الحدث

ٍ"لا يمكن انتظار السلام والاستقرار في المنطقة ما لم يتم تطبيق الشرعية الدولية"

الرئيس غالي في افتتاح أشغال المؤتمر التاسع للعمال الصحراويين يؤكد

أكد الرئيس الصحراوي، الأمين العام لجبهة "البوليساريو" ابراهيم غالي أن الاحتلال المغربي هو من أشعل فتيل المواجهة باعتدائه على مدنيين صحراويين بالثغرة غير الشرعية بالكركرات.

أوضح الرئيس الصحراوي في كلمته في افتتاح اشغال المؤتمر التاسع للعمال الصحراويين، أن الاحتلال المغربي هي من اشعل فتيل المواجهة المسلحة في المنطقة، ليس فقط بممارساته الاستعمارية الرامية إلى محاولة تشريع احتلال عسكري لا شرعي، ولا بنهبه المكثف والمتزايد للثروات الطبيعية الصحراوية، ولا بوجود ثغرة غير قانونية في جدار الذل والعار، "رمز الاحتلال والميز العنصري"، ولكن أيضا من خلال نسفه لاتفاق وقف إطلاق النار مع الجانب الصحراوي، بقيامه بالاعتداء على مدنيين عزل واحتلال أجزاء جديدة من التراب الصحراوي بمنطقة "الكركرات"، في 13 نوفمبر 2020.

"كل هذه الحقائق الدامغة والمؤسفة- يضيف رئيس الجمهورية- لا تترك المجال لأي توصيف سوى إرهاب الدولة الذي تمارسه دولة الاحتلال المغربي، في ظل صمت وتغاضي، بل ودعم وحماية من طرف قوى معروفة، بما في ذلك على مستوى مجلس الأمن الدولي".

وتابع الرئيس غالي:" من غير الممكن على الإطلاق انتظار السلام والاستقرار في المنطقة ما لم يتم تطبيق الشرعية الدولية، المجسدة في ميثاق الأمم المتحدة والقانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي، بتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه، غير القابل للتصرف ولا للمساومة ولا للتفاوض، في تقرير المصير والاستقلال، واحترام الحدود الموروثة غداة الاستقلال".

وطالب الرئيس الصحراوي، الأمم المتحدة وشريكها الاتحاد الإفريقي بتحمل مسؤوليتهما في الإسراع في استكمال مقتضيات خطة التسوية الأممية الإفريقية لسنة 1991، باعتبارها العقد الوحيد الذي يجمع طرفي النزاع، حظي بتوقيعهما وبمصادقة مجلس الأمن الدولي.

إلى ذلك عبر الرئيس غالي عن ادانته للصمت المخجل من طرف المنتظم الدولي ازاء ما يحدث للصحراويين العزل من طرف قوات القمع المغربية. وقال في ذات الشأن " لاشك أن ما تعرضت وتتعرض له المناضلة سلطانة خيا وعائلتها من ممارسات ترهيبية بشعة، وصلت حد الاغتصاب، ناهيك عن التنكيل والتعذيب والإهانة والتضييق والحصار، يسائل المجتمع الدولي، وخاصة الأمانة العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والمنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان، على غرار الصليب الأحمر الدولي وغيره، عن واجبه ومسؤوليته في حماية المدنيين العزل في حالة الحرب، وتحت وطأة الاحتلال. وبقدر ما تثير هذه المعاناة والمأساة المستمرة من مشاعر الغضب والاستياء والإدانة وما تتطلبه من ضرورة التحرك العاجل، بقدر ما تدفع إلى التوقف عند هذا الصمت الغريب المريب من طرف كل تلك الجهات" .

وأضاف الرئيس غالي" ونحن إذ نرفع آيات التضامن والمؤازرة مع المناضلة سلطانة خيا و، من خلالها، إلى كافة بطلات وأبطال انتفاضة الاستقلال المباركة، التي لن يزيدها قمع وحصار العدو سوى اشتعالاً واتساعاً"، مجددا الحاحه المنتظم الدولي من جديد على تحمل مسؤوليته لوضع حد لواحدة من أبشع جرائم الاحتلال في تاريخ البشرية، برفع الحصار فوراً عن منزل عائلة أهل سيد إبراهيم ولد خيا، ومن ثم عن الأراضي الصحراوية المحتلة، وإطلاق سراح الأسرى المدنيين الصحراويين في السجون المغربية، وفي مقدمتهم مجموعة اقديم إيزيك.

وتابع قائلا "إن دولة الاحتلال المغربي تمتهن اليوم انتهاك حقوق وكرامة الإنسان في الصحراء الغربية المحتلة، على مرأى ومسمع من الأمم المتحدة، الممثلة في المنطقة ببعثة المينورسو، وتمارس الحصار الخانق والقمع والتضييق وشتى صنوف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان" مضيفا "ولم يقتصر الأمر على الزج بالأبرياء في السجون، إثر محاكمات صورية ولا شرعية، وإخضاعهم لأبشع أشكال التعذيب والترهيب، بل وصل إلى الاستهداف المباشر للمدنيين العزل بالقصف الصاروخي والقنبلة، راح ضحيته مدنيون صحراويون وجزائريون".

ومن جهته أشار رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر والأمين العام للإتحاد العام لعمال الساقية الحمراء ووادي الذهب سلامة إبراهيم البشير، في كلمته الافتتاحية أن المؤتمر التاسع لعمال الساقية الحمراء ووادي الذهب "ينعقد في ظل جملة من التطورات الإيجابية والمكاسب التي حققتها الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وجبهة البوليساريو على الساحة الدولية، وفي مقدمتها العودة إلى الكفاح المسلح والمواجهة المباشرة مع الإحتلال المغربي''.

وأضاف أن المؤتمر ينعقد أيضا "وسط تطورات تشهدها القضية الصحراوية حقوقيا وسياسيا وعسكريا، في ظل الحصار المضروب على الناشطة الصحراوية سلطانة خيا وعائلتها لما يقارب السنة، وسط صمت المنتظم الدولي الذي يظل عاجزا عن فرض آلية أممية لمراقبة حقوق الإنسان".

واستعرض خلال الجلسة الافتتاحية مسار التحضير للمؤتمر التاسع لاتحاد عمال الساقية الحمراء ووادي الذهب الذي تتواصل أشغاله إلى غاية 14 ديسمبر الجاري، كما قام الرئيس الصحراوي، إبراهيم غالي، بتكريم عائلة الشهيد الزين أمبيريك اعلي فال.

من نفس القسم الحدث