الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
قال الخبير الدولي في التسيير الاستراتيجي للأخطار، البروفيسور صديق لرقش، أن تصريحات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون التي أدلى بها يوم 30 سبتمبر الماضي، كشفت "عن تحليل انتهازي ومضلل" بخصوص تاريخ الجزائر الماضي والحاضر، والتي ادت الى "فشله" في مسالة الذاكرة، لأنه لا زال دائما في حالة "انكار للهمجية الاستعمارية".
وأوضح البروفيسور صديق لرقش، في مساهمة خاصة نشرتها وكالة الأنباء الرسمية أمس والتي يرد فيها نقطة بنقطة على تصريحات الرئيس الفرنسي، قائلا أن ايمانويل ماكرون قد "استاء" لكونه لن يحصل من الجزائر على ما يريد، مضيفا ان "استراتيجية النفود التي ينتهجها قد تم افشالها رغما عنه، بسبب تصريحاته المتعجرفة تجاه الامة الجزائرية، حيث وصل به الأمر الى اقحام تركيا بشكل شائن حتى يتهرب من مأساة الاستعمار الفرنسي في الجزائر"، كما أشار الى ان "التواجد العثماني في الجزائر لا يمكن تشبيه بوجود الاستعمار الفرنسي"، لأن "الجزائريين هم الذين دعوا الامبراطورية العثمانية لحمايتهم في المقام الأول، و ذلك مختلف تماما عن الغزو الفرنسي للجزائر، الذي فرض نفسه عنوة من خلال السلب و النهب و الغصب و مذبحا السكان المحليين على نطاق واسع".
وأبرز المتحدث بعد ذلك، التناقض بين مرشح رئاسيات 2017 الذي قام بخطوة "ملموسة باعترافه بالجرائم ضد الانسانية وواجب الاعتذار للضحايا الجزائريين"، لكن وبعد ان اعتلى سدة الرئاسة قام بتطوير استراتيجية معاكسة، سهلة الافشال، حيث يقوم بالتنازل عن عناصر ثانوية مع سياسة الخطوات الصغيرة مدعمة بمؤرخين سياسيين، وعدم التنازل عن شيء فيما يخص الامور الاساسية اي الاعتراف و التعويض عن الجرائم الاستعمارية".
وأشار في هذا الخصوص "الى فشل الرئيس ماكرون حول مسالة الذاكرة" مضيفا ان "حصيلته واضحة : لا توبة و لا اعتذار و لا ارجاع للأرشيف و لا تطهير لمواقع التجارب النووية و الكيميائية الملوثة و لا تعويض لضحايا الاثار النووية و لا اصلاح للأضرار باستثناء بعض الاجراءات لذر الرماد في العيون"، وفي معرض تطرقه للقانون القادم المتعلق بالاعتراف و تعويض الحركة، اكد لرقش ان "فرنسا تكون اخيرا قد اعترفت و عفت و عوضت جميع الفاعلين الذين شاركوا في الاستعمار و حرب الجزائر، (العائدون و العسكريون و النشطاء في منظمة الجيش السري و الحركة)، باستثناء الضحايا الرئيسيين و هم الجزائريين الذين عانوا اشد المعاناة من همجية الاستعمار من سنة 1830 الى غاية 1962، حيث فقد قرابة ثلث السكان حياتهم و الجرائم ضد الانسانية و ممارسات كانت أفظع من تلك التي اقترفتها النازية".
وبالتساؤل عن وجود امة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي، اعتبر لرقش ان الرئيس ماكرون، اقترف "اساءة موصوفة ضد ذاكرة شهدائنا الذين ضحوا بالنفس والنفيس من اجل ان تصبح الجزائر امة حرة و مستقلة كما كانت عليه قبل الغزو الفرنسي، أما في ما يخص "ريع الذاكرة" الذي اشار اليه ماكرون و الذي قامت عليه الجزائر بعد الاستقلال، اوضح المتدخل ان "الذاكرة الجماعية الجزائرية ليست مزورة بريع الذاكرة"، و تقوم "على مطلب الدفاع عن الكرامة و احترام ملايين الجزائريين الذين رزحوا زمنا طويلا تحت نير الاستعمار".