الحدث

ندرة أدوية السرطان.. بين نقص المخزون وتلاعبات الانتهازيين

المرضى هم من يدفعون الثم

تسجل كافة مستشفيات الوطن ندرة حادة غير مسبوقة في بعض أنواع الأدوية الموجهة لمرضى السرطان، أدخلت المرضى وعائلاتهم في سباق ضد الزمن سعيا للحصول عليها واستكمال برامجهم العلاجية.

تفاقمت أزمة ندرة الأدوية الموجهة لمرضى السرطان، في ظل الوضع الصحي الذي تسببت فيه جائحة كورونا، ما دفع العديد من المختصين لدق ناقوس الخطر والمطالبة باتخاذ إحراءات استعجالية من شأنها المساهمة في تخفيف الضغط.

تشهد جميع مستشفيات الوطن ازمة حقيقية في بعض أنواع الأدوية الموجهة لمرضى السرطان، على غرار دواء "لوكساليبلاتين" المستخدم في العلاج الكيميائي، بالإضافة إلى بعض الأدوية التي يستعملها المرضى المصابون بكوفيد 19 وكذا النساء الحوامل والأشخاص الذين يخضعون لعمليات جراحية،  كما سجل سوق الأدوية تذبذبا في دواء باراسيتامول الذي كثر عليه الطلب في الآونة الأخيرة، رغم أنه ينتج منه أزيد من 6 ملايين ونصف أسبوعيا.

كريم مرغمي: ندرة حادة في أدوية مرضى السرطان

كشف أمس المكلف بالإعلام بالنقابة الوطنية للصيادلة الخواص كريم مرغمي في اتصال لجريدة الرائد، بأن سوق الدواء يعرف خللا وندرة، ولا تزال العديد من الأدوية مفقودة، والوضع يزداد سوء يوميا بعد يوم، غير أنه أكد بأن مرضى سرطان يعانون بشكل كبير.

وأضاف محدثنا، بأن الوضع الذي تعرفه سوق الأدوية، راجع لسوء التنسيق بين وزارتي الصحة وكذا الصناعة الصيدلانية، إذا أن الصيدلية المركزية للمستشفيات المكلفة باستيراد الأدوية تسيير بطريقة كلاسيكية وقديمة، ولا تملك نظرة استشرافية، ولا تقدم معطيات حول مخزون الأدوية لوزارة الصحة، ما يعطل عمليات امضاء برامج الاستيراد، وهو الأمر الذي يدفع ثمنه المرضى.

وأكد كريم مرغمي، بأن الندرة مست العديد من الأدوية، داعيا الوزارة الوصية للعمل على استدراك الخلل بمشاريع قوانين جديدة من شأنها ضبط وتنظيم السوق، مشيرا إلى أن معالجة الأزمة تتطلب تكثيف الرقابة على كافة المتعاملين، من مستوردين، مصنعين وموزعين للوقوف على الأسباب الحقيقية التي تقف وراء الأزمة وايجاد حلول ناجعة في القريب العاجل لتغطية احتياجات سوق الأدوية.

وأشار المكلف بالإعلام بالنقابة الوطنية للصيادلة الخواص، بأن الندرة لا تخص فقط الأدوية المتعلقة بمرضى السرطان، إذ سجلت النقابة نقصت حادا في أدوية السكري، تخثر الدم وكذا المضادات ومسكنات الألم.

وبخصوص عودة الاستقرار إلى سوق الأدوية، أوضح ذات المتحدث بأن مرصد اليقظة للمواد الصيدلانية يقوم حاليا باحصاء لعدد الأدوية التي تعرف ندرة، ليتم بعدها بالتنسيق مع كافة المعنيين بالعمل على اتخاذ إجراءات من شأنها التخفيف من معاناة المرضى، والقضاء على الممارسات غير القانونية واللأخلاقية التي تعرفها سوق الأدوية، مشيرا إلى أن الندرة سمحت لبعض الانتهازيين السيطرة على مخزون الأدوية والتلاعب به على حساب صحة المريض.

المنظمة الوطنية لحماية المستهلك:صيدليات كبيرة وراء ندرة بعض الأدوية

من جانبها المنظمة الوطنية لحماية المستهلك، كشفت بأن الندرة الحاصلة في سوق الأدوية ورائها بعض الصيدليات الكبيرة، التي تعمل لإحكام قبضتها على السوق على حساب صحة المرضى.

وأشارت المنظمة، بأنها قد تحصلت على وثيقة داخلية للإتحاد الوطني للصيادلة، تدين بشدة تصرفات بعض الصيدليات الكبيرة التي تسعى للسيطرة على سوق الأدوية والاستيلاء على المنتجات الواقعة تحت الضغط في أوقات الجائحة.

وأضافت، بأن مجموعات لصيدليات كبيرة باتت تتسبب في ندرة الأدوية، إذ أن هذه الصيدليات تطالب بعض المنتجين بالتفاوض بكميات تكون أحيانا أكبر من تلك التي يتم توجيهها لتجار الجملة، ما سمح لهم باحكام سيطرتهم عليها، وأعطت مثلا بالأنسولين الذي تحصلت عليه هذه الصيدليات الكبيرة بكميات هائلة وتتفاوض حاليا للحصول على أدوية أخرى، كما أن بعض بائعي الجملة يشتكون من بعض المختبرات التي تقدم كميات أكبر  للصيدليات الكبيرة على حساب تجار الجملة.

وأكدت المنظمة، بأن الهدف مما تقوم به الصيدليات الكبيرة سلوكيات إجرامية واحتكار لسوق الدواء يستدعي تدخل الأجهزة الرقابية لمعاقبة البائع والصيدلي والوسيط الذي بينهما، داعية للضرب بيد من حديد، بعدما بات المريض ضحية لتلاعباتهم.

يشار إلى أن وزارة الصناعة الصيدلانية، وجهت العديد من الإعذارات للمستوردين الذين لم يحترموا برنامج استيراد الأدوية وكذا للمنتجين مطالبة اياهم بالعمل على ضمان توفير الأدوية والقضاء على الأزمة المسجلة.

من نفس القسم الحدث