الحدث

"الجزائر أمام تحدي تفكيك ألغام القمة العربية"

الخبير الاستراتيجي بن جانة

أكد الخبير في الشؤون الأمنية والإستراتيجية بن عمر بن جانة، في تصريح لـ" الرائد"، أن  الجزائر  وباحتضانها للقمة العربية، تجد نفسها أمام تحدي ما أسماه "تفكيك ألغام عربية"، بالنظر إلى السياق الراهن الذي يميز انعقاد هذه القمة، والذي تشوبه عديد الأزمات الأمنية في بعض الدول العربية، فضلا عن اختلاف وجهات النظر والمواقف حول كبريات الملفات، وكذا توتر العلاقات بين بعض العواصم على غرار ما شهدته العلاقات الجزائرية المغربية مؤخرا.

وأوضح الأستاذ بن جانة أن الجزائر بصفها دولة محورية ومركزية في الجامعة العربية بكل المقاييس الجغرافية الاستراتيجية، وقوة مؤثرة، تحاول من خلال احتضانها لهذه القمة، أن تلملم الجراح وتجمع الاخوة العرب، لكن السياق الحالي يصعب من هذه المهمة في ظل توتر العلاقات والأوضاع في كثير من الدول العربية خاصة ما تعلق بملف العلاقات الجزائرية ونظام المخزن، والحرب في اليمن وكذا مسألة التطبيع، "كل هذه الملفات تعد ألغاما يصعب على الجزائر تفكيكها ما يرجح امكانية أن لا تكون مخرجات القمة العربية عند تطلعات الجزائر".

وعاد الخبير الاستراتيجي للحديث عن زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لمصر، موضحا أن الثقل الكبير الذي تمثله مصر في المنطقة ومركزها القوي بالجامعة العربية، يجعلنا نتوقع أن تنجح الجزائر في عقد القمة العربية في موعد محدد، بالنظر للتأثير القوي لمصر على مجمل القضايا والملفات المطروحة في الوطن العربي.

 وتطرق محدثنا لمخرجات زيارة الرئيس للقاهرة، فيما يتعلق بالملف الليبي وإعلان تقارب وجهات النظر بين الجزائر ومصر حول حلول الازمة، موضحا في هذا السياق أنه " وفي وقت سابق كانت الجزائر مغيبة لفترة من الزمن على المسرح الافريقي، وخلال تلك الفترة حاول المصريون الدفاع عن موقفهم في القضية الليبية في ظل مهادنة السياسة الخارجية الجزائرية آنذاك، لكن وبعد نجاح الجزائر في تنظيم انتخابات رئاسية ديمقراطية وتعيين السيد رمطان لعمامرة على رأس وزارة الشؤون الخارجية، تحركت الأمور نحو الأفضل وعادت الدبلوماسية الجزائرية لتلقي بثقلها، ولقد ترجم خطاب رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الموقف الرسمي للجزائر إزاء الأزمة الليبية، حين قال إن " طرابلس خط أحمر"، وأعتقد أن المصريين وغيرهم فهموا موقف الجزائر وهم يدركون جيدا ثقل الجزائر ومواقفها القوية والحازمة تجاه حل الأزمة في ليبيا، ويعرفون أيضا أن أي حل أو اتفاق يمكن الوصول إليه في ليبيا لابد أن تكون الجزائر طرفا فعالا فيه".

وفيما يتعلق بإمكانية عودة سوريا إلى الجامعة العربية، أردف الأستاذ بن جانة قائلا "أعتقد أن كل الدول توافق على هذه العودة، بما فيها تلك التي دعمت في وقت سابق خروجها، وهي تحاول حاليا التودد لها، كما أن مصلحة عديد الدول أن تسترجع سوريا مقعدها في الجامعة العربية، فالأردن مثلا يخدمها عودة سوريا في ظل الوضع الجيوسياسي المتواجد بالمنطقة وأيضا الحصار المفروض عليها، كما أن التركيبة الاجتماعية في العراق القريبة من المجتمع السوري تجعلها تدعم عودة سوريا مجددا، وحتى مصر من مصلحتها عودة سوريا للجامعة العربية، بحكم أن الدولتين متلازمتان في التأثير في الشرق الأوسط وحتى عندما دعمت مصر في وقت سابق خروج سوريا كان ذلك " عن مضد" بالنظر للوضع الاقتصادي والسياسي غير المستقر الذي كانت تعيشه بسبب ثورات الربيع العربي آنذاك".

من نفس القسم الحدث