الحدث

بن زيان: قطاع التعليم العالي يحقق معدلات عالية في التنمية البشرية

أكد أن الدولة رصدت استثمارات ضخمة لصالح التعليم والتكوين

كشف وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عبد الباقي بن زيان، عن موعد انطلاق الدراسة بمدرسة الرياضيات والمدرسة العليا للذكاء الاصطناعي، المشروعين اللذين قرر رئيس الجمهورية استحداثهما، مشيرا أن الموعد حدد ليوم 12 أكتوبر الجاري، أي غدا الثلاثاء. في المقابل، أكد أن الجزائر عملت منذ الاستقلال على تخصيص استثمارات "ضخمة" لصالح التربية والتكوين، ما مكنها من بناء قدرات وطنية ذات كفاءة عالية.

قال عبد الباقي بن زيان، في كلمة إثر إشرافه بالقطب الجامعي للقليعة بتيبازة، أمس، حيث أعطى إشارة الانطلاق الرسمي للموسم الجامعي 2021 /2022، إن الانطلاقة الأولى للمدرستين المستحدثتين بقرار من السلطات العليا للوطن، ستكون هذا الثلاثاء. وبالمناسبة، نوه الوزير بقرار رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، باستحداث مدرستين علييين للذكاء الاصطناعي والرياضيات، مسجلا أنها "سابقة في تاريخ التعليم العالي بالجزائر" على أساس أنها مبادرة تعتبر الأولى عربيا وإفريقيا، وستسمح بتكوين كفاءات مؤهلة لمواجهة التحديات العالمية". وأضاف أن من شأن المدرستين تكوين موارد بشرية مؤهلة في الذكاء الصناعي والرياضيات لمواجهة التحديات العالمية في مجال التحكم في التكنولوجيات الحديثة، وستضاف إلى سلسلة الإنجازات التي حققتها الجزائر منذ الاستقلال، مشيرا إلى أن عدد الجامعات ارتفع من جامعة واحدة وملحقتين سنة 1971 إلى 111 مؤسسة جامعية سنة 2021.

وحسب الوزير، فقد التحق أمس عبر مختلف تلك المؤسسات الجامعية بالجزائر زهاء مليون و700 ألف طالب وطالبة، فيما تم استلام 20 ألف مقعد بيداغوجي جديد، ما يرفع القدرات إلى قرابة مليون و500 ألف مقعد، مشيرا إلى تدعيم القطاع بأول مدرسة عليا للرياضيات وأخرى للذكاء الاصطناعي، توفران تكوينا نخبويا يستجيب للمقاييس العالمية في هذين الاختصاصين المعروفين بأهميتهما في التطوير التكنولوجي والاقتصادي للبلاد.

وستعزز المدرستان، المتواجدتان بالقطب التكنولوجي سيدي عبد الله، غربي الجزائر العاصمة، قطاع التعليم العالي والبحث العلمي في مجال التكنولوجيا، حيث تتوفران على قدرة استيعاب 1000 مقعد بيداغوجي، وتستقبل المدرستان بمناسبة الدخول الجامعي الحالي، 200 طالب لكل واحدة منهما، باعتبارهم أول دفعة، ليرتفع مجموع الطلبة في الخمس سنوات التعليمية المقبلة إلى ألف مقعد بيداغوجي.

ولضمان تكوين نوعي على مستوى هاتين المدرستين، نصبت الوزارة فريقا من الخبراء المرموقين، بمساهمة الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج، عكف على إعداد برامج بيداغوجية نوعية تستجيب للمعايير العالمية ومتطلبات سوق العمل.

ولتحقيق الأهداف المرجوة من إنشاء هذين الصرحين العلميين، فإنهما سيحظيان بمرافقة من خلال شراكة أجنبية أبرمت في مرحلة أولى، مع خمسة بلدان سجلت تقدما في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، هي الصين والمملكة المتحدة واليابان وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، لجعل المدرستين قطبي امتياز بمستوى عالمي.

وترتكز الشراكة الأجنبية على تطوير تطبيقات بيداغوجية وتعليمية تستجيب للمعايير والمقاييس الدولية، والسماح للطلبة بالحصول على تكوين نوعي والقيام بتبادل المعلومات وأفضل الممارسات بخصوص استراتيجية تعليم هذين الاختصاصين. وأوضح الوزير أن "الدولة الجزائرية ومنذ الوهلة الأولى للاستقلال، عملت على تخصيص استثمارات ضخمة واعتمادات مالية معتبرة من أجل التعليم والتكوين في جميع الأطوار". وأضاف أن تلك المجهودات تكللت بسن منظومة قانونية وتشريعية تضمن للمواطنين كافة حقوقهم في المعرفة، من خلال دمقرطة التعليم ومجانيته، ما سمح بتكوين موارد بشرية "مؤهلة وفائقة المهارات لقيادة البلاد في مختلف القطاعات وبناء كفاءات وطنية قادرة على تحقيق التنمية".

وأبرز في هذا السياق مساهمة قطاع التعليم العالي في تحقيق نسب ومعدلات "عالية" في التنمية البشرية، جعلت من الجزائر "تحتل مراتب متقدمة في الترتيب العالمي وفقا لتقارير ومنظمات وهيئات دولية تحظى بمصداقية وحيادية كبيرتين". وعن واقع التعليم العالي بعد ستة عقود من الوجود، قال الوزير إنه يعرف "تطورا كبيرا" اعتبره "نتاج عملية إصلاح طويلة بدأت سنة 71 وما تزال متواصلة"، قبل أن يسجل أن ميزانية القطاع عرفت ارتفاعا تدريجيا منذ سنة 1971 إلى يومنا، مكن من زيادة عدد الجامعات من جامعتين وملحقتين إلى 111 جامعة ومدرسة عليا ومراكز بحث.

من نفس القسم الحدث