الحدث

أسواق الجملة في قبضة "السماسرة" والتجار الموازين ؟!

أغلبها تعيش فوضى حقيقية أثرت على العرض وحتى على الأسعار

تغرق العديد من أسواق الجملة للخضر والفواكه على المستوى الوطني في الفوضى وسوء التسيير، حيث باتت هذه الأخيرة في قبضة السماسرة والتجار الموازين، وهو ما بات ينعكس على العرض وحتى على مستوى الأسعار.

خلال جولة قادتنا إلى عدد من أسواق الجملة، وقفنا على وضع كارثي تعيشه هذه الأخيرة وانشغالات بالجملة يطرحها التجار، حيث يشتكي أغلب تجار سوق "الكاليتوس" و"بوڤرة"، على سبيل المثال لا الحصر، من سوء التنظيم وغياب الأمن والإنارة والنظافة، وأيضا قنوات للصرف، حيث تنعدم بأغلب أسواق الجملة مختلف المرافق الضرورية دون الحديث عن وضع الطرقات، كل هذا يضاف إلى غياب تنظيم دخول وخروج الشاحنات التي تمون هذه الأسواق، وكذا سيطرة التجار الموازين على مداخل ومخارج هذه الأسواق، وهو ما أدى لحدوث فوضى عارمة بأسواق الجملة، وتحولها إلى فضاءات عشوائية، متسببة في تذبذب أسعار الخضر والفواكه، خاصة منذ بداية أزمة كورونا والتي فتحت المجال لظهور مضاربين وسماسرة جدد باتوا يتحكمون في مستوى الأسعار ويفرضون منطقهم، وهو ما يتسبب في خسائر حتى لتجار الجملة النظاميين المؤجرين لمساحات العرض في هذه الأسواق.

ويوجه ممثلو التجار أصابع الاتهام للبلديات التي تؤجر هذه الأسواق لخواص، دون أن تفرض عليهم شروط معينة، حيث يحمل التجار الوضع الذي وصلت إليه العديد من الأسواق لمسيري هذه الأخيرة من الخواص، والذين يركزون، حسبهم، مجهودهم على جمع المستحقات المالية من التجار، دون إعارة باقي المشاكل اهتماما. في حين يقر ممثلو التجار بوجود ثغرة رقابية بمدخل أسواق الجملة، لاسيما منها تلك التي تعنى بالخضر والفواكه وحتى المواد الغذائية، ما شجع بروز ظاهرة البيع الفوضوي على مداخل ومخارج هذه الأسواق وتمرير منتجات فاسدة وغير صالحة للاستهلاك.

ويؤكد ممثلو التجار أن الأعوان الذين تضعهم وزارة التجارة للمراقبة وقمع الغش، استثنوا أسواق الجملة بعدما اقتصرت مهامهم على تفتيش أسواق التجزئة أو المحلات، داعين إلى تخصيص فرق مراقبة عند مدخل أبواب أسواق الجملة من أجل التحكم في هذه الأسواق من ناحية الأسعار وجودة المنتجات التي تباع، معتبرين أنه من غير المعقول أن سوقا كسوق الكاليتوس للجملة يتحكم فيه حفنة من السماسرة الذيم باتوا يفرضون منطقهم في الأسعار وفي مستوى العرض، ويمارسون في الكثير من المرات الاحتكار لرفع الأسعار.

من نفس القسم الحدث