الحدث

تراجع في الإقبال على "السياحة الحموية" لهذه الأسباب

رغم كثرة العروض التي تقدمها الوكالات السياحية في هذا التوقيت من السنة

تعد السياحة الحموية موردا هاما لقطاع السياحة، حيث تنتعش عادة في مثل هذا التوقيت من السنة وتشهد إقبالا كبيرا من طرف الجزائريين بدافع الاستجمام وحتى لدوافع علاجية، غير أن الإهمال والتدهور الذي طال مختلف الحمامات المعدنية جعل هذا النوع من السياحة يتراجع مع غياب الترويج لمناطق سياحية هامة وحمامات كانت لها سمعة بين الجزائريين، لتأتي الأزمة الصحية وتقضي على هذا النوع من السياحة.

قضى ثالوث الوباء، الإهمال وسوء التسيير على السياحة الحموية في الجزائر والتي كانت، في سنوات ماضية، تنتعش في هذا التوقيت من السنة بالذات، غير أن ما تشهده هذه الحمامات من إهمال وسوء تسيير جعل هذا النوع من السياحة يتراجع، خاصة مع غياب الترويج لعدد من المواقع الهامة وكذلك بسبب الأسعار وعدم مسايرتها لقدرة الجزائريين المالية وغياب استثمارات خاصة تواكب وسائل الراحة المتوفرة وحتى العلاج.

من جانب آخر، فإن تداعيات أزمة كورونا ألقت بظلالها على هذا النوع من السياحة في الجزائر، حيث عرفت الحمامات المعدنية أشهرا من الغلق، وحتى مع إعادة فتحها فقد بقي الإقبال عليها ضعيفا، خاصة أن أغلب الجزائريين يعتبرون هذا النوع من السياحة سياحة علاجية بالدرجة الأولى. ومع الأزمة الوبائية فإن الإقبال على كل المرافق العلاجية والاستشفائية قد تراجع حتى بالنسبة للحمامات المعدنية. وتعرف العديد من الحمامات المعدنية والمنابع الساخنة بولايات ڤالمة والطارف وخنشلة، تدهورا كبيرا وظروفا غير ملائمة منعت الزوار من التوافد بشكل مكثف على تلك المرافق الحموية، التي يوجد منها ما هو مهجور ومخرب، وهو وضع فسره مراقبون بنقص الاهتمام بهذا النوع من السياحة، بل وبإسقاطه من حسابات الوكالات، رغم أن هذا النشاط يزدهر في دول مجاورة لا تملك المؤهلات التي تتوفر عليها الجزائر.

وتوفر حاليا بعض الوكالات السياحية عروضا للسياحة الحموية، غير أن العروض التي بادرت بتقديمها الوكالات هذه الفترة لتدارك خسائرها لا تتماشى والقدرة المالية للجزائريين. فحسب ما اطلعنا عليه من عروض عند عدد من الوكالات، تبقى الأسعار هي الإشكالية، حيث تعد مرتفعة مقارنة بمدة الإقامة وكذا بالقدرة الشرائية للجزائريين، وحتى الخدمات المقدمة. فرحلة لا تتعدى الثلاثة أيام بحمام ريغة في ولاية البليدة يصل سعرها إلى مليونين و700 ألف سنتيم، في حين يصل سعر قضاء 3 أيام في حمام الصالحين ببسكرة حوالي الثلاثة ملايين سنتيم، أما بالنسبة لحمام المسخوطين بولاية ڤالمة فتصل تكلفة قضاء 4 أيام هناك حدود مليونين و800 ألف سنتيم، وهي أسعار تعد مرتفعة، ما جعل الإقبال على هذا التخصص من السياحة منعدما تقريبا على مستوى الوكالات السياحية التي لم تجتهد كثيرا في تحضير هذا النوع من العروض، رغم أن الفترة الحالية تعد الفترة الأنسب لاستقطاب زبائن السياحة الحموية في الجزائر.

وحسب ما يؤكده عدد من مسيري الوكالات السياحية، فإن السياحة الحموية عرفت تدهورا كبيرا بسبب الوباء وأيضا بسبب عوامل كانت في السابق ولا تزال موجودة، منها الإهمال وسوء التسيير، بالرغم من توفر إمكانيات طبيعية هامة مثل تلك المتواجدة بولاية ڤالمة، معتبرين أن النقص في مجال المرافق هو السبب في تراجع هذا التخصص من السياحة. وينفي هؤلاء المسيرون أن تكون الوكالات السياحية سببا في تدهور هذا المجال، معتبرين أن أغلب الوكالات تروج في هذه الفترة لرحلات ووجهات متنوعة عبر الوطن، من أجل تجاوز خسائرها، فضلا عن تخفيضات لتشجيع السياح المحليين بشكل خاص، غير أن الأسعار التي تفرضها المنتجعات والمركبات المتواجدة على مستوى الحمامات المعدنية مرتفعة، ما يجعل عروض الوكالات لا تناسب القدرة الشرائية للجزائريين. كما أن نسبة الإقبال على هذا النوع من السياحة تراجع والوكالات لا تستطيع أن تنظم رحلات وتضع عروضا لنوع من السياحة لا يعد رائجا.

ويؤكد هؤلاء أن مسؤولية تطوير السياحة الحموية تقع على الوزارة الوصية، معتبرين أنه على هذه الأخيرة الاهتمام بالسياحة الحموية، من خلال برنامج خاص يشجع المواطن الجزائري، بالدرجة الأولى، على زيارة الحمامات وتجاوز كونها مجرد مياه استشفائية، عبر التركيز على تهيئة المرافق وخلق مناطق سياحية حقيقية.

من نفس القسم الحدث