الحدث

أزمة كورونا تضاعف جشع أصحاب "العصا الغليظة" عبر الشواطئ

مصطافون يتعرضون للابتزاز ويرغمون على دفع مبالغ كبيرة

اغتنم بعض المضاربين الذين اعتادوا استغلال الشواطئ خلال مواسم الاصطياف الماضية، فرصة أزمة فيروس كرونا وافتتاح الموسم متأخرا لبسط سيطرتهم على الشواطئ وتحقيق أكبر قدر ممكن من الأرباح، ضاربين بتعليمات المجانية وحتى الإجراءات الوقائية من وباء كورونا عرض الحائط.

 

بما أن موسم الاصطياف هذه السنة سيكون شهرا لا أكثر بسبب أزمة فيروس كورونا، فإن أصحاب "العصا الغليظة" كما يطلق عليهم ضاعفوا من تواجدهم في أغلب الشواطئ حتى تلك التي تشهد تواجدا أمنيا كبيرا لمراقبة الالتزام بتدابير الوقاية من فيروس كورونا، حيث احتلوا أماكن الركن والأماكن القريبة من الشواطئ وفرضوا منطقهم على المصطافين الذين وجدوا أنفسهم مضطرين لدفع مبالغ مضاعفة من أجل الاستمتاع بزرقة البحر التي حرموا منها شهري جوان وجويلية.

وأثناء جولتنا إلى شاطئ "العقيد عباس" وخلوفي 1 و2 بزرالدة غربي العاصمة، اصطدمنا بما يجري في تلك الشواطئ من خرق لتعليمات المجانية التي أقرت في السنوات الأخيرة والتي يبدو أنها تبقى على الورق فقط، حيث باتت تتراوح تذكرة الباركينغ هناك بين 150 دج و200 دج بعدما كانت في المواسم السابقة في حدود 100 دج، والواضح أن أزمة كورونا وتأخر افتتاح موسم الاصطياف فتح الشهية لحراس الشواطئ لاستغلالها بجشع أكبر، مقابل مبالغ تختلف من يوم لآخر حسب عدد المصطافين. 

ويضطر أغلب المواطنين لدفع هذه المبالغ دون جدال تجنبا للدخول مع هؤلاء في نقاش وجدال، خاصة أن الكثير منهم يعمل تحت أعين مصالح الأمن التي يبدو أن أزمة كورونا ضاعفت من مسؤولياتها في تنظيم الشواطئ، وبات رصد ووقف التجاوزات فيما يتعلق بتدابير الوقاية من فيروس كورونا هي الأولوية في الوقت الحالي، وهو ما استغل أحسن استغلال من أصحاب "الباركينغ". 

وخلال تواجدنا بنفس الشواطئ، لاحظنا أيضا الفوضى التي تعرفها هذه الأخيرة رغم كل جهود التنظيم في إطار الالتزام بتدابير الوقاية من فيروس كورونا، حيث يفرض أيضا بعض الشباب المسير لهذه الشواطئ بطريقة غير قانونية وحتى أولئك الحاصلين على تراخيص من البلديات التابعة لها هذه الأخيرة، أسعارا خيالية على كراء الشمسيات والطاولات والكراسي، بينما يمنع من يحضر شمسيته من نصبها قريبة من الشاطئ، والأخطر هي التجاوزات التي يتورط فيها هؤلاء، حيث هناك بعض المسيرين من لم يحترم مسافة متر ونصف في نصب هذه الشمسيات التي وضعت ملتصقة، خاصة عندما تعرف الشواطئ توافدا كبيرا وضغطا بشريا، كما لا تخضع الكراسي والطاولات التي يتم كراؤها بشكل يومي لأي تعقيم، وهو ما يجعل الأمر خطيرا في ظل استمرار انتشار فيروس كورونا. 

وتتراوح أسعار كراء الشمسيات هذا الموسم بين 800 و1200 دج حسب كل شاطئ، بينما تصل أسعار كراء شمسيات بطاولة و4 كراس الـ 1800 دج، وهو مبلغ مرتفع جدا لا تتحمله أغلب الأسر التي تعاني ضائقة مالية خلال هذه الفترة بسبب أزمة كورونا. 

من جانب آخر، فإن زيارتنا لشواطئ غرب العاصمة جعلتنا نكتشف أيضا أن أغلبها يفتقر للوسائل الضرورية التي يحتاجها المصطاف، والمتمثلة في المراحيض والمرشات وغرف تبديل الملابس والماء في الحنفيات، حيث لم تجهز العديد منها بهذه الوسائل الضرورية والتي خلقت معاناة حقيقية لرواد هذه الشواطئ. فيما يؤكد عدد كبير من المصطافين أن غياب التنظيم سبب الفوضى التي تعرفها الشواطئ، حيث أكدوا أنه حان الوقت للتوجه نحو إنشاء مؤسسات خاصة بتنظيم الشواطئ وتقوم بتوفير خدمات في المستوى والأمن للعائلات، مقابل مبالغ مالية رمزية، في مقابل ذلك يتم القضاء على ظاهرة استغلال الشواطئ من طرف المنحرفين والبارونات الذين يفرضون سياستهم على المصطافين.

للإشارة، فإن أغلب الشواطئ ومنذ إعادة فتحها تعرف تجاوزات بالجملة فيما يتعلق بتدابير الوقاية من فيروس كورونا، تضاف للتجاوزات المسجلة من طرف المسريين وأصحاب الباركينغ، فيما تشهد أيضا إقبالا وضغطا كبيرا من الجزائريين الذين حرموا من زيارتها منذ بداية موسم الاصطياف، وهو ما صعب من مهمة مختلف الأجهزة الأمنية التي تحاول بسط النظام دون جدوى، خاصة في ظل لا وعي وتهاون العديد من المصطافين.

من نفس القسم الحدث