الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
ملايين الجزائريين يعانون من زيادة في الوزن، ولأننا نتفق جميعا على أن مواجهة مرض السمنة ليس بالأمر، الهيّن وندرك جيدا حجم التحدي الذي يواجهه المصابون به، نحاول من خلال هذا الاستطلاع زرع نوع من الطاقة الإيجابية والإصرار عند هذه الفئة، من خلال نقل شهادات جزائريين قرروا رفع التحدي واختاروا الفوز بحياة صحية، عوض الاستسلام لدهون أجسادهم والتهرب من "مواجهة الميزان"، وفيما يلي سرد لنماذج مشرّفة، قدّمت صورة إيجابية للتحدي والانتصار على السمنة.
تحوّل القضاء على السمنة والتخلص من الوزن الزائد، إلى تحد كبير لدى فئة عريضة من المجتمع، بالنظر إلى الأرقام المخيفة التي تعلنها وزارة الصحة بشكل دوري حول هذا المرض الذي أضحى فعلا "مرض العصر" بحكم العدد الكبير من المواطنين الذين يعانون من زيادة في وزنهم والذي قارب نصف عدد الجزائريين، ولأن النظام الغذائي الخاطئ يعد العامل الأول والأساسي في انتشار هذا المرض، يعززه غياب الجهد العضلي والامتناع عن ممارسة الأنشطة الرياضية، فإن جل الحالات المصابة بالسمنة تجد صعوبة كبيرة في التخلص من دهون الجسم، وتتخوف من تحدي "مواجهة الميزان"، في حين نجد نسبة أخرى من المواطنين ممن قرروا رفع التحدي ومواجهة أجسامهم البدينة.
ومن خلال هذا الاستقصاء نحاول تسليط الضوء على بعض النماذج المشرفة، التي نجحت في تحدي شهيتها القوية ومنافسة شغفها بالأكل، فجعلت من "مؤشر الميزان" حكما وفيصلا بين ماضي البدانة وقلة الحركة، وحاضر ملئ بالحيوية والنشاط والصحة، بل منها من تحول إلى ممارسة الرياضة وأضحى بطلا في رياضة كمال الأجسام.
"أيمن 17 سنة"... "اشتريت" مرض السكري بفطائر الشوكولاتة
بالنسبة لأيمن، فإنه لم يتفطن لشكل جسمه ووزنه الزائد إلا بعد أن تعدى الخطوط الحمراء على حد قوله، فالشاب ذو الـ17 ربيعا، لم يدرك أن النظام الغذائي الذي كان يتبعه قد يتحول في يوم من الأيام إلى خطر على صحته، فإدمانه على تناول السكريات وفي مقدمتها فطائر الشكولاتة التي كان يحرص على اقتنائها في نهاية كل يوم، من أمام الثانوية التي يدرس بها في "القبة"، فضلا عن الساندويشات والأكل السريع الذي تعود على مذاقه، جعله يكسب وزنا زائدا.
يؤكد أيمن أنه لم يتفطن إلى أنه تعدى عتبة الـ90 كيلوغراما، إلا عندما بدأ يحس بأعراض الإصابة بداء السكري، وهو ما أكدته نتائج التحاليل الطبية التي أجراها، فالشاب الصغير الذي من المفروض أن يكون مليئا بالحيوية والنشاط والقوة البدنية، وجد نفسه في مقتبل العمر في مواجهة مرض مزمن، يجبره على أخذ إبر " الأنسولين" طوال حياته.
لم ينكر أيمن، أنه دخل حالة من الانطواء واليأس في البداية، غير أن نصائح الطبيب المعالج له، جعلته يرفع التحدي، فبدأ بممارسة الرياضة وكانت البداية برياضة المشي، حيث كان يحرص على قطع عديد الكيلومترات يوميا على فترتين، كما شرع في اتباع حمية غذائية صحية تتناسب مع سنه ووزنه الزائد من جهة، ومع إصابته بداء السكري من جهة أخرى، وبالفعل بدأت النتائج تظهر منذ أول شهر، فقد أكد أنه فقد الكثير من الوزن، كما اشترك مؤخرا في إحدى القاعات الرياضية، لكن ورغم كل النجاحات التي حققها، غير أن أصعب خطوة كان يتوجب على أيمن القيام بها، كانت مقاطعة فطائر الشوكولاتة، التي اعترف أنه لا يتناول منها سوى نصف فطيرة في الأسبوع.
