الحدث

الجزائر ومصر ... تنسيق مشترك لحلحلة أعقد الملفات العربية

تمثلان مركزي ثقل رئيسيين في العالم العربي وإفريقيا

عكست زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى مصر، البعد الاستراتيجي للعلاقات التي تجمع البلدين، والمسؤولية التاريخية التي تقع على عاتق الجزائر والقاهرة _بالنظر إلى وزنهما في المنطقة العربية والإفريقية_، من أجل حفظ الأمن القومي العربي، وحلحلة الملفات العالقة، وفي مقدمتها القضية الليبية وبحث سبل انجاح القمة العربية المقبلة، ويراهن مراقبون في هذا المقام، على توافق الرؤى، والروابط الدبلوماسية والتاريخية التي تجمع البلدين.

أولى عديد المحللين والمتابعين للشأن العربي والإفريقي، أهمية كبرى للزيارة الأولى من نوعها التي قادت رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون للقاهرة، ووصفها كثيرون بـ" القمة الجزائرية_المصرية" بالنظر إلى التحولات الإقليمية والدولية التي تتزامن معها، وكذا جملة التحديات المشتركة التي تجمع البلدين بصفتهما قوتين إقليميتين.

وعقب مغادرة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، لجمهورية مصر العربية، أمس، صدر بيان مشترك حول اهم ما تضمنته الزيارة والملفات التي تمت مناقشتها بين رئيسي البلدين، فقد أوردت الوثيقة أنه " تم بحث مختلف أوجه العلاقات بين الجزائر ومصر وسبل الارتقاء بها بما يلبي تطلعات الشعبين الشقيقين ويعظم مصالحهما المشتركة في ظل ما يربطهما من وحدة مصير وأهداف مشتركة، وأكد الرئيسان الطابع الاستراتيجي والمتميز للعلاقات الثنائية واتفقا على دفع أطر التعاون الثنائي بين البلدين من خلال تفعيل آليات التشاور والتنسيق بينهما على كافة المستويات، ووجها في هذا السياق بعقد الدورة المقبلة للجنة العليا المشتركة بين مصر والجزائر برئاسة رئيسي وزراء البلدين وآلية التشاور السياسي على مستوى وزيري الخارجية، خلال النصف الأول من هذا العام.

تعزيز الشراكة وتبادل الخبرات في الجانب الاقتصادي

كما تم تناول علاقات التعاون الاقتصادي بين مصر والجزائر حيث أعرب الرئيسان عن حرصهما على مواصلة العمل على تطويرها، وزيادة الاستثمارات المتبادلة وتعظيم الاستفادة من المناخ الجاذب للاستثمار في البلدين، فضلاً عن زيادة معدلات التبادل التجاري، وتعزيز الشراكات وتبادل الخبرات في مختلف المجالات بما يدعم جهود الدولتين في تحقيق التنمية والرخاء، وزيادة معدلات التبادل التجاري، وتحسين أداء الاقتصاد.

"الأمن القومي العربي" في صلب محادثات تبون والسيسي

وعلى صعيد الأوضاع الدولية والإقليمية، شدد الرئيسان على أهمية التنسيق بين البلدين الشقيقين على المستويات العربية والإفريقية والمتوسطية والدولية، مؤكدين على ضرورة ترسيخ سنة التشاور والتنسيق بما يعظم مصالح الشعبين الشقيقين، وفي هذا السياق، استعرض الرئيسان القضايا المطروحة على الساحة العربية حيث أكدا أهمية الحفاظ على الأمن القومي العربي في ظل التحديات الخطيرة التي تواجهها المنطقة، وشددا على ضرورة تعزيز مفهوم الدولة الوطنية، ودعم دور مؤسساتها لتلبية طموحات الشعوب العربية، ورفض محاولات التدخل الخارجي في الشئون الداخلية للدول العربية. واتفقا على أهمية دعم أطر وآليات العمل العربي المشترك وجهود جامعة الدول العربية ذات الصلة بما يصون المصالح العربية.

الأولوية للقضية الفلسطينية والليبية

وفي الشأن العربي، بحث الرئيسان آخر تطورات القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للأمة العربية، وتناولا الجهود المبذولة لحفظ حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وتحقيق تطلعاته وآماله المشروعة في إقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحشد الجهود الإقليمية والدولية ذات الصلة. هذا وقد أثني الرئيس عبد المجيد تبون على الجهود المخلصة التي تضطلع بها مصر في سبيل تحقيق المصالحة الفلسطينية، كما رحب الرئيس السيسي بالجهد الجزائري في هذا الصدد، وكذلك أشاد الرئيس تبون بجهود مصر في مجال إعادة إعمار قطاع غزة، كما تم التطرق إلى مستجدات الأزمة الليبية، حيث أكد الرئيسان أن حل الأزمة التي يعيشها هذا البلد الشقيق يجب أن يكون ليبياً من خلال التوافق بين أبنائه بما يضمن وحدة وسيادة ليبيا، كما طالبا بخروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية، وأكدا على أهمية عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الليبية بما يتيح المجال للشعب الليبي الشقيق للتعبير عن إرادته الحرة وتحقيق آماله المشروعة.

من نفس القسم الحدث