن البلدين يتطلعان إلى تعزيزها أكثر، خاصة في المجال الإقتصادي والتجاري، مشيرة إلى أن الشركات الأامريكية بإمكانها العمل في مجالات الزراعة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والطاقة النظيفة، "بشكل وثيق مع الجزائر".

وشهد الشهر الجاري أيضا زيارة وفد من الشركات الأمريكية المصغرة في مجال طاقة الرياح ومعالجة مياه الصرف الصحي وخدمات النفط، كما ان الجزائر ستخصص  جناحا خاصا بالولايات المتحدة الأمريكية خلال معرض الجزائر الدولي شهر جوان المقبل، بصفتها ضيف الشرف.

من نفس القسم الحدث