"زبيدة 62 سنة"... تعدّدت الحميات والوزن واحد
تقول السيدة "زبيدة 62 سنة" متقاعدة، إنها اتبعت وعلى مدار عدة سنوات عديد الحميات الغذائية، بحكم أنها تعاني من زيادة في الوزن منذ صغرها، ارجعه الأطباء في بداية التشخيص للعامل الوراثي، فعلى الرغم من مسؤولياتها العائلية والتزاماتها المهنية غير أن وزنها استمر في الزيادة، فغياب وقت الفراغ عندها جعلها تهمل ممارسة الرياضة، كما أن الساعات الطويلة التي تقضيها في المطبخ زاد من شهيتها وحال دون احترامها لقواعد الحمية الغذائية، وأكدت السيدة زبيدة أنه وقبل إحالتها إلى المعاش، وصل وزنها إلى 106 كلغ، ما جعل ممارسة الرياضة واتباع حمية قاسية أمرا ملحا خاصة وأنها تعاني من عديد الأمراض المزمنة على غرار السكري والضغط الدموي، وبالفعل مباشرة بعد تغيير نظام غذائها واشتراكها في إحدى القاعات الرياضية أين مارست رياضة السباحة، بدأت السيدة زبيدة تفقد وزنها نوعا ما، لكن سنها الكبير والمشاكل الصحية التي تعاني منها، حالت دون بلوغ مرادها وكسب التحدي، فقد رفعت راية الاستسلام وفضلت مواصلة اتباع النظام الغذائي الصحي والمواضبة على ممارسة الرياضة رغم النتائج الضعيفة التي حققتها، ولقد أكدت السيدة زبيدة أنها تزن اليوم 95 كلغ وهو الوزن الذي تطمح لإنقاصه مستقبلا أو على الأقل عدم تخطي عتبته.
"مروان سنة 45"...رحلة إصرار وتحدي عمرها ست سنوات
يؤكد "مروان 45 سنة" موظف، أنه لا يبالغ إن قال إن السنوات الست الاخيرة من عمره، كانت منعرجا لأكبر تحول في حياته، وصفحة جديدة عنوانها العزيمة والتحدي للتحرر من الدهون المسجونة داخل جسده، يقول مروان إنه وبمجرد إقلاعه عن التدخين، بدأ يكتسب مزيدا من الكيلوغرامات، وهو الامر الذي استحسنه في البداية، غير أن النظام الغذائي غير المتوازن الذي كان يتبعه، "حوّله إلى شخص آخر"، يقول مروان إنه كان يتفادى مواجهة انعكاس جسده في المرآة، بسبب الكرش البارز والترهلات التي شوهت جسمه، ليرفع التحدي قبل ست سنوات ويعزم على تحرير شحوم جسده والعودة إلى وزنه السابق: " قبل ست سنوات وصل وزني إلى 93 كيلوغراما، ما صعب عليا القيام بأبسط النشاطات العادية، فكان عقد رباط حذائي مهمة مستحيلة بالنسبة إلي، كما ان مجرد المشي لبضعة امتار يشكل عذابا لجسمي"، وعلى ضوء كل ما قاله، باشر مروان اتباع حمية غذائية صحية تتناسب مع سنه وطوله للوصول إلى الوزن المثالي الذي يحتاجه جسمه، كما كانت بدايته في الرياضة مع بعض الحركات السهلة على غرار القفز على الحبل ورياضة المشي، فتحولت غابة بوشاوي إلى مقصد له ثلاث مرات في الأسبوع، وخلال أشهر بدأت النتائج تظهر كلما وقف على الميزان، لكن طموح مروان لم يتوقف عند انقاص الوزن بل رفع تحدي الحصول على جسم رياضي، فاشترك بإحدى القاعات الرياضية المتخصصة وهاهو اليوم يكسب التحدي.