الحدث

6 ملايين كيس بلاستيكي سنويا يهدد صحة الجزائريين؟!

قرار منع تداولها في الأسواق بقي مجرد حبر على ورق

عاد استعمال الأكياس البلاستيكية بشكل كبير في الفترة الأخيرة. فرغم بعض المبادرات هنا وهناك، في محاولة لمنع تقديمها للزبون ببعض المساحات الكبرى، وحملات تحسيسية لتشجيع استعمال القفة، إلا أنها كلها باءت بالفشل، في ظل غياب قرار حكومي صارم في هذا الصدد.

لم تتمكن وزارتا التجارة وكذا البيئة من تطبيق وعودهما بخصوص المنع التام لاستخدام الأكياس السوداء، ابتداء من 2020، حيث بقيت هذه الأخيرة مجرد حبر على ورق ولا تزال الجزائر تحصي ما يزيد عن 6 ملايين كيس بلاستيكي يستخدم سنويا في التعاملات التجارية بشكل يهدد الصحة العمومية. وكانت وزارة التجارة ووزارة البيئة قد وعدتا بصدور قرار لمنع استعمال الأكياس البلاستيكية عقب تنظيم ورشة كبيرة، تشارك فيها وزارات الداخلية والجماعات المحلية والتجارة والصناعة والبيئة والطاقات المتجددة، فضلا عن المنتجين وجمعيات التجار والحرفيين، للفصل نهائيا في مسألة الأكياس البلاستيكية التي تشكل خطرا حقيقيا على صحة المواطن، لكن رغم كل تلك الجهود والتصريحات والوعود، إلا أن القرار لم ير النور بعد.

ويشير الخبراء في البيئة أن خطر الأكياس البلاستيكية يكمن في كونها مصنوعة من مصادر الطاقة غير المتجددة، فالمادة الأساسية المستخدمة في صنع أكياس البلاستيك، هي البولي إثيلين، وهذه الأكياس تصنع من النفط الخام أو الغاز الطبيعي اللذين يعدان من مصادر الطاقة غير المتجددة، ما يعني أن تصنيع أكياس البلاستيك يؤدي إلى استهلاك هذه الطاقة، وإهدارها في تصنيع منتج له بديل، بالإضافة إلى أن طرق تصنيعها تسبب تلوثا في البيئة، كما أن من خطر تلك الأكياس أنها لا تتحلل، وهو ما جعل المختصين وحتى جمعيات حماية المستهلك تدعو لوضع خطة وزارية صارمة تعمل على خلق اقتصاد تدويري يحترم البيئة وصحة المواطنين. وتطالب جمعيات حماية المستهلك بالتنسيق في المبادرة بين وزارتي البيئة والتجارة، وأن يتم إدراج وزارة الصناعة، على اعتبار أنها الجهة المخولة بتقديم معلومات إحصائية حول عدد المصانع التي تعد الأكياس الورقية من جهة، والإمكانيات المتاحة لها لإنتاج الكيس الورقي.

فبلغة الأرقام، إذا فرضنا أن لدينا 8 ملايين عائلة، و4 ملايين فقط منها تقتني الخبز، إذن نحن بحاجة إلى 4 ملايين كيس ورقي يوميا، وهو ما لا تؤمنه المصانع، كما ترى جمعيات حماية المستهلك أن القضاء على الكيس البلاستيكي من مسؤولية المواطن في المقام الأول، لأن لديه قدرة إنجاح هذه المبادرة وبأقل التكاليف.

من نفس القسم الحدث