الحدث

الحملة الانتخابية للمحليات تدخل أسبوعها الأخير

رؤساء الأحزاب ينتقلون إلى السرعة القصوى ويستنفرون قواعدهم

تدخل الحملة الانتخابية لمحليات 27 نوفمبر منعرجها الأخير والحاسم بعد مضي أكثر من أسبوعين عن انطلاقها، حيث يجد رؤساء الأحزاب السياسية المشاركة في هذا الاستحقاق أنفسهم في سباق مع الزمن لإقناع الناخبين ببرامجهم الانتخابية، قبل دخول فترة الصمت الانتخابي المقررة هذا الأربعاء، ولعل أبرز ما مميز خطابات اليوم السادس عشر للحملة، التركيز على الشق الاقتصادي خاصة فيما يتعلق بتطوير قطاع الفلاحة وضمان الأمن الغذائي، ناهيك عن تطوير الاستثمارات وولوج السوق الافريقية، فيما ركزت باقي الخطابات على إعادة طرح ملف الذاكرة وتجديد الدعوة لتمرير قانون تجريم الاستعمار عبر البرلمان.

إيمان عبد القرفي

أيام قليلة فقط تفصلنا على نهاية الحملة الانتخابية لمحليات 2021، التي تدرك أيامها الأخيرة قبل بدأ فترة الصمت الانتخابي، لثلاثة أيام متتالية، ويتنافس أكثر من 135 ألف مترشح من مختلف الأطياف السياسية على الظفر بمقاعد بالمجالس الشعبية البلدية والولائية لعهدة تمتد لخمس سنوات، وسط إجراءات صحية استثنائية يفرضها الوضع الصحي الذي تعيش البلاد على غرار باقي دول العام بفعل تفشي وباء كورونا "كوفيد19"، ولقد سعى رؤساء التشكيلات السياسية والمترشحون عن القوائم الحرة، إلى رفع درجة الاستعداد والانطلاق إلى السرعة القصوى من اجل كسب ود أكبر عدد من الناخبين وإقناعهم ببرامجهم الانتخابية.

ومن المنتظر أن تدخل الحملة الانتخابية لمحليات 2021، خلال أيام فترة الصمت الانتخابي، ما يجعل من تكثيف الخرجات والتجمعات الشعبية أكثر من ضرورة خاصة بعد الفترة الماضية التي ميزها سوء الأحوال الجوية، ما تسبب في نوع من "الركود" بحكم عزوف عدد هام من المواطنين على حضور التجمعات.

ولقد تميزت خطابات اليوم السادس عشر من الحملة، بطرح الملفات الاقتصادية التي تصدرت أبرز ما جاء على لسان رؤساء الأحزاب، فقد شدد رئيس حركة البناء الوطني، عبد القادر بن قرينة، خلال تجمع له اليوم بولاية أدرار في إطار الحملة الانتخابية لمحليات 2021، على ضرورة النهوض بالقطاع الفلاحي الذي قال إنه "يساهم بـ 12 بالمائة في الناتج الداخلي الخام حسب تصريح رئيس الجمهورية وما لا يقل عن 25 مليار دولار في الناتج الداخلي الخام وهو يوازي مدخول الجزائر من البترول والغاز اللذان أصبحا في تراجع"، منتقدا في سياق آخر ما أسماه " فرض الضريبة على الفلاحين من خلال قانون المالية 2022" الذي قال "أتمنى أن يكون هذا خطأ وقع وليس تدبير من المستعمر الفرنسي للقضاء على الفلاحة والعودة من جديد للتسول من فرنسا وغيرها"، مطالبا رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بالتدخل وفتح تحقيق لمعرفة ما وصفه بـ"اليد في فرض الضريبة الفلاحية إذا كان شيء ما يربطه بفرنسا".

بدوره، ركز الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أبو الفضل بعجي، في الكلمة التي ألقاها خلال التجمع الشعبي الذي نشطه أمس، بولاية أدرار، على تطوير الاستثمارات وتعزيز التواجد بالأسواق الدولية خاصة السوق الافريقية، وفي هذا الشأن شدد بعجي على أن خيار ولوج السوق الإفريقية وتعزيز التعاون مع موريتانيا "لا يمكن لأي جهة ثني الجزائر عنه".

إلى ذلك، شدد خطاب "الأفلان" في اليوم السادس عشر من عمر الحملة الانتخابية على ضرورة إنجاح هذا الاستحقاق، الذي أكد أمينه العام، دوره الكبير في ضمان الاستقرار السياسي للبلاد واستكمال بناء مؤسسات الدولة.

من جهته، دعا ال رئيس جبهة المستقبل، عبد العزيز بلعيد، خلال تجمع شعبي نشطه بولاية مستغانم، أمس، المواطنين إلى ضرورة مرافقة المنتخبين المحليين الجدد ومحاسبتهم طيلة العهدة الانتخابية، مؤكدا أن "البلدية منتخبة من طرف الشعب وعلى المواطن أن يكون جزءًا من التسيير في المجالس الشعبية البلدية والولائية، بعيدا عن مفهوم الوصاية على الشعب".

إلى ذلك، فضل رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، تخصيص الكلمة التي ألقاها خلال التجمع الشعبي الذي نشطه، أمس، بولاية البيض، للحديث عن ملف الذاكرة، حين قال إن "تشكيلته السياسية قامت بواجبها بإصدار قانون تجريم الاستعمار عبر كتلتها في المجلس الشعبي الوطني"، موضحا أنه "تم إشراك جميع الكتل البرلمانية."، داعيا البرلمان إلى ضرورة تمرير مشروع قانون تجريم الاستعمار، مشددا على أن حزبه يمارس السياسة "لخدمة البلادة وإدارة مصالح الناس لا من أجل المصالح".

ومن المنتظر أن يبدأ سريان الصمت الانتخابي منتصف ليلة الأربعاء في انتظار كلمة الصندوق وما ستفرزه من نتائج، تحدد الفائز بانتخابات تجديد المجالس المحلية المنتخبة، ليبقى من عمر الحملة الانتخابية ثلاثة أيام فقط، تعد فرصة أخيرة أمام المترشحين لطرح أهم ما عندهم من برامج ووعود من شأنها رفع رصيدهم من الأصوات يوم الـ27 نوفمبر الجاري، وتجري الحملة الانتخابية للمحليات هذه السنة في ظروف استثنائية فرضها الوضع الصحي الخاص الذي تعيشه البلاد ناهيك عن المتغيرات السياسية التي عاشتها بلادنا منذ مباشرة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون سلسلة الاصلاحات فور توليه الحكم، والتي تصب جلها في إطار إعادة بناء الجزائر الجديدة وتعزيز مكانة مؤسساتها، مع إعادة السيادة للشعب الذي استطاع بوعيه أن ينجح التشريعيات، في انتظار معرفة ما ستكشف عنه صناديق الاقتراع السبت المقبل.

من نفس القسم الحدث