الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
أكد الوزير الأول الصحراوي، بشرايا بيون، أمس، أن تغير الموقف الإسباني إزاء قضية الصحراء الغربية "خروج عن الإجماع التاريخي الإسباني"، و"تنازل" من قبل الحكومة الإسبانية أمام ابتزازات المغرب.
وشدد بشرايا بيون، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، على أن قرار رئيس الوزراء الاسباني، بيدرو سانشيز "لن يغير شيئا في الطبيعة القانونية لوضع الصحراء الغربية"، وهو ما أكدت عليه الأمم المتحدة.
ولفت الوزير الأول الصحراوي، إلى أن "ردة الفعل الأكبر والأقوى" على قرار سانشيز، أتت من داخل إسبانيا، لأن "كل القوى السياسية والأحزاب يمينية ويسارية هناك، سواء داخل الائتلاف مع الحكومة أو مؤيدي الحكومة من داخل البرلمان أو في المعارضة، رفضوا القرار، وطالبوا سانشيز بالمثول أمام البرلمان لمساءلته عما قام به".
وفي هذا السياق، أشاد بيون، بتحركات المجتمع الإسباني والحركة التضامنية هناك، والذين طالبوا رئيس الوزراء بالعدول عن قراره، وأعربوا عن مساندتهم للقضية الصحراوية وتضامنهم مع الشعب الصحراوي وحقه في تقرير المصير.
ووصف الحكومة الاسبانية الحالية بـ "الضعيفة"، لافتا إلى أنها "لم تستطع الصمود أمام الضغط المغربي، وأقدمت على هذه الخطوة، بتأييد ما يسمى بخطة الحكم الذاتي المغربية، ظنا منها أن المغرب سيتوقف عن ممارساته تجاهها، ولكنه لن يعدل أبدا عنها، لأنها سلاحه ضد إسبانيا".
ولفت بشرايا بيون، في السياق، إلى أن كل الحكومات المتعاقبة على السلطة في إسبانيا، خلال 46 سنة لم تعالج "هذه الجريمة، ولم تصحح فعلتها الشنيعة"، لافتا إلى أن "الضعف والسكوت وحتى التواطؤ، ميز الحكومات طيلة تلك السنوات، أمام ما يقوم به المغرب من ابتزازات واستفزازات وضغط مستمر عليها، من خلال لي ذراعها عن طريق المطالبة بسبتة ومليلية والهجرة السرية والمخدرات والإرهاب".
وذكر الوزير الأول الصحراوي، إسبانيا بمسؤوليتها القانونية" تجاه قضية الصحراء الغربية، بصفتها القوة المديرة للإقليم، مطالبا إياها بتحمل مسؤولية استكمال تصفية الاستعمار من المنطقة من خلال تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير.
وأكد أنها (اسبانيا) "تبقى، مسؤولة دوما أمام القانون الدولي على الإقليم حتى تتم تصفية الاستعمار منه، ولا يمكنها التنصل من هذه المسؤولية، وأن الشعب الصحراوي سيحاكم الدولة الاسبانية يوما ما عن كل معاناته".
مظاهرات عارمة بمدريد للتنديد بموقف بيدرو سانتشيز
وكانت العاصمة الإسبانية مدريد، قد شهد أول أمس، مظاهرات عارمة للتنديد بالموقف رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانتشيز، إزاء قضية الصحراء الغربية، و للتعبير عن التضامن المطلق مع حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، حسب ما أوردته مصادر إعلامية صحراوية.
فقد عرفت ساحة “لاص بروبينثياس” تظاهر ما يزيد على 7.000 شخص، حسب وكالة الأنباء الصحراوية (واص)، قبالة وزارة الشؤون الخارجية والتعاون والإتحاد الأوروبي الإسبانية، للإعراب عن إستنكار التغيير في الموقف الإسباني المفاجئ حول النزاع في آخر مستعمرة بالقارة الإفريقية.
وتحت شعار: “سانتشيز إستمع الصحراء الغربية لا تباع”، و”إسبانيا ضالعة والمغرب مسئول”، طالب المشاركون، بينهم جمهور عريض من الجالية الصحراوية بتغليب المعقول والمسئولية من جانب الحكومة الإسبانية، التي مازالت في نظر العدالة الإسبانية والأوروبية القوة الإدارية بإقليم بسطت سيطرتها عليه ما يقرب من القرن.
وخلال المظاهرة، قال عبد الله العرابي ممثل جبهة البوليساريو بإسبانيا: “نشجب تغيير الموقف الإسباني الحاصل، وقد سبق لنا أن نددنا بالسياسات السابقة للحكومات الإسبانية المتعاقبة، ونطالب السيد بيدرو سانتشيز بالإصغاء الى هتافات الشعوب الإسبانية المتضامنة دوما مع قضيتنا ومع القانون الدولي”.
وثمن الدبلوماسي الصحراوي أيضا “المواقف الشجاعة والمعلنة للطبقة السياسية الإسبانية والمجتمع المدني، الذي جعل الحكومة الإسبانية وحيدة دون دعم سياسي ولا شعبي بعد موقفها المخجل الأخير”.
وجدد تأكيد جبهة البوليساريو والجمهورية الصحراوية دعوة إسبانيا إلى تحمل مسؤولياتها التاريخية والقانونية والسياسية في الصحراء الغربية بصفتها القوة المديرة للإقليم، وما يعنيه ذلك من مسؤوليات يجب أن تدفع للحل بدل تعميق المشكل.
كما شارك في الحدث جموع من المتضامنين جاءوا من كل أرجاء التراب الإسباني، إلى جانب ممثلي أحزاب ونقابات ومنظمات المجتمع المدني، بغض النظر عن مشاركة المنتمين الى عالم الثقافة بينهم الكاتب والسنيمائي كارلوص بارذيم والفنان بيدرو باصطور.