الحدث

مساعي جزائرية لمحاصرة الإرهاب بالقارة الإفريقية

قمة الاتحاد الافريقي تناقش تقرير تبون حول مكافحة الظاهرة

تتبنى الجزائر مقاربة امنية تهدف إلى تعزيز مكافحة الإرهاب والتطرف في القارة الإفريقية، حيث ينتظر أن تناقش قمة الاتحاد الافريقي، اليوم، تقرير رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون حول مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف في القارة السمراء.

تسعى الجزائر إلى توسيع تجربتها الناجحة في الحرب على الإرهاب من مقاربة محلية إلى إقليمية قارية، من خلال تقديم تقرير حول مكافحة الغرهاب والتطرف العنيف بالقارة السمراءفي أشغال القمة 35 للاتحاد الافريقي بأديسا أبابا،  ويتضمن جدول اعمال الدورة عديد القضايا المطروحة، بما في ذلك قضايا السلم والمناخ وإنتاج لقاحات ضد "كوفيد19"، بالإضافة إلى ملفات حساسة جديدة مرتبطة باللااستقرار المؤسساتي في القارة.

وبعد دورتين افتراضيتين بسبب الجائحة، تعقد القمة ال 35 للاتحاد الأفريقي حضوريا، كما يضم جدول أعمال ندوة الإتحاد عرض تقارير متعلقة بعدة قضايا من بينها التقرير المنتظر لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون حول مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف في إفريقيا، كما سيتعلق الامر خلال هذه القمة، ببحث صفة المراقب في الاتحاد الافريقي التي منحها للكيان الصهيوني، محمد موسى فقي رئيس مفوضية الاتحاد. وقد أدرجته الجزائر وجنوب إفريقيا، وهما من بين الدول الأعضاء التي تعارض بشدة هذا القرار، في جدول أعمال القمة.

من ناحية أخرى، يقدم سيريل رامافوزا، رئيس جنوب إفريقيا، تقييما بشأن تصدي افريقيا للجائحة، كما يستمع الأعضاء إلى عرض يقدمُه رئيس البنك الافريقي للتنمية حول تعبئة الموارد المالية من أجل الانتعاش الاقتصادي لأفريقيا، من جهة أخرى يتم بحث عدد من مشاريع الادوات القانونية، بما في ذلك مشروع النظام المالي المنقح للاتحاد الإفريقي، والتعديل المقترح للمادة 22 (1) من اتفاقية الاتحاد الأفريقي للوقاية من الفساد ومكافحته، ومشروع بروتوكول الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والتعديل المقترح على النظام الأساسي لمفوضية الاتحاد الأفريقي حول القانون الدولي.

وبالإضافة إلى ذلك، من المتوقع تقديم تقرير إيسوفو محمدو، الرئيس السابق للنيجر، حول ترقية المسائل المتعلقة بمنطقة التبادل الحر القارية الأفريقية (ZLECAF)، ومن المقرر أن يتولى الرئيس السنغالي ماكي سال رئاسة الاتحاد الأفريقي لمدة سنة واحدة خلفا للرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي. ويعتبر مراقبون أن أولوياته المتعلقة بالسلم والأمن ستحددها حتما الأحداث في الميدان، لكن من المرجح أن يضطر إلى إيلاء اهتمام خاص بمكافحة الإرهاب، بالنظر إلى التهديد المتزايد للظاهرة في منطقة الساحل.

والموضوع الآخر المهم هو جائحة كوفيد-19، حيث صرح السنغالي ماكي سال إنه يركز على الأزمة الصحية خلال فترة رئاسته، ويعمل بشكل خاص على ضمان الحصول على المزيد من اللقاحات من الخارج وتسريع تصنيع اللقاحات في إفريقيا، كما تضم قائمة جدول اعمال هذه القمة نقاشا حول التغييرات غير الدستورية التي قادها عسكريون لاسيما في التشاد ومالي والسودان وغينيا ومؤخرا بوركينافاسو، وسيشهد شهر جويلية الداخل، مرور 20 سنة من التأسيس الرسمي للاتحاد الافريقي بدوربان جنوب افريقيا، وتشكل الذكرى ال20 لتأسيس المنظمة الافريقية فرصة للدول الاعضاء من اجل دراسة دور الاتحاد الافريقي امام تطور مشاكل السلم و الامن في افريقيا.

وحقق الاتحاد الافريقي بعض الانتصارات خلال السنة الفارطة حيث حرص على ان تتم عملية نقل السلطة من دون عنف في زامبيا واستمر في تصديه لجائحة  كوفيد-19 من خلال الضغط للحصول على اللقاحات بصفة عادلة ولتقليص الديون بالنسبة للبلدان الضعيفة، حسب دراسة قامت بها منظمة "كريسيز غروب" حول الاتحاد الافريقي، غير أن "الرد غير المنطقي للاتحاد الافريقي على سلسلة التغييرات غير الدستورية للحكومات قد كان له اثر سلبي نوعا ما عليها، حسب المنظمة غير الحكومية التي تعمل على حل النزاعات"، وفي سنة 2022، يتوجب على المنظمة الافريقية ايلاء الاهتمام للعديد من العمليات الانتخابية لا سيما بالصومال والتشاد ومالي وليبيا، وعلاوة على الخطوات الواجب اتخاذها من اجل الوصول الى وقف اطلاق النار بإثيوبيا حيث خلف النزاع بين الحكومة وجبهة تحرير شعب "تيغراي" الالاف من القتلى، ينبغي على الاتحاد الافريقي تكثيف الجهود للمساعدة على انسحاب المقاتلين الاجانب من ليبيا وحل الازمة السياسية بالسودان، ويبقى الوضع الامني في منطقة الساحل تحديا بالنسبة للمنظمة الافريقية التي ستعمل على تعزيز التزامها للسلم والأمن والتنمية في هذه المنطقة.

من نفس القسم الحدث