الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
أكد" بيان الجزائر" الذي آل إليه الاجتماع الوزاري لدول الجوار الليبي المنعقد بالجزائر على مدار اليومين الماضيين، على اسناد تنظيم الانتخابات النيابية والرئاسية المقررة في 24 ديسمبر المقبل تنظمها حكومة الوحدة الوطنية، إضافة إلى رفض التدخلات الخارجية وضرورة إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا.
وأكد البيان الذي تمت تلاوته مساء أمس في مؤتمر صحفي مشترك عقده وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة ووزيرة الخارجية الليبية رجاء المنقوش على "الالتزام بمخرجات مؤتمري برلين 1 و2، وتجنب تعدد المسارات المتنافسة في دعم المرحلة الانتقالية في ليبيا"، و"إشراك دول الجوار في كل مسارات انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة، والتنسيق بين اللجنة العسكرية لـ 5 5 ودول الجوار لانسحاب المرتزقة والقوات الأجنبية، والرفض القاطع لجميع أشكال التدخلات الأجنبية في الشأن الليبي ".
وأدان اجتماع وزراء خارجية دول الجوار الليبي استمرار توريد الأسلحة والمرتزقة الى ليبيا، ما يشكل خرقا لقرارات مجلس الأمن، وقرر إعادة تفعيل اللجنتين الفرعيتين الخاصتين بالسياسة والأمن لدول الجوار، حيث ستجتمع اللجنتان تجتمعان في أقرب الآجال برئاسة مصر والجزائر، في سياق التأكيد على الدور المحوري لدول الجوار في دعم المسار الليبي، وضمان تعزيز التنسيق بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي بشأن ليبيا، وتقرر في نفس السياق، زيارة وفد وزاري من دول الجوار إلى ليبيا، لدعم وتعزيز تدابير بناء الثقة وتهيئة المناخ لإنجاح الانتخابات الليبية، والتمهيد لعقد مؤتمر المصالحة الوطنية بين الليبيين في أقرب وقت.
من جهته نقل وزير الخارجية لعمامرة، خلال المؤتمر الصحفي، عن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ، قوله للوزراء المشاركين في المؤتمر خلال استقبالهم في مقر الرئاسة إن "الجزائر تحت تصرف الأشقاء في ليبيا، ونحن رهن الإشارة وسنبذل قصارى جهدنا لنصرة الليبيين ونرفع بصوتنا منادين باحترام الحقوق السيادية لليبيا"، وأوضح أن "الخروج النهائي من الأزمة في ليبيا يستدعي انجاح المصالحة الوطنية في ليبيا وفقا لما تنص عليه مخرجات برلين، ولليبيين أن يستفيدوا من تجربة الجزائر في المصالحة الوطنية ونحن على استعداد ليبيا بتجربتنا، ولذلك نعلق أمل كبير على اقامة المصالحة الليبية، مشيرا الى أن الاجتماع الوزاري لدوال الجوار الليبي يشكل " قيمة مضافة لنصرة الشعب الليبي الشقيق، والتي ستتبلور بكل تأكيد خلال الاسابيع و الاشهر القادمة، في هذه المرحلة النوعية الجديدة يجب أن يمارس فيها الشعب الليبي حقه في الادلاء برأيه حول مستقبله ليبدأ مرحلة حاسمة ومهمة".
من جانها، كشفت وزيرة الخارجية الليبية رجاء المنقوش، أن الاجتماع توصل إلى قرار تفعيل الاتفاقية الرباعية بين ليبيا ودول الجوار لتأمين الحدود المشتركة، وأكدت المنقوش، خلال المؤتمر الصحفي "لا نريد لليبيا أن تدخل في حرب أهلية أخرى"، وشددت على أن "حكومة الوحدة الوطنية ملتزمة بإجراء الانتخابات في موعدها المقرر في 24 ديسمبر المقبل، واوضحت ان الحكومة وفرت كل الوسائل اللوجيستية، وعرضت أيضا خطة أمنية لتأمين الانتخابات، لكن مسألة أن تؤجل أو لا تؤجل فلا أعلم ذلك، لكننا نسعى لان تكون في وقتها"، مضيفة أن الحكومة "تنتظر البرلمان ليجيز القاعدة الدستورية، وربما هذا ما قد يؤخر الانتخابات".
وأوضحت المسؤولة الليبية أن كل الدول المشاركة، عبرت عن دعمها لمبادرة" استقرار ليبيا، والتزمت بالمشاركة في اجتماع يعقد نهاية الشهر المقبل في طرابلس، إضافة الى التوصل لتفعيل اتفاقية التعاون الأمني الرباعي مع عدد من دول الجوار الجنوبية ، وهي النيجر وتشاد والسودان، وتفعيل آلية اللجنة المشتركة لحماية ومراقبة الحدود، ردا على سؤال حول مدى التزام القاهرة بمخرجات بيان الجزائر، خاصة في علاقة بموضوع اخراج المرتزقة واقوات الأجنبية ، قالت المنقوش " نحن تشارك مع مصر الحدود، وهناك بعض الاختلافات البسيطة ، لكن ذلك لا يعني اننا لا نتحاور، وجودنا اليوم هو جزء من هذا الحوار".
وفي نفس الإطار، أكد المشاركون في هذا الاجتماع على أهمية الاسراع في وضع إطار قانوني، استعداد للانتخابات العامة واخراج المرتزقة والقوات الاجنبية من ليبيا، الى جانب توحيد المؤسسة العسكرية كأولويات لحلحلة الازمة الليبية، كما شدد المشاركون على أهمية دول الجوار في دفع جهود ارساء الامن والاستقرار في ليبيا، بما يخدم مصالح شعوب المنطقة.
وأكد رئيس الدبلوماسية لعمامرة، استعداد الجزائر لاستضافة القمة العربية التي تم تأجيلها منذ مارس 2020، وقال لعمامرة ردا على سؤال حول الترتيبات السياسية القائمة لعقد القمة العربية المقررة في الجزائر، إن الجزائر مستعدة لاستضافتها وستعقد في موعدها (مرتقب في مارس المقبل)، وشدد على أنه " إذا تمت ونجحت الانتخابات في ليبيا، فهذا سيخلق اجواء ايجابية كبيرة بالنسبة لإنجاح القمة العربية المقررة في الجزائر، لأنه في طول السنوات الأخيرة، دائما كانت الأزمة الليبية نوع من التأثير بشكل كابوس على المناخ الذي يسود الاجتماعات العربية، على الرغم من أن الجميع كان يشعر أن ما حدث في ليبيا كانت مناقضة لما يجب ان يسود في العلاقات العربية.
وبخصوص الوساطة الجزائرية في ملف سدّ النهضة، أكد لعمامرة أن الجهد الجزائري سيستمر، حالما تنتهي بعض الدول المعنية من بعض الاستحقاقات الدستورية، ورفض في سياق آخر التعليق على تصريح جديد للسفير المغربي في الأمم المتحدة، عمر هلال خلال اجتماع لجنة 24 في الكاريبي، بشأن ما وصفه المندوب المغربي بحق شعب منطقة القبائل في تقرير مصيره، وقال لعمامرة "لا يستحق أي رد وتجاوزه الواقع، نحن نسيّر أمورنا بحكمة وعقلانية وبالصرامة المطلوبة".