الحدث

"وباء كورنا" يفاقم الأمراض العصبية والعقلية عند الجزائريين!

المراكز المتخصصة عجزت عن استيعاب الأعداد الهائلة من المرضى

تعرف الأمراض النفسية والعقلية تناميا مقلقا في أوساط الجزائريين السنوات الأخيرة، حيث تتحدث ارقام وتقديرات غير رسمية مستقاة من مختصون في الطب العقلي في الجزائر أن ما بين 20 إلى 30 بالمائة من الجزائريين مصابون بأمراض عقلية، منها الانهيارات العصبية التي انتشرت كثيرا وتفاقمت منذ بداية الأزمة الصحية في ظل نقص التكفل وعجز المراكز المتخصصة عن استيعاب الأعداد الهائلة من المرضى.

وقد تسببت الأزمة الصحية التي تدخل عامها الثالث في تفاقم كبير للأمراض النفسية وحتي العصبية في الجزائر حيث ساهمت هذه الأزمة في انتشار مختلف الاضطرابات العقلية والعصبية ، وعلى رأسها الانهيارات العصبية، الاكتئاب، لتضاف للأمراض التي كانت موجودة منذ العشرية السوداء منها نوبات الصرع، ومرض فصام الشخصية.

وحسب المختصين، فإن الازمة الصحية أعادت إخراج أمراض نفسية وحتى عقلية كانت مدفونة وسرّعت ظهورها في بعض الحالات، مؤكدين بأن جائحة كورونا أثرت على الصحة العقلية  للجزائريين خاصة خلال فترة الحجر الصحي المنزلي فبالرغم من أن هذا الأخير كان إجراء وقائيا، لكنه أثر على الصحة العقلية للجزائريين.

  • ثلث الجزائريين يعانون من مسببات "الجنون"

ورغم ان الأزمة الصحية وقبلها العشرية السوداء فاقمت من الاضطرابات النفسية والعصبية إلا أنها ليست السبب الوحيد لأن الأمراض العقلية هي مزيج من العوامل الوراثية، النفسية والاجتماعية، لتبقي الانهيارات العصبية أكثر شيوعا وتطال  الاف الجزائريين ، بينما تكشف أرقام مصالح الطب العقلي في المستشفيات وعيادات الطب النفسي والعصبي أن نسبة المرضى العقليين في الجزائر تبلغ  ما بين 20 إلى 30 بالمائةفي حين يتحدث المختصون أن ثلث الجزائريين يعانون من ضغوط نفسية تتحول مع مرور الأيام إلى اضطرابات عقلية بسبب انعدام ثقافة زيارة الطبيب النفسي، فالأمراض النفسية إذا لم تعالج تتحول إلى أمراض عقلية يستعصي على المختصين علاجها.

  • نقص التكفل يحول المرضي العقليين لخطر متنقل

ويبقي المشكل الحقيقي في معضلة الامراض النفسية والعصبية في الجزائر يتمثل في نقص الأخصائيين الذين بإمكانهم استيعاب العدد الكبير من المرضى، فالجزائر لا تحصي في هذا المجال أكثر من 1000 مختص حسب أرقام وزارة الصحة وهو عدد غير كاف بالنظر إلى أعداد المرضى، حيث تحصي العاصمة لوحدها 80 ألف مصاب بمرض عقلي خطير حسب ما سبق وكشفت عنه الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث ''فورام''هؤلاء يعانون من نقص حاد في التكفل بسبب هجرة الأخصائيين إلى أوروبا وبالذات إلى فرنسا، حيث نجد أعدادهم في فرنسا مماثلة لأعدادهم في أرض الوطن بسبب انعدام التشجيع والإمكانيات، وهو ما يستدعي بناء مستشفيات جديدة لتخفيف الضغط عن المراكز الحالية التي تعاني من ضغط رهيب، كما أن وزارة الصحة مطالبة بتوفير بعض الأدوية التي تشهد ندرة حادة في الصيدليات وحتى المستشفيات والتي من شأنها أن تخفف وتساهم في علاج ألاف المرضى. وبسبب النقص الفادح في المختصين في الأمراض العقلية من أطباء وممرضين، فإن المستشفيات تضطر إلى رفض الكثير من الحالات الخطيرة وهو ما مهد لانتشار غير مسبوق لظاهرة تشرد المجانين في الشوارع والذين باتوا يشكلون تهديدا حقيقيا على المواطنين.

  • ثابتي: سوء التكفل بأصحاب الأمراض النفسية والعقلية سببه نقص الهياكل

وفي هذا الصدد دق أمس رئيس مصلحة الأمراض العقلية لمستشفى الشراقة عبد المجيد ثابتي ناقوس الخطر فيما يتعلق بنقص المراكز المتخصصة في علاج الأمراض النفسية والعصبية، مشيرا في تصريحات لـ"الرائد" أن هذه المراكز أغلبها ترتكز في الوسط، مما تسبب في انعدام التكافؤ في فرص العلاج بين المواطنين،  

وأوضح ثابتي أن المشكل قائما على مستوى نقص الهياكل الموجهة للتكفل بالأمراض العقلية، فالجزائر العاصمة التي تحصي 5 ملايين نسمة، تحوز على مستشفيين مختصين وهما دريد حسين والشراقة، مع مصلحتين مختصتين على مستوى مصطفى باشا ومايو بباب الوادي، وهذا غير كافي تماما مع تفاقم الأمراض العقلية السنوات الأخيرة بسب الأزمات الاجتماعية متحدثا عن مشكل غلق الوحدات التي كانت متوفرة، فمستشفى مصطفى باشا وحده، كان يشمل 7 وحدات تضمن المتابعة المستمرة على مستوى بعض مناطق الجزائر العاصمة، لكن لم يتبقّ منها سوى اثنتان حيث تم غلق البقية، وهو ما جعل المصالح المتبقية وهي قليلة جدا تضيق بمرتاديها.

 وقال ذات المختص، إنه في ظل عدم توفر الوحدات أو نقصها الحاد، تترك العائلات مريضها دون تكفل حتى تتفاقم حالته، لينقل للمستشفى في حالة جدّ متقدمة، وفي بعض الحالات يترك بالمستشفى حيث تخلي عائلته مسؤوليتها عنه ليبقى الحل كامنا في توفير أكبر عدد ممكن من وحدات التكفل، ولم لا توفير وحدة على مستوى كل حي أو بلدية وهو ممكن من خلال وضع برنامج وطني خاص بالصحة العقلية يحسن من مستوى التكفل.

من نفس القسم الحدث