الحدث

فرنسا تتودّد للجزائر

بعد زيارة لودريان، باريس تقرّر رفع السرية عن جزء من الأرشيف

أعلنت وزيرة الثقافة الفرنسية روزلين باشلو، أول أمس، عن قرار فرنسا رفع السرية عن أرشيف التحقيقات القضائية للدرك والشرطة، الخاص بحرب التحرير الوطنية قبل 15 عاما من المهلة القانونية، في خطوة جديدة لكسب ود الجزائر، وإعادة بعث العلاقات الثنائية التي تشهد توترا في الفترة الأخيرة بسبب التجاوزات الفرنسية.

لا يزال ملف الذاكرة ورقة عالقة في العلاقات الجزائرية الفرنسية، يسعى الطرفان إلى إماطة اللثام عنها بشروط تخدم البلدين، وفي ظل توتر العلاقات بين الجزائر وفرنسا في الفترة الأخيرة على خلفية سقطات الجانب الفرنسي ووقوعه في المحظور، والتي كان آخرها تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون التي أنكر من خلالها وجود أمة جزائرية قبل 1830، باشرت باريس سياسة "الترقيع" وتبنت سلسلة من المبادرات من أجل " امتصاص غضب الجزائر" وإنقاذ مصالحها الاقتصادية .

وكانت زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان للجزائر، الأربعاء المنقضي، أصدق دليل على حرص باريس على تحسين علاقاتها مع الجزائر، ومباشرة بعد زيارة لودريان خرجت وزيرة الثقافة الفرنسية روزلين باشلو، أول أمس، لتعلن عن قرار رفع السرية عن الأرشيف الخاص بحرب التحرير الوطنية قبل 15 عاما من المهلة القانونية، في خطوة اعتبرها مختصون بداية لسلسة من التنازلات لصالح الجزائر.

ويأتي قرار قصر الإليزيه، في توقيت خاص ربطه البعض بذكرى مظاهرات 11 ديسمبر ودلالته التاريخية، وهو ما استبعده آخرون مؤكدين أن القرار يحمل في طياته مساع سياسية خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في فرنسا، حيت يسعى ماكرون إلى كسب ود الملايين من مزدوجي الجنسية، فيما يبقى الطرح الاقرب للصواب هو أن فرنسا تسعى إلى تدارك أخطائها وإعادة بعث علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع الجزائر خاصة بعد رد الفعل القوي الذي لمسته لدى الجانب الجزائري والقرارات الصارمة التي اتخذها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، سيما ما تعلق بحظر الجزائر على الطائرات الحربية الفرنسية التحليق في أجوائها.

وكانت وزيرة الثقافة الفرنسية، روزلين باشلو، قد أعلنت أول أمس، عن قرار رفع السرية عن جزء من الأرشيف الوطني، مؤكدة أنه لدى فرنسا "أشياء يجب إعادة بنائها مع الجزائر" وأن ذلك غير ممكن "إلا بناء على الحقيقة".

من نفس القسم الحدث