الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
تكتسي الزيارة الأولى من نوعها، التي يقوم بها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى مصر، أهمية بالغة، كونها تؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات الأخوية بين البلدين، وتهدف إلى توسيع مجالات التعاون الثنائي على أكثر من صعيد، حيث يرتقب أن يتبعها نشاط في الزيارات المتبادلة، وتفعيل لعديد الاتفاقيات القديمة وتوقيع لمذكرات تعاون جديدة في مختلف المجالات.
يسعى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، للدفع بالعلاقات الثنائية بين الجزائر والقاهرة، من خلال مواصلة التنسيق والتشاور مع مصر حول أهم القضايا العربية والإقليلية ذات الاهتمام المشترك، وكذا التحضير لانعقاد القمة العربية التي تحتضنها الجزائر خلال أشهر، وتعرف العلاقات الجزائرية-المصرية ديناميكية تتجلى بشكل كبير في تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين، والتي كانت آخرها زيارة وزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة إلى مصر، الاسبوع الماضي، بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية، وقبلها الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق السعيد شنقريحة الى القاهرة، بصفته ممثلا لرئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، لحضور فعاليات الطبعة الثانية لمعرض الدفاع (EDEX-2021).
وستكون الزيارة فرصة مواتية لتنسيق الجهود الجزائرية المصرية، حول الملفات التي تهم البلدين والتي لم يحظى بعضها بالتوافق، ومن أهمها الملف الليبي وتأجيل الانتخابات، وملف المصالحة الفلسطينية والتي استضافت الجزائر مؤخرا مؤتمرا للمصالحة بين الفصائل وكذلك الاستقرار في تونس والسودان، حيث يعد "التنسيق والتشاور" من أهم ما يطبع العلاقات بين البلدين، التي تعد نموذجا للتعاون والتضامن بين البلدان العربية والافريقية، وهو ما تعكسه الاتصالات المستمرة بين قيادتي البلدين، لبحث آخر تطورات الوضع العربي والاقليمي.
وفي هذا الاطار، تتواصل المشاورات بين الجزائر ومصر حول المسألة الليبية منذ بداية الازمة، لإيجاد حل سياسي ليبي-ليبي يفضي إلى إنهاء المرحلة الانتقالية وانتخاب قيادة شرعية، بما يحفظ سيادة ليبيا ووحدة أراضيها، بعيدا عن التدخلات الخارجية، التي أزمت الوضع، خاصة مع وجود قوات اجنبية، ولقد أكدت مساعدة وزير خارجية جمهورية مصر العربية للمنظمات الإفريقية، سها الجندي، على هامش مشاركتها في أشغال الندوة الثامنة رفيعة المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا بمدينة وهران بداية شهر ديسمبر الماضي، أن دور الجزائر في الاتحاد الإفريقي "كبير وهام جدا كونها تملك رؤية واضحة وجلية".
وتمثل زيارة الرئيس تبون للقاهرة، امتدادا لعلاقة بين الأشقاء العرب والآفارقة، حيث تشهد العلاقات التاريخية الجزائرية - المصرية، بعمقها العربي، وبعدها الإفريقي ارتقاء في السنوات الأخيرة بالمستوى الذي يعكس وزن البلدين في المنطقتين العربية والأفريقية، وفق ما تؤكده ديناميكية المشاورات بين قيادتي البلدين، حيث شرعت الجزائر في وساطة بين الأطراف الثلاثة فيما يخص الخلاف المصري-السوداني من جهة والإثيوبي، لتقريب وجهات النظر بينها وإيجاد حل لهذا النزاع، كما أن أول زيارة قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الى خارج البلاد بعد اعتلائه سدة الحكم في جويلية عام 2014، كانت الى الجزائر، ما يعكس عمق العلاقات التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين.
وعلى الصعيد الاقتصادي، تمثل زيارة الرئيس تبون بداية لحقبة جديدة من العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين سوف يتبعها نشاط في الزيارات المتبادلة وتفعيل لاتفاقيات قديمة وتوقيع اتفاقيات تعاون جديدة، حيث ستشكل هذه الزيارة فرصة لتعزيز التعاون بين الجانبين في مختلف القطاعات، خاصة مع حرص قائدي البلدين على الارتقاء بالتعاون الاقتصادي إلى مستوى العلاقات التاريخية والسياسية بين الجانبين، وستكون فرصة لدفع الاستثمارات بين البلدين، مع إعطاء دفع قوي للتبادلات التجارية التي ما فتئت تتزايد خلال السنوات الاخيرة حيث تجاوزت 747 مليون دولار خلال عام 2020، حسب أرقام وزارة التجارة، حيث بلغت قيمة الصادرات الجزائرية نحو مصر 188،04 مليون دولار خلال 2020، أما قيمة الواردات فقد بلغت 559،55 مليون دولار، خلال نفس الفترة، وتتطلع الجزائر إلى الدفع بعلاقات التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي الثنائي من خلال اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، التي يتم التحضير لانعقادها قريبا، وفق ما أعلن عنه وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة، خلال زيارته الاخيرة إلى مصر، الاسبوع الماضي، بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.