الحدث

خبراء يشددون على ضرورة كتابة التاريخ من طرف الجزائريين أنفسهم

مع تصفيته من بقايا الاستعمار

 دعا خبراء إلى أهمية كتابة التاريخ من طرف الجزائريين أنفسه وضرورة تصفيته من بقايا الاستعمار، مشددين على أن التاريخ الجزائري مليء بالحقائق تحتاج إلى عناية أكثر من تزييف المستدمر الذي حاول طمس كفاح الجزائريين.

أجمع المشاركون في ندوة الاذاعة الثقافية أمس حملت عنوان "الجزائر أمة " تناولت الأسس الثقافية والحضارية للأمة الجزائرية، إذ أكد الدكتور مولود عويمر على ضرورة إعادة دراسة تاريخ العلاقات بين الجزائر وفرنسا و الجزائر و المستعمرات التي مرت عليها ، وقال في الخصوص " المدرسة التاريخية الاستعمارية مجدت دائما الاستعمار وتنقص من قيمة الشعوب المستعمرة وهو ما جعل المؤرخين المهتمين بدراسة المستعمرات مرفوضين داخل الجامعة لأنهم أساءوا للمدرسة التاريخية الفرنسية وابتعدوا عن المنهج العلمي  وظلموا في أبحاثهم الشعوب المستعمرة  لذلك لا يمكن لنا أن نكتب تاريخنا إلا بأقلام الجزائريين".

وأضاف الدكتور عويمر" التاريخ الوطني يكتب دائما بأقلام أبنائه وهذا لا يعني أبدا عدم التفتح على الدراسات الأخرى، الأمر يحتاج إلى مراجعة وجهود أخرى من أجل تنقية هذا التاريخ الذي كتبه الفرنسيون أو كتبه المؤرخون نحن بحاجة لإعادة دراسة تاريخ العلاقات بين الجزائر وفرنسا وكذلك بين الجزائر وبين المستعمرات الأخرى".

وفي رد على التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي، تساءل المجاهد محمد الصغير بن علام عمن كان يمضي الاتفاقيات والمعاهدات مع الفرنسيين على مدى عقود من الزمن.

وقال المجاهد بن علام" هذا الذي أنكر علينا تاريخ أمتنا لو يعود الى تاريخ بلده لوجد ان بين الامة الجزائرية والدولة الفرنسية  بمختلف انظمتها ما يزيد عن 70 اتفاقية ، اول اتفاقية بين الجزائريين والفرنسيين وقعت في القرن الثاني عشر بين حكومة مرسيليا وإمارة بجاية من اجل السماح  للسفن المرسيلية بالابحار في المتوسط ، وفي سنة 1534 وقعت اتفاقية بين خير الدين  والإمبراطور فرانسوا الاول والخليفة العثماني سليمان القانوني وقد سميت الاتفاقية الثلاثية لو لم نكن قوة لما كان لويس الرابع عشر ليستنجد بالداي عثمان كي  يحميه من هجوم البريطانيين والهولنديين ".

من جانبه أوضح الدكتور سعيد معول أن الاحتلال الذي طال الجزائريين على عقود متتالية لم يكن فقط بسبب الموقع الاستراتيجي والثروات الطبيعية فقط بل كان كذلك بسبب المواقف السيادية التي طالما رفعها الجزائريون والتي كانت متفردة في المنطقة الافريقية متحدية كل المطامع الاوروبية بامتلاك افريقيا مستدلا بمقولة ماسينيسا الشهيرة "افريقيا للأفارقة " وكذا عبارة "يوغرطة"   التي تهكمت بالامبراطورية الرومانية "روما للبيع فمن يشتري " في اشارة لقوة الجزائريين ونفوذهم وسيادة قراراتهم.

وأشار الدكتور معول الى ان الممارسات التغليطية للمؤرخين والسياسيين الفرنسيين لم تتغير على مر عقود سيما فيما يتعلق بالتبجح وطمس الحقائق المتعلقة بالمستعمرات مستندا إلى عدد من الدراسات التاريخية الفرنسية التي أنكرت في مجملها وجود شعب أو حضارة واحدة.

من نفس القسم الحدث