الحدث

أزمة دور حضانة مرتقبة خلال الدخول الاجتماعي المقبل

30 بالمائة من الهياكل الموجودة أفلست بسبب الأزمة الصحية

تعرف معظم رياض الأطفال ودور الحضانة وضعا ماليا صعبا، دفع بالعديد منها نحو الإفلاس بسبب عدم قدرتها على تغطية تكاليفها دون وجود أي مداخيل بعد أكثر من 5 أشهر من الغلق، وهو ما ستكون له آثار سلبية خلال الدخول الاجتماعي المقبل في حال تقرر إعادة فتح هذه الأخيرة، حيث من المتوقع أن يتم تسجيل نقص في عدد هذه الهياكل التي تستقبل الطفولة بسبب إفلاس العديد منها جراء أزمة كورونا، خاصة أنه في الظروف العادية فالعديد من الولايات كانت تعاني من نقص هذه المراكز.

 

كشف مصدر من مديرية النشاط الاجتماعي بالعاصمة لـ"الرائد" أن حوالي 30 بالمائة من رياض الأطفال ودور الحضانة مهددة بالغلق إن استمرت الأزمة الصحية لشهر آخر، حيث تواجه هذه الدور وضعا ماليا صعبا بسبب غياب مداخيل يمكنها أن تغطي تكاليفها، خاصة تكاليف الكراء باعتبار أن أغلب دور الحصانة تعمل بصيغة الكراء من عند خواص.

وأضاف ذات المصدر أن دور الحضانة التي تواجه مصير الغلق هي تلك الدور الصغيرة التي تعمل بطاقة استيعاب محدودة، حيث تعد تكاليف هذه الدور كبيرة مقارنة بمداخيلها، وهو ما جعلها تتأثر سريعا، خاصة أن الأزمة ليست لشهر أو شهرين وإنما خمسة أشهر كاملة توجد فيها هذه الدور دون نشاط، في انتظار مزيد من التمديد في غلق هذه الأخيرة إلى غاية الدخول الاجتماعي المقبل في شهر أكتوبر، حيث سيعرف مصير هذه الهياكل إن تقرر فتحها أو الاستمرار في الغلق لأشهر أخرى. 

وبسبب هذه الوضعية وهذه الخسائر، فإن أزمة دور حضانة مرتقبة خلال الدخول الاجتماعي، فإفلاس حوالي 30 بالمائة يعني نقصا في الهياكل التي تستقبل الطفولة مستقبلا، وهو الأمر الذي سينعكس على الأولياء الذين قد لا يجدون أين يسجلوا أبناءهم لرعايتهم. 

وأضاف ذات المصدر أن دور الحضانة في العديد من ولايات الوطن تعاني أصلا تقصا كبيرا، حيث لا تغطي الهياكل الموجودة الطلب كل دخول اجتماعي، وهو ما ينتج عنه اكتظاظ في هذه الدور، فما بالك إن تم غلق وإفلاس 30 بالمائة من الدور الموجودة كرقم تقريبي وحصيلة أولية للوضع الصعب والخسائر الكارثية التي تتكبدها هذه الأخيرة. 

من جانب آخر، أشار ذات المصدر أن مديرية النشاط الاجتماعي تستقبل يوميا مسيرين لهذه الدور يطالبون بالدعم، مؤكدا أن أغلب أصحاب دور الحضانة لم يتلقوا، إلى غاية الآن، أي تعويضات عن توقفهم عن النشاط رغم أنهم من أكثر المتضررين من الأزمة الصحية ونشاطهم المتوقف سيستمر لأشهر أخرى.

للإشارة، فقد سبق للمئات من أصحاب رياض الأطفال أن ناشدوا رئيس الجمهورية التدخل من أجل النظر في حالتهم ومساعدتهم لتفادي الإفلاس المبكر. ووجه هؤلاء رسالة لرئيس الجمهورية شخصيا للمطالبة بضرورة التدخل في أقرب وقت للفصل في حالة أصحاب مؤسسات استقبال الطفولة، حيث أن هؤلاء لم يشتغلوا منذ بداية أزمة فيروس كورونا، وفي المقابل يواجهون تراكم الأعباء من انتهاء آجال الكراء والضرائب والتأمين، ما جعلهم تحت خطر الإفلاس، حيث أن هناك من أفلس بالفعل في ظل عدم تعاون أصحاب المحلات معهم وتهديدهم بالطرد مع نهاية أجل الكراء. والتمس أصحاب رياض الأطفال من رئيس الجمهورية التدخل في أقرب وقت للنظر إلى مجموعة من مطالبهم والمتمثلة في إلغاء الضرائب والتأمينات لهذه السنة، ومنحهم قروضا من دون فوائد ولا شروط تعجيزية، وإلغاء تطبيق دفتر الشروط التعجيزي. 

وعلى صعيد آخر، فإن بعض مسؤولي رياض الأطفال أرغموا الأولياء على ضرورة دفع مستحقات الفصل الثالث، بحجة دفع مستحقات المربيات والكراء ومواجهة الأعباء الأخرى، رغم أن هذه الأخيرة مغلقة، وهذا ما استنكره الأولياء ورفضوا الرضوخ لتهديدات هؤلاء والذين وصل بهم الحد إلى تهديد الأولياء بالمتابعات القضائية في حالة رفض تسديد المستحقات.

من نفس القسم الحدث