الحدث

إصلاح الجامعة العربية" أولولية الجزائر للمرحلة المقبلة

يعد من أثقل الملفات التي ستناقشها القمة العربية

يمثّل إصلاح جامعة الدول العربية، أحد أثقل الملفات التي ستناقشها "قمة الجزائر"، المنتظر تنظيمها خلال هذه السنة، وتعتبره الجزائر أولوية المرحلة المقبلة لمواجهة التحديات الراهنة وإعادة وحدة البيت العربي، فقد أكدت في عديد المناسبات حرصها على أن تكون القمة العربية المقبلة، فرصة لتجديد الالتزام الجماعي العربي تجاه القضايا العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وتأكيد تقيد جميع الدول بمبادرة السلام العربية

تتمسك الجزائر في كل مرة بمطلب إصلاح جامعة الدول العربية، وهو المسعى الذي رافعت من أجله منذ سنوات، فقد سبق أن دعت في قمة عام 2005 التي استضافتها إلى إحداث إصلاح جوهري لعمل الجامعة، يشمل تدوير منصب الأمين العام بين الدول الأعضاء عوضا عن السيطرة المصرية عليه عرفا، لكن ذلك لم يتم اعتماده، وترى الجزائر أن الوقت قد حان، لإعادة لم شمل البيت العربي وتوحيد قواعده، على الرغم من صعوبة ذلك، في ظل غياب نية سياسية لإصلاح الجامعة، والمواقف السلبية التي أبانتها عديد الدول الأعضاء التي التزمت في كثير من الأحيان الصمت إزاء بعض القرارات المتخدة خدمة لمصالحها الخاصة.

من جهتها، تعوّل الدول العربية على ثقل الدبلوماسية الجزائرية ومبادئها الثابتة القائمة على دعم حركات التحرر الوطني ودعم الاستقلالية الذاتية للشعوب، من أجل إعادة النظر في عمل الجامعة العربية وتوحيد الصف العربي، كما هو الامر فيما يتعلق باستعادة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية، التي أعربت الجزائر عن دعمها لهذا الطرح، مؤكدة على لسان رئيس الجمهورية أن " سوريا ستكون حاضرة في قمة الجزائر"، وهو ما توافق عليه عديد الدول التي دعمت في وقت سابق قرار إبعادها.

ولطالما كانت المقاربة الجزائرية قائمة دوما، على مبدأ رفض طرد الدول العربية من عضوية الجامعة، أو إسناد مقاعدها إلى المعارضة، وهاهي اليوم تحاول استغلال انعقاد القمة العربية على أرضها، لفرض رؤيتها، التي يخدمها الظرف العربي العام المتميز بكون جل الدول العربية تسير في نفس مسار الصلح، من أجل تحقيق هدفها المنشود في الوصول إلى رؤية عربية قائمة على وحدة المصالح بعيدا عن الإرادة الخارجية.

إلى ذلك، تبذل الجزائر من خلال نشاطاتها الدبلوماسية المكثفة والزيارات التي يقوم بها رئيس الجمهورية إلى بعض العواصم العربية وكذا استقباله لرؤساء بعض الدول، تبذل جهودا كبيرة لإقناع الدول المؤثرة في المنطقة بعدم ربط الإرادة العربية بأجندات خارجية لا علاقة لها بمصالح الدول العربية، على غرار مسألة التطبيع التي شهدها الوطن العربي مؤخرا، والذي فضح في النهاية أن خدمة مصالح الدول المطبعة كان مجرد أكذوبة وحيلة، وقعت فيها تلك الدول التي جنت سخط شعبها وانتفاضتهم ضد قراراتها غير المسؤولة.

ويبقى إصلاح جامعة الدول العربية،  مطلبا ملحا لطالما دعت إليه الجزائر على غرار عديد الدول، التي أكدت ضرورة جبر هذه الجامعة ولملمة شظاياها حتى تكون مؤهلة للاضطلاع بدورها القومي، الذي لم يعد يتجاوب مع الواقع بعد أن تحولت في الفترة الاخيرة من منبر للدفاع عن القضايا العربية إلى مصدر لتشريع الاحتلال والتدخل الأجنبي.

من نفس القسم الحدث