الحدث

المتعافون من كورونا أول من يخرقون التدابير الوقائية؟!

رغم أنهم يعدون حلقة مهمة في نشر الوعي بين الجزائريين

يعد المتعافين من فيروس كورونا بالجزائر أول من يخرقون التدابير الوقائية من الوباء بعد شفائهم، باعتبار أنهم أصيبوا بالمرض واكتسبوا مناعة ضده، بينما يؤكد الأطباء وممارسو الصحة العمومية أنه يمكن للمتعافين من فيروس كورونا أن يشكلوا حلقة مهمة في نشر الوعي من خطورة الفيروس بين الجزائريين، حيث بإمكان هؤلاء التأثير ضمن المحيطين بهم لحثهم على الالتزام بالتدابير الوقائية من الفيروس.

ويسجل بالجزائر تعافي المئات من المصابين بفيروس كورونا بشكل يومي بعد قضائهم فترة علاجهم بالمستشفيات. ويعتبر هؤلاء رقما مهما في معادلة نشر الوعي بين الجزائريين، حيث أشار في هذا الصدد البروفيسور مصطفى خياطي أنه يمكن للمتعافين من فيروس كورونا أن يسهموا بشكل فعال في حث الجزائريين على الالتزام بتدابير الوقاية، على الأقل من المحيطين بهم، غير أن العكس هو ما يحدث، حسب خياطي الذي تأسف كون بعض المتعافين من الفيروس هم أول من يخرقون تدابير الوقاية بعد شفائهم كونهم أصيبوا بالفيروس ولا توجد أي دراسات حالية تؤكد أن المتعافي من كورونا قد يصاب مرة أخرى بالوباء، وهو ما جعل هؤلاء يطمئنون ويخرقون شروط الوقاية بكل أريحية.

وقال خياطي إنه من المفروض أن يعمل هؤلاء، ونظرا لتجربتهم مع الوباء، على نشر الوعي بين المحيطين بهم، مضيفا أن تأثير هؤلاء يكون أقوى من أي حملات تحسيسية أو دعوات أطباء ولا حتى إجراءات ردعية وعقوبات مالية. وفي السياق ذاته، اقترح خياطي أن يتم تفعيل جلسات استشارية للمصابين بفيروس كورونا على مستوى المستشفيات من أجل إرشادهم إلى كيفية التعامل مع المحيطين بهم بعد شفائهم من المرض، والنصائح التي يمكن أن يقدموها، مع ضرورة رفع درجة الوعي لديهم بأهمية استمرارهم في الالتزام بالتدابير الوقائية حتى يكونوا مثالا لغيرهم.

للإشارة، تعرف الجزائر تراجعا في الوعي بأهمية الالتزام بتدابير الوقاية من الفيروس مرة أخرى، خاصة مع تسجيل استقرار في الوضعية الوبائية هذه الأيام وبدء عودة الحياة إلى طبيعتها بعد إعادة فتح المساجد وأماكن الراحة والاستجمام والشواطئ، مع قرب عودة العديد من القطاعات للعمل، على غرار التريبة والتعليم العالي، وهو ما جعل العديد من الجزائريين يظنون أننا دخلنا مرحلة ما بعد كورونا وأن الوباء انحسر في الجزائر رغم أن الخطر لا يزال قائما والوقاية والحذر يبقيان مطلوبين.

من نفس القسم الحدث