الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
تشكّل زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى دولة قطر، "قمة مصغرة تحضيرية" لأهم تجمعين عالمي وعربي يرتقب عقدهما خلال السنة الجارية، أولهما "قمة الغاز" التي تنعقد يوم غد بالعاصمة القطرية الدوحة، حيث تعوّل قطر على الجزائر باعتبارها أكبر مصدر للغاز الطبيعي في إفريقيا، وثالث مورد لأوروبا، وثانيهما "القمة العربية" التي تحتضنها الجزائر في الثلاثي الأخير من العام الجاري والتي لا تقل أهمية عن سابقتها من حيث ثقل الملفات المطروحة وحجم الرهانات التي يواجهها الوطن العربي.
اختار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون دولة قطر لتكون أول دولة خليجية يزورها، منذ وصوله إلى سدة الحكم نهاية 2019، وذلك بالنظر إلى طبيعة العلاقات التي تجمع العاصمتين وتجذرها في التاريخ، فضلا عن تنوع مجالات الشراكة والتعاون على أكثر من صعيد وتوافق الرؤى ووجهات النظر حول كبريات الملفات الاقليمية والدولية، وتسعى الجزائر وقطر إلى بحث دعم وتطوير هذه العلاقات من خلال التوقيع على عدد من الاتفاقيات، كما تأتي زيارة تبون للدوحة في إطار التمهيد للقمة العالمية السادسة لرؤساء الدول الأعضاء في منتدى الدول المصدرة للغاز، التي تستضيفها دولة قطر، والتي تنعقد في ظروف استثنائية تحظى باهتمام دولي غير مسبوق في ظل استمرار الأزمة الأوكرانية- الروسية وتواصل الصراع بينهما والذي تعد امدادات الغاز أحد أبرز تجلياته.
وفي هذا السياق، يمثل ملف الطاقة، أبرز محاور أجندة زيارة الرئيس تبون للدوحة، وأحد أبرز الملفات التي تمت مناقشتها بين الطرفين، حيث اعتبر سفير الجزائر لدى قطر مصطفى بوطورة في تصريح سابق، الزيارة "فرصة لإعادة تأكيد دعم البلدين المستمر لأهداف المنتدى المتمثلة أساسًا في بناء آلية حوار بين منتجي ومستهلكي الغاز من أجل ضمان استقرار وأمن العرض والطلب في الأسواق العالمية للغاز الطبيعي".
من جهة أخرى، شهدت الاستثمارات القطرية في الجزائر تزايدا ملحوظا في الفترة الأخيرة، بفضل مناخ الاستثمار الذي تتيحه الجزائر والتسهيلات التي تقدمها للمستثمرين العرب وفي مقدمتهم القطريين بحكم العلاقة التي تربط البلدين، فقطر تُعدّ أكبر مستثمر عربي في الجزائر، كما ان المشاريع التي يديرها رجال الأعمال القطريين لم تعد حكرا على مجال محدد بل هناك تنوع واضح في مجالات الاستثمار، والذي تعكسه الزيارات المتبادلة بين البلدين على عديد المستويات وتوافد رجال الأعمال من البلدين على العاصمتين لعرض خدماتهم واستثماراتهم، التي تعود بالفائدة على اقتصاد البلدين.
وعلى الصعيد السياسي، تتميز العلاقات الجزائرية – القطرية، بتقارب وجهات الرؤى حول مجمل الملفات خاصة العربية منها، هذا التوافق الذي من شأنه تسهيل الوصول إلى حلول لأكبر الأزمات العربية وحلحلة أحلك الملفات وأكثرها تعقيدا، فطابع العلاقات الذي يرتكز على الاحترام المتبادل والتشاور والتنسيق المستمرين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، إلى جانب تجذرها في التاريخ، يجعل من زيارة رئيس الجمهورية "قمة عربية مصغرة" تحضيرا للحدث العربي الذي تستعد الجزائر لاحتضانها خلال الثلاثي الأخير من السنة الجارية، فرئيس الجمهورية يسعى من خلال خرجاته إلى بعض العواصم العربية لإنجاح "قمة الجزائر" وجعلها قمة جامعة وبادرة خير لحل الأزمات العربية ولم الشمل العربي