الحدث

معاناة الزبائن مع سوء تدفق الأنترنت

فيما سبق للخبراء أن أكدوا أن تحرير مزيد من الذبذبات ليس حلا

 

لم يغير قرار وزارة البريد الأخير بتحرير حزمة من طيف الذبذبات لفائدة متعاملي الهاتف النقال لتحسين تدفق الأنترنت، أي شيء في جودة خدمة هؤلاء المتعاملين، حيث لا يزال الزبائن يشتكون من بطء شبكة الأنترنت والانقطاعات المتكررة والضغط في أوقات الذروة، وهو ما يثبت صحة كلام الخبراء الذين سبق وأكدوا أن تحرير مزيد من الذبذبات ليس حلا لتحسين تدفق الأنترنت في الجزائر.

 

كما كان متوقعا من الخبراء في تكنولوجيات الإعلام والاتصال، فإن قرار وزارة البريد الأخير بتحرير حزمة من طيف الذبذبات لفائدة متعاملي الهاتف النقال لم يحسن تدفق الأنترنت للجيل الرابع في الجزائر، حيث يشتكي أغلب زبائن متعاملي الهاتف النقال الثلاثة هذه الأيام من بطء الشبكة ومن انقطاعات متكررة ومن ضغط كبير على الشبكة في أوقات الذروة، في حين هناك بعض المناطق لا تصلها أصلا التغطية بخدمة الجيل الرابع، حيث الإرسال فيها ضعيف جدا، بينما يواصل هؤلاء المتعاملون الترويج لعروض مبالغ فيها، وهو ما جعل الزبائن يطالبون بتحسين الشبكة والانتقال إلى تقديم عروض مقبولة من الناحية التقنية بدل التركيز على الشعارات واستغفال المستهلكين.

وقد كان خبراء في التكنولوجيا قد أكدوا سابقا أن تحرير حزمة من طيف الذبذبات ليس حلا لضعف تدفق الأنترنت في الجزائر، على اعتبار أن هذا التحرير سيبقي التدفق ضعيفا في حال كانت هناك شبكة ألياف بصرية ضعيفة وتشبع على مستوى النطاق العريض الدولي. واعتبر هؤلاء الخبراء أن رفع مستوى تدفق الأنترنت يستدعي معرفة مصدر التشبع، وأين يكمن مشكل الولوج، حيث يبدو أن الطلب أكبر من العرض. 

ولزيادة العرض، يشرح الخبراء أنه يجب زيادة عدد الخلايا أو ما يعرف بالمحطات القاعدية (الهوائيات)، وكي يتم رفع عددها يجب زيادة حزم ذبذبات جديدة، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة غيرت مؤخرا مخطط الذبذبات الخاص بها بقرار من الرئيس دونالد ترامب، من أجل تمكين المتعاملين من الدخول وتسويق تقنية الجيل الخامس. ووفق الخبراء، فإن الحل يكمن في تقاسم المحطات القاعدية بين المتعاملين (الهاتف النقال). وبخصوص النطاق الدولي، فيرى الخبراء أنه غير كاف، حيث يبلغ حاليا نحو 1 تيرا بايت (ألف جيغا بايت)، وبما أن البلاد بها أكثر من 24 مليون متصل بالأنترنت ومساحة بـ2.3 مليون كيلومتر مربع، يجب رفع هذا الرقم ولم لا الوصول إلى 10 آلاف جيغا بايت (10 تيرا أوكتي)، رغم أن العملية ستكون مكلفة جدا.

كما أن الاستثمار في إيواء البيانات محليا على المدى الطويل، عبر مراكز بيانات كبرى، سيساهم في رفع تدفق الأنترنت وتجنب المرور عبر النطاق الدولي لمواقع وبيانات يمكن إيواؤها في الجزائر.

من نفس القسم الحدث